تعتبر جريمة أم الحيران تصعيدا غير مسبوق منذ أيام الحكم العسكري يقوده رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وما عاد القبول والاكتفاء بإضراب هنا ومظاهرة هنا إزاء ما حدث، والمطلوب هو أن ترتقي القرارات والخطوات إلى حجم الحدث.

وقال رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، لـ'عرب 48'، إن 'هذا التصعيد الذي نشهده منذ فترة طويلة، هو أمرٌ ليس مفاجئًا، لكنّ القتل الذي حصل اليوم يثير الأسى والحزن والصدمة، ومن المفترض أن يستنفر الناس جرّاء ما حدث، وأن نتحرك بشكلٍ أقوى، وأعتقد أنّ ردود الفعل تثير غضبًا متراكمًا، قد لا يخرج الآن، بينما ستخرج في الساعات القادمة، أو ربما في الأيام القادمة، ونحنُ يجب علينا كمتابعة وأحزاب وهيئات محليّة، أن نقف أمام امتحان حقيقي، حول كيف يمكن أن نستنفر الناس، وكيف بالإمكان توجيههم، وأن نحرِّض الناس على النضال'.

وأضاف أنه 'حان الوقت لأن نخرج بردٍ متواصل شعبي، سياسي وإعلامي، حتى نلجم الأخطبوط الإسرائيلي الذي يصر، على ما يبدو، على هدم الإنسان وقتله، كما حصل اليوم باكرًا. وأعتقد أنّ هذا الأمر ليس نهاية المطاف، وعلى هذا الأمر يجب أن يكون هناك رد فعل، ورد الفعل الأولي في الصباح كان وبشكل طبيعي أن يقاوم أهالي القرية ويناضلوا من أجل الدفاع عن بيوتهم، والإنسان الذي لا يدافع عن بيته لا يستحق الحياة، هم دافعوا عن بيوتهم، واستقروا وصمدوا هنا، وهذه البيوت تمثّل قضيتنا الفلسطينية ككل، إسرائيل تريد هدم المكان والإنسان، وعلينا نحنُ التصدي لهذا الأمر'.

وأنهى عبد الفتاح: 'نحنُ في هذا السياق، سندرس كل الخطوات المطلوبة، نحنُ شهدنا في الأيام الأخيرة هدم 11 بيتا في مدينة قلنسوة، وهناك كما قلنا كانت نشاطات وتفاعلات مع القضية، ونعتقد أن التفاعُل مستمر ومتدرِج وقد يصل إلى مرحلة متطورة ومتقدمة، وهذا أيضًا مرهونٌ بقدرتنا على تعبئة وشحن الناس مجددًا وتشكيل قيادات محلية قادرة على أن تقود الحراك الشعبي اليومي وليس الموسمي'.

وقال النائب أيمن عودة، لـ'عرب 48'، حول تداعيات ما جرى صباح اليوم: 'نحنُ هنا منذ ساعات الليل المتأخرة، حاولنا أن نصل إلى صيغة معيّنة، أن نؤجِل الهدم، وأنا أقول لك أنّ أهل أم الحيران كانوا على استعداد للتقدم بالموضوع، لكن للحكومة ولمن يقف على رأسها، نتنياهو، أجندة أخرى، نتنياهو وسجلوا هذا عليّ بعد أن خسر ورقة التهديد الإيراني، بعد أن لم يجد أي عدو في العالم العربي، نتنياهو شخّص الجماهير العربية كعدو واحد'، مشيرًا إلى أن 'هذا ما يقوم به نتنياهو منذ قيادته للحكومة'.

وأضاف عودة: 'قضية القرى غير المعترف بها في النقب تعاني من عنصرية مجرمة، ربما لديكم ملاحظات هنا أو هناك، ربما لديكم انتقادات هنا وهناك، لكن تعالوا نغلِّب الأساسي على الثانوي، الأساسي أننا مهددون جميعًا، وأنّ نتنياهو يعمل كل شيء من أجل التحريض ونزع الشرعية والهجوم على الجماهير العربية، تعالوا بوحدة وطنية للجميع، نلتزم بقرارات لجنة المتابعة، تعالوا نناضل بشكلٍ صحيح، ونوحِّد ذاتنا، وأنا واثق أننا إذا تصرفنا كشعب وبالشكل الصحيح سنصُده وسوف نجلِب الحقوق لشعبنا'.

وقال الشيخ رائد صلاح لـ'عرب 48'، إن 'ما حصل اليوم هو جريمة مروِّعة، وجوانب هذه الجريمة كثيرة، بدايتها قتل الشهيد يعقوب أبو القيعان بدم بارد واستباحة إيقاع الأذى والجراح على مجموعة من الأهل ونقلهم إلى مستشفيات غير معروفة لأهلهم، وكأنهم في عداد المعتقلين'.

وأضاف أنه 'إلى جانب ذلك واضح جدًا عملية هدم البيوت وتطبيق سياسة التطهير العرقي على أم الحيران، تطبيق سياسة المبدأ العنصري الصهيوني الذي يقول نريد أرضًا بلا شعب لشعب بلا أرض، تطبق بشكلٍ صارخ، والآن على أم الحيران والهدف الأخير كما بات واضحًا للجميع منّا عملية اقتلاع جميع الأهل من تلك الأرض وإقامة مستوطنة باسم 'حيران'، على أرضٍ فارغة، كما تطمع بذلك المؤسسة الإسرائيلية'.

وأنهى الشيخ رائد صلاح أن 'الهدف ليس هدفًا محصورًا فقط في أم الحيران بل هو هدف يعشعش في عقلية المؤسسة الإسرائيلية ويشمل كل أماكن وجودنا، سواء كان في النقب أو المثلث أو الجليل حتى المدن الساحلية ونحن في أيام صعبة، والأيام القادمة ربما تكون أصعب، وعليه فنحن مطالبون بالثبات بكل معنى الكلمة في أرضنا وبيوتنا ومقدساتنا والثبات على ثوابتنا وعدم الانكسار والرعب أمام هذا الجنون الإسرائيلي الذي بدا مكشوفًا للجميع، وأنا على يقين إن تحلينا بمبدأ الثبات فسنحقق هدفنا، لأننا أصحاب حق، وسننتصر سننتصر على الظلم الإسرائيلي'.

وقال النائب د. باسل غطاس، إن 'جريمة أم الحيران المضاعفة تعني التصعيد الميداني غير المسبوق منذ أيام الحكم العسكري، ماذا يعني هدم 11 منزلا في قلنسوة؟ اليوم يهدمون البيوت ويهجرون الأهالي ويقتلون الشاب يعقوب أبو القيعان وبعدها الشرطة والإعلام الإسرائيلي يتهمونه بالإرهابي الذي حاول دهس الشرطة، هذه هي الملامح الحقيقية للدولة الفاشية، وإذا لم يكن ردنا بحجم الحدث فنحن نعطيهم الضوء الأخضر لاستمرار هذه الجرائم'.

وأضاف أنه 'يجب أن نحترم الشهيد وهو شهيد الشعب الفلسطيني، ويجب أن تقام له جنازة مهيبة وأن يعلن الحداد العام في كل فلسطين التاريخية، ويجب أن نتخذ في لجنة المتابعة خطوات احتجاجية أرقى بكثير من تلك التي قررت بعد قلنسوة، لم نعد نكتفي بإضراب هنا ومظاهرة هنا، لا يمكن أن تمر جريمة قتل مرب في أم الحيران بهذا الشكل، وأنا أدعو كل أبناء شعبنا بالخروج إلى مظاهرات اليوم ضد هذه الجرائم'.

اقرأ/ي أيضًا | غدا: إضراب شامل وحداد عام في البلدات العربية