في أعقاب إعلان الرابطة القطرية للأهالي في المدارس الأهلية الكنسية موقفها من قضية رفع الأقساط التعليمية في بعض المدارس ما بين 1000-1500 شيقل، وخاصة لعدم وجود تصاريح لجباية الأقساط ورفعها بشكل انفرادي وبدون التنسيق مع أي طرف، هاجم رئيس الأمانة العامة للمدارس الأهلية، الأب عبد المسيح فهيم، الرابطة، وقال لـ'عرب 48'، إنّ 'وزارة التربية والتعليم تستخدم بعض الأشخاص الذين يحاولون التشكيك بمدارسنا وبلبلة مسيرتنا نحو نيل حقوقنا'.

ومن جهتهِ عقّب العضو المؤسس للرابطة القطريّة للأهالي في المدارس الأهليّة، غسان منيّر، من مدينة اللد، على أقوال فهيم بأنّه 'من العيب التفوه بمثل هذا الكلام، ومن يتهمنا بهذا الاتهام الباطل يعيب نفسه'.

تأتي هذه الاتهامات بعد أن رفعت المدارس الأهليّة المسيحيّة في البلاد أقساط تعليمها وما تجبيه من الأهالي، وبهذا تصاعدت موجة لاذعة من قِبل الأهالي مطالبين المدارس الأهليّة بتخفيض هذه الأقساط والكشف عن مدخولات ومصروفات هذه المدارس، وكيفية صرف القسط التعليميّ.

الأهالي والأمانة العامّة...

أجاب الأب فهيم على التصريحات التي صدرت، مؤخرًا، من الرابطة القطريّة للأهالي حول أنّ 'صفوف الروضة والبستان ومن الصف التاسع إلى الثاني عشر لا يوجد بها رسوم خدمات، ولا يجب على الأهالي دفع الأقساط التعليميّة أو خدمات مدرسية للمدارس الأهليّة'، بأنّ 'هذا غير صحيح'، وقال لـ'عرب 48'، إنّ 'من ينظر من بعيد يرى شيئًا آخر، والوزارة تستعمل بعض الأشخاص الذين يحاولون التشكيك بمدارسنا، لكن مدارسنا كانت منذ مئات السنين، وهي ترفع مستوى التعليم، ومن الأفضل أن يتعاونوا مع إدارات المدارس، ورفع الأقساط الهدف منه رفع مستوى التعليم'.

وردّ منيّر على أقوال الأب فهيم بأنّ 'ما قاله فهيم بأنّ الوزارة تستعمل بعض الأشخاص الذين يحاولون التشكيك بالمدارس الأهليّة غير صحيح، ويُعيب من يقوله، لأننا كأهالي طلاب تعرفنا على بعضنا البعض والتقينا خلال المظاهرات والاعتصامات، وقررنا أن نقيم رابطة لأولياء أمور الطلاب لمساعدة المدارس الأهلية وتنظيم عمل الأهالي مساندةً للمدارس والأمانة والضغط على الوزارة، ومن يتهمنا بهذا الاتهام الباطل يعيب نفسه'.

وقال لـ'عرب 48'، إنّ 'أعضاء الرابطة يحبون مدارسنا ويدعموها، فالمدارس هي عبارة عن أطفالنا وأقربائنا من طلاب ومعلمين، وليس أمامي إلا أن أقول 'عيب هذا الكلام'، وأعضاء الرابطة أشخاص ذي وقار ومكانة وطنية وعلميّة واجتماعيّة يفتخر بها المجتمع العربيّ، ونحن كرابطة نمثل الأهالي ومطالبهم بثلاثة أمور، أولاً دفع أقل مبالغ ممكنة، ثانيًا تشكيل لجان أولياء أمور طلاب، وثالثًا أن يكون هناك شفافية في عمل المدارس'.

وصرّح أيضًا منيّر أننا 'نحن كرابطة نمثل الأهالي ومطالبهم بثلاث أمور، أولها الضغط على الوزارة لدفع مستحقات المدارس بالكامل لأن المدارس مدارسنا والطلاب أولادنا، ثانياً تخفيض عبء الأقساط عن الأهل، وتشكيل لجان أولياء أمور في المدارس حسب ما هو متبع وقانوني، كما ونطلب أن يكون هناك شفافية في عمل المدارس، نحن لنا موقف، وإن أغلقت المدارس الأهليّة سيكون أول المتضررين أبناؤنا'.

الأقساط المدرسيّة

وحول الأقساط التعليمية، أوضح الأب فهيم، لـ'عرب 48'، وجهة نظر المدارس الأهليّة بأنّ 'مصادر التمويل لمدارسنا المسيحيّة تبدأ أولاً بوزارة التربية والتعليم، فحق المدرسة وحق الطالب أن يحصل على تمويل من الوزارة وما ينقُص يكمله الأهالي، وهذا ما كان على مدار السنوات السابقة، وما زلنا نعمل بهذه الطريقة، وحين تقصّر الوزارة يقع على الأهالي أكثر مما هو مفترض، ونحن نعلم تمامًا أن هذا عبء على الأهالي ونشعر معهم ونقوم بمواجهة الوزارة في سبيل الدفاع عن الأهالي وتخفيف الحمل عنهم، وبهذا نطالب بعض المؤسسات الأجنبيّة بتبرعات حتى نستطيع تخفيف الحمل عن الأهالي، وفي الواقع مهما خففنا فلن يُخفف بالشكل المقبول والمعقول إلا إذا دفعت وزارة التربية والتعليم ما يجب عليها دفعه للمدارس الأهلية'.

ومن جانبه، أشار منيّر إلى أنّ 'المشكلة أساسًا نتيجة تخفيض الوزارة للميزانيات المخصصة للمدارس الكنسيّة، والمتهم الأوّل هو الوزارة العنصرية التي قلصت دعمها للمدارس الأهليّة، ونحن نطالب الوزارة، كما الأمانة العامة، بإعادة التمويل ليتساوى مع تمويل المدارس اليهوديّة من ذات النوع، وهم بنفس تصنيف 'مدارس غير رسمية معترف بها'، وهذا هو موقفنا الأساسيّ والأوّل، أما الموقف الثاني فنحن مندوبون عن الأهالي يهمنا مصلحة المدارس، لكن إلى جانب ذلك يهمنا مصلحة الأهالي، ولا يعقل أن تقلل الحكومة المعونة ويأتي ذلك على كاهلنا كأهالي طلاب'.

وتابع أنّه 'من غير المعقول أن يتحمل الأهالي الذين لديهم عدة أبناء مصاريف باهظة كهذه، وقد توجهت لي امرأة عاملة لديها 5 أبناء وتدفع 3000 شيقل في كل شهر مقابل تعليم أبنائها في المدارس الأهليّة وهو أمر غير معقول، ونطلب من الأمانة أن تتواصل مع الأهل وتتحدث إليهم ولا تقصيهم، فحين يكون هناك تواصل وتلاحم بين الأهالي والأمانة سيكون موقفنا أقوى أمام الوزارة، والوزارة تستغل هذا الوضع بكون الأمانة العامة تقصي الأهالي ولا تستشيرهم ولا تشاركهم وتفعل ما تريد أمام الوزارة، واتضح أن المفاوضات أصلاً كانت فاشلة، ولا تقيم لجان أولياء أمور طلاب، ومن جهة أخرى العبء كله وقع على الأهالي وهذا أمر لا يجوز، عدا عن أنّ المدارس الأهليّة تحتاج إلى خطة إشفاء، ونريد أن يكون هناك شفافية حول تقسيم الأموال، فالمدارس الثانوية يتم تمويلها 100% من قبل الحكومة، ويتم تمويل صفوف التمهيدي 100% أيضًا'.

التمويل

إلى ذلك، قال الأب فهيم، إن 'المدارس الأهليّة إذا قامت بتخفيف هذه الأقساط سيتدنى المستوى التعليمي والحصص التي تعطيها المدارس الأهليّة، والمستوى التعليميّ هو ما يميز مدارسنا التي رفعت مستوى التعليم العربي في البلاد، لكن لوزارة التربية والتعليم أساليب مختلفة حيث تستخدم بعض الأهالي حتى تحاول التصدي لهذه المدارس، فمدارسنا تطلب من الأهالي التعاون معنا حتى تحافظ على المستوى التعليمي والتربوي، صحيح أننا نحصل على التمويل من الوزارة، لكن هذا لا يكفي'.

وحول هذا الموضوع عقّب منيّر لـ'عرب 48'، 'كيف تريدنا الأمانة أن نتعاون وهم لا يتحدثون معنا، ونحن أهل طلاب هذه المدارس!! كما أن كل مشكلة الميزانيات تكمن في الابتدائية والإعدادية التي قلصت الوزارة تمويلها من 75% إلى 34% ومع ذلك في فترة التمويل الكامل كان يدفع الأهالي الأقساط رغم وجود تمويل 75%، وهنا يطرح السؤال أين ذهبت الأموال التي جنيت على مدار السنوات السابقة؟'، مشددًا أن 'الثانوية يتم تمويلها 100%'.

وشدد بأن 'صفوف التمهيدي من جيل 3-5 وفقًا للبلديات ممولة 100% أيضًا، والمشكلة تكمن في أن كثير من الروضات غير مرخصة بسبب افتقادها للشروط الأساسية، كانعدام ملاجئ أو عدم حيازة المعلمين للشهادات الملائمة، فما ذنبنا وذنب أطفالنا لدفع أقساطا خيالية بسبب انعدام ترخيص روضات وحضانات وفق القانون؟ وهذا ما يدل على استهتار بالأهالي في حين يستطيعون ترخيص الحضانات والروضات ويحصلون مقابلها على تمويل 100% بدلاً من استنزاف جيوب الأهالي والأموال متوفرة لهذا الغرض في البلديات وبدون المطالبة بها'.

وأوضح أنه 'في المدارس اليهوديّة القسط التعليمي بحدود 1200 شيقل لكل العام، ونحن في المجتمع العربيّ الفقير الذي يعاني من سوء الأحوال الاقتصاديّة مطالبون بدفع مبالغ أكبر بكثير مقابل تعليم أولادنا وهي ليست بمقدور مجتمعنا الذي بأغلبيته الساحقة مجتمع عُمال ودخله محدود، وهو ثقل مادي على كاهل العائلات العربية التي تريد أولادها أن يتعلموا، ونحن الأهالي مستعدون لأن ندفع، لكن أن ندفع بشكل معقول وليس أن ندفع أقساط جامعية لأطفال ما زالوا في الصف الأوّل!'.

الرابطة: نستهجن هذا الأسلوب وندينه

ووصل لموقع 'عرب 48' رد الرابطة القطرية للأهالي في المدارس الأهلية الكنسية، جاء فيه: 'نعمل لمصلحة المدارس ومصلحة أولادنا فقط. عبد المسيح يعرف جيدا أن موقفه ضعيف ويفضل التهجم على الرابطة بدل الخوض في نقاش موضوعي حضاري حول تنظيم لجان أهالي وتنظيم الدفعات المدرسية والعمل على خطة إشفاء اقتصادي للمدارس التي تخدم مجتمعنا'.

وأضافت أنه 'توجهنا مرارا وتكرارا إلى الأمانة العامة وطلبنا أن 'يستخدمونا' في مواجهة وزارة عنصرية، لكن تلقينا منها الرفض والإقصاء ولم ننجح حتى الآن بترتيب ولو اجتماع واحد لتنسيق الصراع والنهوض معا بمدارسنا. نستهجن هذا الأسلوب وندينه ونعتبره هروبا من واجبات الأمانة ومدراء المدارس تجاه مدارسنا وطلابها وأهاليها'.