في الثلاثين من آذار كل عام، يحيي الفلسطينيون ذكرى يوم الأرض الخالد في مختلف المناطق الفلسطينية، بسلسلة من النشاطات والفعاليات السياسية، تختتم بمسيرة مركزية ومهرجان في مثلث يوم الأرض (سخنين، عرابة، دير حنا)، وفي السنوات الأخيرة باتت تقام فعالية مركزية أخرى في النقب.

وشهد عام 2009، مظاهرة جبارة في ذكرى يوم الأرض التي أقيمت في مدينة سخنين، وتزامنت مع العدوان على قطاع غزة في حينه. ومنذ ذلك الحين، تشهد فعاليات يوم الأرض مشاركة أقل كل عام، سواء في مثلث يوم الأرض أو في النقب، ومعظم المشاركين هم أعضاء الأحزاب السياسية أو الحراكات الشبابية.

ويعزو الباحث والمحلل السياسي، إمطانس شحادة، قلة المشاركة إلى عدم وجود حدث عيني حارق، إذ أن المواطنين الفلسطينيين يتأثرون بمحيطهم، وفي حال عدم وجود حدث حارق، يرى الناس أنه لا ضرورة لمشاركتهم.

وقال شحادة إن على لجنة المتابعة والأحزاب السياسية 'مراجعة نفسها وإعادة النظر في آليات النضال وإحياء الذكرى، واستخلاص العبر من عدم المشاركة، ربما حان الوقت لابتكار أساليب جديدة للعمل السياسي'.  

وقالت الباحثة والناشطة السياسية، نداء نصار، إن 'هذا النوع من النشاطات متاح لكل الناس ولجميع الأجيال، وهو شديد الأهمية ويجب الحفاظ عليه لترسيخ الوعي الجماعي، لكن علينا تطويره وإضافة بعض التفاصيل إلى البرنامج ليصبح جذابًا لشرائح أكبر من الناس وإضافة الزخم المطلوب'.

وأكدت نصار أن علينا تنظيم فعاليات أخرى طوال العام للتصدي لمخططات مصادرة الأراضي وغيرها، وإنه 'علينا تحويل يوم الأرض ليوم تصدي وممارسة تؤكد على حقنا بالأراضي، وانطلاقًا لفعاليات تراكمية طوال العام تطمع لتحقيق إنجاز شعبي وتحقيق الهدف المطلوب'.

واعتبرت مديرة المشاريع في جمعية 'بلدنا'، جمانة أشقر، التي نظمت نشاطًا مناهضًا للتجنيد مع مجموعة متطوعين خلال فعاليات يوم الأرض، أن 'أحد أسباب العزوف عن المشاركة هو التكرار وعدم تجديد الأدوات النضالية، ومن هذا المنطلق قمنا بتنظيم النشاط المناهض للتجنيد'.

وقالت أشقر إن 'يوم الأرض يجب أن يكون يومًا نضاليًا نتصدى خلاله لمخططات مصادرة الأراضي ونفشلها، لا أن يكون يومًا احتفاليًا للخطابات وغيرها، ويمكن تحويل الذكرى إلى حدث كبير يأتي بنتائج مهمة للمجتمع الفلسطيني في الداخل'.

وقال الناشط السياسي، توفيق نجار، إن 'إحياء أيام شعبنا الخالدة واجب علينا، وبعد أربعين عامًا على يوم الأرض فقذ تبدّلت الأساليب، لكن نيّة السافل لا تتبدّل؛ فهل نواجه مؤسسة الاضطهاد اليوم كما واجهناها في زمن سبق؟ بل نواجهها بتطوير مؤسساتنا الوطنية، كمؤسستي التخطيط البديل وعدالة، وبتطوير لجان شعبنا ورفع سقف المطالب'.