لم تتوقع نسرين يعقوب أبو القيعان، ابنة العشرين عاما، من قرية أم الحيران، أن تكون تحيتها التي ألقتها على والدها، صباح أمس الأربعاء، هي الأخيرة قبل أن تقتله رصاصات الشرطة الإسرائيلية.

الحزن والألم يخيمان على أم الحيران والمجتمع العربي برمته، بعد جريمتين اقترفتهما الشرطة الإسرائيلية أمس، جريمة قتل المربي يعقوب أبو القيعان (47 عاما)، وهدم 8 منازل في القرية.

وقالت ابنة الشهيد أبو القيعان، لـ'عرب 48' إن 'والدي كان بمثابة نور دربي وعيني التي أرى بهما، خسرت المعلم والمرشد والصديق والأخ والأب الحنون في لحظة غدر لم أتوقعها أبدا'.

وعن آخر مرة تحدث فيها إلى والدها قبل استشهاده، قالت إنني 'كنت قد طرحت عليه السلام صباح أمس، قلت له في أمان الله يابا، لم أكن أتوقع بأنها ستكون الأخيرة، ظننت أنه سوف يعود إلينا، لقد ودعنا بسلام وأمان كما كان، نعم الإنسان الطيب بمعاملته مع كافة الناس'.

وأضافت بحرقة وألم، 'لن يعود والدي إلينا، أنا احتاجه وأريده اليوم، أريد فقط أن أكلمه وأخبره أنهم هدموا بيتنا، نحن نحتاج مساعدته ومساندته لنا، كما كان دائمًا، تعال يابا وأنظر إلى حالنا، نحن نعيش أسوأ محنة، تعال لتُلملم جراحنا، أرجوك تعال'.

الشهيد المربي يعقوب أبو القيعان

وعن ادعاءات الشرطة، قالت نسرين أبو القيعان، إنني 'آخر من يمكن أن يصدق الادعاءات الكاذبة بأن والدي كان عنيفًا، لقد كان والدي حنونا، صاحب ابتسامة دائمة، شهد له أهالي النقب كلهم، فهو الذي خرّج الأجيال ورباهم على الأخلاق والقيم والمحبة والتسامح والعفو'.

ووجهت غضبها إلى أفراد الشرطة الذين قتلوا والدها، وقالت إن 'الشرطة اغتالت والدي وأعدمته ميدانيا، لقد قتلوه بدمٍ بارد، لم يفعل أي شيء، خرج من البيت وقال إنه لا يريد أن يشاهد مجزرة الهدم، وقال لنا إنه لا يحتمل هذا المنظر، لكن المجرمين أرادوا أن يقتلوه دون أن يقترف أي ذنب يذكر، قتلوه مع سبق الإصرار والترصّد، وكل ادعاءاتهم كاذبة، هذه الشرطة التي تقتلنا تحولنا إلى مجرمين وتتهم والدي بالتطرف والإرهاب والانتماء لتنظيم داعش، بوقاحة لا حدود لها، وأنا أسأل لو كان والدي كما يدعون لماذا لم يعتقلوه سابقًا؟! يريدون أن يغطوا على جريمتهم، لكن الله ثم نحن سنكون لهم بالمرصاد'.

وناشدت الجماهير العربية في الداخل أن تقف إلى جانب عائلتها وقضية أم الحيران في هذه المرحلة الحرجة، وقالت: 'أهيب بأبناء شعبنا العربي الفلسطيني أن يقفوا إلى جانبنا في هذه المحنة، ليس دم والدي فقط هو الذي هُدر، نحن شُرّدنا من بيوتنا أيضًا، لا نريد سفك دماء ولا تهجيرا آخر، نريد هبة واحدة وتكون الأخيرة، ننقذ من خلالها جميع بيوتنا ونحقن بها دماءنا'.

اقرأ/ي أيضًا | استعدادات لتشييع الشهيد يعقوب أبو القيعان