ناشد أهالي أم الحيران، مسلوبة الاعتراف، في النقب القيادات والجماهير العربية بالحضور إلى القرية والوقوف إلى جانبهم للتصدي لاقتلاعهم وتهجيرهم، حيث أكدوا أنه 'علمنا من قيادات الشرطة أنها ستقتحم القرية اليوم الثلاثاء، بقوات مدججة وبمئات الجنود، ولا نعلم ماذا تخفي لنا وماذا ستفعل بنا...؟'.

وقال رئيس اللجنة المحلية في أم الحيران، رائد أبو القيعان، لموقع 'عرب 48'، عن الوضع الراهن في القرية، إنه 'وجود القيادات العربية في أم الحيران، وبعض الناشطين اليهود الرافضين لتهجيرنا، الذين تواجدوا منذ ساعات الصباح، فوّت الفرصة على المؤسسة الإسرائيلية التي تُخطط للانفراد بأهالي أم الحيران، كي تُبعدهم، باللين أو بالقوة، وفق ما يُمكنها مِن إخلاء أم الحيران'.

وأكد أنّ 'الجهود المباركة التي تقوم بها القيادات العربية أمرٌ في غاية الأهميّة ويُعزز قوّة فلسطينيي أم الحيران، إذ ساهم وجودهم بتفويت الفرصة على الدولة المُتربِصة بنا، وتحاول بكافة الطرق وبأساليب عنيفة وخلال أجواء متوترة أن يضعوننا في الفخ، لكنهم لم يُفلحوا، بفضل مساندة أبناء شعبنا من كافة المناطق بالداخل'.

وعن الدعم والمساندة والاستجابة لدعوات ومناشدات أهالي أم الحيران، قال إن 'هذا الدعم يأتي بعد انكشاف نوايا المؤسسة التي كذبت في حقيقة مقتل خالي يعقوب، وفي حقيقة ما جرى في أم الحيران، ونحنُ نحمل رسائل ولسنا نبحث عن العنف والألم، بل هم جاؤوا إلينا، وهم حاصرونا، وهم يلاحقوننا، وهم من بعثوا برسائل وإخطارات لإبعادنا عن أرضنا التي ولدنا عليها، والتي عشنا فيها سنواتٍ طويلة، وإذا كان هناك مَن ينعتنا بالمجرمين والإرهابيين والعنيفين، إلا أننا لن نمنحهم الفرصة التي ينتظروها لإخلائنا بالقوة، إذ استطعنا بإنسانيتنا وأخلاقنا التي تربينا عليها أن نتصرّف بحكمة وروية، معتمدين على أبناء شعبنا وأشقائنا من كل مكان، وقمنا اليوم بإحضار أوامر الإخلاء من الشرطة كي لا نمنحهم فرصة الاستفراد بنا، وهم لا يعرفون أنّنا قادرون على مواصلة الصمود والبقاء ونستخرج الطاقات من الجماهير المساندة والواقفة معنا حتى دحر هذه السياسة، وبفضلهم نعزِّز مواقفنا، لنكون مانعًا وحماة لأرضنا ووجودنا. ومن هنا نناشد بالمزيد من الداعمين من أبناء شعبنا والوقوف معنا يوميًا حتى ينجلي الظلم'.

مطلوب برامج نضالية تحت إطار المتابعة

وحول التصدي للمخططات التي تخطط السلطات لتنفيذها في أم الحيران في الأيام القريبة، قال أبو القيعان، إننا 'سنطلق برامج نضالية تحت إطار لجنة المتابعة للجماهير العربية، وهي جسمٌ هام وله تأثيره. هناك أيضًا لجنة التوجيه لعرب النقب واليوم نحنُ بصدد ترتيب وتخطيط مجدد للإبداع في أساليب النضال، وللتصعيد، علمًا أنّ الجانب القضائي للأسف أُغلقت أبوابه، رغم أننا طالبنا بإعطائنا الحلول المناسبة، وكان قد صدر حلٌ يناسبنا في 25.5.2015، ورغم الحلول التي طُرحت وقبلناها، إلا أنّ المؤسسة لم تتورع عن الهدم والقتل'.

وبعث أبو القيعان برسالة للجماهير العربية والقيادات 'ألا تتركوا أم الحيران لوحدها حيث يعيش اليوم فيها 400 نفر بينهم مسنون ومسنات، وأطفال لا يستطيعون تحمُل صراع دام 14 عامًا، وفي العامين الأخيرين اشتد الصراع وتحولت أوجاعنا إلى حربٍ نفسية وضغط عصبي كبير، عدا عن الهدم والقتل، الذي لا يمكننا أن نتحمله بعد اليوم. نريدكم بيننا ومعنا، ومنكم نستمد الصمود والبقاء. كما نُطالب القيادة بتوزيع المهام فيما بينها وترتيب العمل وفق الأحزاب والأطر والحركات السياسية وكل مَن يهمه تحسين واقع شعبنا، ونيلنا حريّة العيش بكرامة'.

اقرأ/ي أيضًا | رهط: الآلاف يتدافعون للتسجيل لقسائم البناء إثر أزمة السكن الخانقة