تحل الذكرى الـ16 لهبّة القدس والأقصى، في هذه الأيام، تلك الهبّة التي انتفضت فيها الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني على جرائم الاحتلال، وارتقى خلالها 13 شهيدا، برصاص الأجهزة الإسرائيلية، وبعد مرور كل هذه السنين، وعلى الرغم من تقرير لجنة رسمية، وكل ما تبعها من خطط معلنة، مزعومة، تواصلت سياسة التمييز العنصري، والاضطهاد والملاحقات السياسية وقمع الحريات، والخطاب العنصري التحريضي ضد العرب الفلسطينيين في الداخل.

'عرب 48' زار عائلتي الشهيدين علاء نصار وعماد غنايم في عرابة وسخنين واسترجع معهما ذكرى استشهادهما.
 

'في يوم استشهاده وبينما كنت وأحد الأصدقاء في منزلنا، شعرت بالضيق والتوتر بعدما كانت آخر مرة رأيتها فيه في ساعات الظهيرة برفقة أحد أصدقائه، حينها ناديت عليه كي يدخل المنزل فأجابني بأنه سيأتي لاحقا، بعدها ذهبت وصديقي لارتشاف القهوة لديه وكان شعوري غير طبيعي ولم يأت في مخيلتي بأن ابني سيستشهد'، بهذه الكلمات بدأ يستذكر والد الشهيد علاء نصار من مدينة عرابة تلقيه لنبأ استشهاد نجله.

 

'في يوم استشهاده وبينما كنت وأحد الأصدقاء في منزلنا، شعرت بالضيق والتوتر بعدما كانت آخر مرة رأيتها فيه في ساعات الظهيرة برفقة أحد أصدقائه، حينها ناديت عليه كي يدخل المنزل فأجابني بأنه سيأتي لاحقا، بعدها ذهبت وصديقي لارتشاف القهوة لديه وكان شعوري غير طبيعي ولم يأت في مخيلتي بأن ابني سيستشهد'، بهذه الكلمات بدأ يستذكر والد الشهيد علاء نصار من مدينة عرابة تلقيه لنبأ استشهاد نجله.

وقال الوالد خالد منصور نصار، لـ'عرب 48'، إنه 'بعد ذلك سمعت دوي إطلاق نار، على أثره ذهبت كي استطلع الأمر وإذ بي أرى شبانا يضرمون النار بإطارات، عندها بدأت البحث عن ابني والاستفسار عنه مع الشبان المتواجدين، إلا أن أحدا منهم لم يره، بعدها عدت أدراجي إلى المنزل وما إن وصلته حتى تلقيت نبأ تعرض ابني لإطلاق نار'.

وأضاف أنه 'على الفور توجهنا إلى المركز الطبي في مدينة سخنين حيث تم نقل ابني للعلاج هناك، حينها رأيت المصابين في ذلك اليوم ومن بينهم علاء الذي كان بوضع حرج وأعلن عن استشهاده، حيث كان شعورنا حينها صعب للغاية، فقدناه دون ذنب، بعد أن شارك بمظاهرة احتجاجية على اقتحام الأقصى والمواجهات التي شهدها العام 2000'.

خالد نصار

وأشار إلى أنه 'تم اختياره من بين الذين كانوا يرشقون الحجارة حينها، وأن استشهاده كان نتيجة رصاصة أطلقت من فوهة قناص من مسافة بعيدة، حيث كان من الصعب رؤية مكان الإصابة وبدت نقطة صغيرة في صدره، وحينها قال لنا الطبيب الذي قدم له العلاج بأنها رصاصة تنفجر داخل الجسد'.

وأكد قائلًا أن 'حياة الشهيد كلها ذكرى خالدة، حيث كان جدعا ومحبوبا وخدوما لكل من قصده، احترم وأحب والده ووالدته وأفراد عائلته وكل من عرفه بشكل لا يوصف، وكلما تأتي ذكرى استشهاده أشعر وعائلته بنفس الألم الذي شعرنا به قبل 16 عامًا، حيث نذهب لزيارة ضريحه وتنهمر دموعنا حتى الآن، لا سيما وأننا نضع نصب أعيننا كرامة الشهيد علاء، ونحن نرفع رؤوسنا به ونتألم كثيرا لفقدانه'.

واعتبر أن 'تاريخ 2 تشرين أول/أكتوبر هو ذكرى أبدية ما دمت حيا، حيث يأتي هذا اليوم وندرك مدى صعوبته كونه لم يحصل أي شيء جديد في حياتنا ويبقى نفس الشعور الذي شعرنا به قبل 16 عامًا'.

واختتم أن 'سبب عدم تقديم لوائح اتهام ضد مرتكبي جرائم القتل نابع عن العنصرية التي تنتهجها الدولة لعدم محاكمة المجرمين وإغلاق كافة الملفات، وعليه أناشد الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني بأن تقف إلى جانب بعضها البعض لإحياء ذكرى هبة القدس والأقصى، والنضال في وجه العنصرية والتطرف، وعلينا مواصلة إحياء الذكرى حتى لو طالت السنين ولو بعدد قليل من أجل كرامة شهدائنا'.

غنايم: فقدت شقيقي في جريمة إعدام ميداني

وقال شقيق الشهيد عماد غنايم، وليد غنايم، من مدينة سخنين لـ'عرب 48'، إن 'شقيقي استشهد في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، بالإضافة إلى ارتقاء 12 شهيدا من خيرة شبابنا في أعقاب تحريض المؤسسة الإسرائيلية قبل سنوات على شعبنا وأبنائنا، ما أدى إلى وقوع الهبة التي سببها شارون باقتحامه الأقصى واستشهاد محمد الدرة وما تبعه من اعتداءات إرهابية'.

وأضاف أنني 'فقدت شقيقا عزيزا كان بمثابة أحد أبنائي باعتبار أنه كان يصغرني بـ17 عامًا، حيث وقع نبأ استشهاده علينا كالصاعقة لا سيما وأن الحديث يدور عن عملية قتل وإعدام ميداني'.

وليد غنايم

واستذكر أن 'شقيقي كان رياضيا من الدرجة الأولى وتمتع بأخلاق عالية، وقد استشهد في جيل 24 عاما، حينها خرج للتضامن مع شعبه والمسجد الأقصى والشهداء الذين سبقوه من بينهم محمد الدرة، حيث حدث ما لم يكن متوقعا بأن تربصوا له ونفذوا عملية إعدام ميداني'.

وأردف أنه 'بعدما أقر بإقامة لجنة تحقيق كنا متأكدين بأنها مجرد مخطط لامتصاص غضب جماهيرنا العربية وقادتنا، وكأن هذه الدولة ستحاكم نفسها، حيث تشكلت لجان وأصدرت توصيات من أجل التحقيق مع أفراد الأمن، حيث قامت بالتحقيق مع البعض وعلى الرغم من وجود أدلة واضحة بارتكاب جرائم قتل أبنائنا، إلا أن المستشار القضائي للحكومة أغلق كافة الملفات ولم يقدم أي من المجرمين للمحاكمة'.

وناشد قائلًا إنه 'من هنا أتوجه لأبناء شعبي ومنطقة البطوف من أجل المشاركة والتضامن مع شهدائنا في المسيرة المركزية التي تحتضنها مدينة سخنين يوم السبت المقبل'.

وأنهى حديثه بأنه 'لا أمل بالسلطات الإسرائيلية في ظل هذه الحكومات العنصرية، أتمنى من الحكام الإسرائيليين أن يتخذوا خطوة جريئة نحو إحلال العدل ومنح شعبنا حقوقه وكنس الاحتلال'.

اقرأ/ي أيضًا:

ذكرى هبة القدس والأقصى: أحمد في البيت... ذكرياته باقية

والدة الشهيد يزبك... ألم الاحتفاظ بملابس استشهاده منذ 16 عاما