مر عام على هدم جرافات السلطات الإسرائيلية بحماية قوات كبيرة من الشرطة 9 منازل ومنشأتين في مدينة قلنسوة.

كان ذلك في صباح الثلاثاء الموافق 10.01.2017، اقتحمت آليات الهدم التابعة للجنة اللوائية للتنظيم والبناء، بحماية مئات أفراد الشرطة والوحدات الخاصة، قلنسوة وهدموا المنازل المأهولة وشردوا العشرات دون سابق إنذار، بذريعة البناء غير المرخص، رغم أحوال الطقس الباردة.

صعقت جريمة الهدم المجتمع العربي برمته، واعتبرها العرب الفلسطينيون خطوة تصعيدية نفذتها السلطات الإسرائيلية ضمن سياستها في التضييق وخنق البلدات العربية بدلا من توفير الحلول لأزمة السكن وتوسيع مسطحات البناء للأزواج الشابة.

على أثر هدم المنازل في قلنسوة انتفض الشارع العربي في أراضي 48، نظم مهرجان حاشد في مدينة قلنسوة أقيم على ركام البيوت المهدمة، وخرجت مسيرات وتظاهرات غضب في القرى والمدن العربية.

وبعد مرور عام من تنفيذ الجريمة، تزداد معاناة العائلات التي هدمت منازلها، وهي تتلوع بالحسرة والألم بسبب الأزمة المستمرة في حياتها اليومية.

وقالت ماجدة مخلوف (أم عميد) التي هدمت الجرافات لعائلتها 6 منازل، إن "العائلات كما ترى تعيش هنا على أنقاض المنازل. نجلس فوق الركام والأحجار المهدمة لا تزال في مكانها والأرض تبدو حزينة وكأنها متروكة. لم يتقدم أي شيء منذ ذاك اليوم المشؤوم".

وأكدت مخلوف لـ"عرب 48" إن "حياتنا صارت مختلفة بعد هدم البيوت. أصبح كل شيء كئيب وخصوصا حين أتذكر الصور في مخيلتي عند اقتحام القوات للحي والتعامل المهين وغير الإنساني".

وأشارت إلى إن "السلطات لم تهدم المنازل فقط بل هدمت العائلة كلها. لقد هدموا راحتنا وسعادتنا ومستقبلنا. ولا زلت حين أسمع عن أي جريمة هدم أتذكر اللحظات الصعبة التي مررنا بها".

وتساءلت مخلوف: "ماذا فعلنا كي ننال هذا الجزاء منهم؟ كل ما قمنا به محاولة لتأمين مستقبلنا ومستقبل أولادنا كي لا يكون الشارع مأواهم. أردنا سقفا يأوينا على أرضنا الخاصة. لم نعتد على ملك عام ولسنا هواة لمخالفة القانون. ماذا عسانا أن نفعل في هذه الأزمة؟ لا نستطيع فعل أي شيء، هدموا منازلنا وحولوا حياتنا إلى جحيم".

اقرأ/ي أيضًا | قلنسوة: هدم 9 منازل واستقالة رئيس البلدية

وختمت مخلوف بالقول إنه "لا شيء تقدم، والأرض لا زالت غير معدة للبناء. البلدية تقول قدمنا إلى التنظيم والبناء كافة الخرائط، ونحن نعيش في حالة يأس بين المطرقة والسندان".