اكتسبت الانتخابات المحلية الأخيرة أهمية كبيرة لدى السكّان العرب في البلدات المختلطة، وسجّلوا مشاركةً في التصويت هي الأعلى منذ سنين طويلة، ونتيجة لذلك، حصدت القوائم العربية في يافا واللد والرملة، 11 مقعدًا داخل البلديات.

سجّلت مدينة اللد العدد الأعلى في عدد الأعضاء داخل البلدية، بحصول قائمة "النداء العربي والنهضة" على ستة مقاعد، بعد أن توحّدت كافة القوائم العربية تحت غطاء واحد، ويبلغ عدد المصوتين في مدينة اللد قرابة ستّين ألف مصوّت، ثلثهم من العرب، علمًا أن القائمة العربية حصلت على العدد الأكبر من الأصوات في المجلس البلدي.

 

أمّا في مدينة الرّملة، فحصلت القوائم العربية على أربعة مقاعد، حصلت "القائمة العربية المشتركة"، وهي تحالف بين التجمّع الوطني الديمقراطي والحركة الإسلاميّة، منها على مقعدين، في حين حصلت قائمة "الوحدة من أجل الرملة" على مقعدٍ واحد، وقائمة "التقدم والمساواة" على مقعد واحد، أيضًا، ويُقدّر عدد الناخبين العرب في مدينة الرملة بـ14ألفناخب من أصل قرابة ستّين ألف ناخب في المدينة.

وفي مدينة يافا سُجلت نسبة التصويت الأعلى منذ سنين طويلة، حيث حصلت قائمة "يافا" على تمثيل داخل البلدية بعد أن حُرمت منه في الانتخابات الأخيرة، إذ صوّت لصالح القائمة 6400 ناخب من أصل 438.000 مصوت في يافا - تل أبيب، وهو الأمر الذي يعتبره أهالي يافا إنجازًا، حيث انخفضت نسبة العرب منذ النكبة إلى الآن في المدينة إلى ما دون الـ4% من عدد السكان، علمًا بأن العدد الكلّي للناخبين العرب في المدينة هو 11 ألفًا.

وفي ما يلي، حوارات مع ناشطين في المدن الثلاث.

عبد أبو شحادة

فقد قال عضو بلديّة يافا – تل أبيب، عن قائمة "يافا"، عبد أبو شحادة، "أتينا إلى البلدية مع برنامج عمل جاهز، وعلينا أن نعلم إلى أين نحن ذاهبون به. نحن نشكّل 4في المئةفقط من السكان بيافا تل أبيب، سنعمل فقط من أجل يافا، إذا كان هذا سيلائم رئيس البلدية وائتلافه أن يعملوا معنا سويًا، فلن نرفض دخول الائتلاف، أما إن تعارض الأمر مع برنامجنا، فلن يكون مانع أن ندخل في المعارضة.

من هي قائمة "يافا"؟

أبو شحادة: قائمة يافا هي لجميع أهالي يافا، عمل القائمة لا يقتصر على العمل في البلدية فقط، نحن نريد أن تكون القائمة عنوانًا لجميع أهالي يافا في أي وقت، نتجه إلى مأسسة القائمة، لأن معنا رؤية واضحة وأفكارًا جديدة.

هل دخول المجلس يعتبر نجاحًا لكم؟

أبو شحادة: دخول المجلس ليس هو الهدف، وإنما هو جزء من الهدف، والأهم أن يكون الناس في الميدان وفي ساحة العمل، بالإضافة إلى إيجاد أفكار جديدة وبلورتها. إذًا البلدية هي وسيلة وليست الغاية.

لمن توجهون خطابكم وهل فيه تجديد نوعا ما؟

أبو شحادة: المجتمع اليافاوي هو مجتمع قويّ، مركبٌ من عدة شرائح. خطابُنا يجب أن يكون هو الآخر قويًا متساويا مع المجتمع وموجهًا له بعقلانية وواقعية، كي نأخذه إلى مكان أفضل، خطاب المستضعفين لا أنجذب إليه وأرى أنّه يضر بالمجتمع.

ونحن نطرح، لأوّل مرّة، فكرة التمثيل العربي داخل شركات البلدية في يافا تل أبيب، لأول سوف نطالب بقوة أن يكون في كل مؤسسة او شركة تتبع للبلدية موظف عربي من يافا داخل الإدارة، كي نكون أصحاب قوة للتأثير داخل البلد.

ما هو التحدي الماثل أمامكم سوف تبدأون بالعمل عليه فورًا؟

أبو شحادة: نحن نؤمن أن التربية والتعليم أساس المجتمع، سنجتمع مع كافة مدراء المدارس في يافا بعد عملية مسح للوضع القائم للتربية والتعليم، ونؤمن كذلك، بأنّ العمل ينجح حين يكون بالشراكة. الخطوة التالية ستكون طرح رؤية لما نتوقعه من المدارس في المجال التقني والتطوري، للتحصيل العلمي والبنى التحتية والميزانيات.

أمّا في ما يتعلق بالميزانيات، فيافا مهمّشة من قبل البلدية، سنطلب ميزانيات مخصصة فقط لأهالي يافا في هذا الصدد.

الجريمة في يافا مستشرية، ما هي خططكم؟

أبو شحادة: منذ إنشاء القائمة أصيب طفل يبلغ من العمر 5 سنوات، وقتل شاب، مشكلة الأمن الشخصي هي من أهمّ الملفات التي ستواجهنا، الأرقام في الجريمة مخيفة جدًا في كل عام يقتل شباب دون رادع. يحب أن نتحدّث عن هذا الموضوع دون تلعثم.

وإذا قسّمنا العنف والجريمة فسنقسمهما إلى قسمين، الجريمة المنظمة، والتي هي من دور الشرطة دون إعذار، لا يمكن لأي مواطن أعزل أن يحارب الجريمة، ظاهرة السلاح والمخدرات، وهذا أهم دور الشرطة وهو السيطرة على العنف، بالإضافة إلى طرح فكرة لجان صلح من البلد تكون ممأسسة ولها تأثير في البلدية والمحاكم.

ما هي رسالتك؟

أبو شحادة: نريد من المواطنين في يافا أن يكونوا شركاء في القرار، وأن يكونوا على وعي ودراية في الواقع السياسي المحيط بهم، ومن هنا ستتبلور رؤية المواطن لبلده كيف تكون أفضل.

غسّان منيّر

في حين قال غسان منيّر، من القائمة العربية المشتركة في مدينة الرملة، لـ"عرب 48"، إنّه يعتبر ما حصّلته قائمته إنجازًا نوعًا ما "لأننا اخترقنا الشارع الرملاوي بواسطة أحزاب سياسية، بدلًا من العائلية، والتي نصبو لأن ندحرها ونبدّلها بالعمل السياسي المهني. وفي المقابل، كنا نتمنى أن نتّحد مع قائمة التقدم والمساواة لكن الجهود لم تنجح".

ما هو الشيء الأكثر إلحاحًا بالنسبة لديكم؟

غسّان منيّر: قضية المسكن وأوامر الهدم في الرملة سوف تكون تحديًا بالنسبة لنا، المساكن الجديدة التي يتم بناؤها هي لليهود فقط، ولا يبيعون للعرب ويملكها الكثير من الأشخاص من النواة التوراتية كما حصل في سنين سابقة في مدينة اللد، وذلك ما يريدون أن يجسّدوه في الرملة، هناك رؤية لتهويد المدينة أكثر من خلال تخصيص مشاريع لهم.

الهمّ الأول هو توفير شقق سكنية ومنع هدم البيوت، وتجميل صورة المدينة في الأحياء العربية، إضافةً إلى العمل على قضايا التربية والتعليم.

ما هو الجديد في طرحكم؟

غسّان منيّر: سوف نعمل، لأوّل مرّة، على تعيين مدراء للأحياء العربية، ليكونوا عنوانًا للتواصل مع البلديّة، وليكونوا متواجدين دائمًا في الأحياء، وللوقوف على حيثيات الأحياء ومشاكلها ونواقصها، بالإضافة إلى تعزيز وجود نوادٍ شبابيّة.

هل ستنضمّون للائتلاف أم للمعارضة؟

غسّان منيّر: لكل حادثٍ حديث، ولكل بلدة حيثياتها، اللد مثال على بلد رئيس بلديّتها عنصري، يتّكئ على ائتلاف يميني عنصري متطرف يضطهد العرب دائما، بينما في الرملة الوضع مختلف تماما، العلاقة بين القيادييّن العرب واليهود فيها هي علاقة وطيدة، ورئيس بلدية الرملة صحيح أنّه من الليكود، لكنّ نظرته للمدينة وللعرب مختلفة وليست كما في اللد.

أمّا لماذا دخلنا البلدية؟ فدخلناها من أجل أن ننتزع حقوقًا لم تتوفّر للعربيّ، الهدف هو دخول الائتلاف لانتزاع حقوق أكثر. وضع المدن المختلطة يختلف تماما عن البلدان العربية الأخرى، لأنّ الائتلاف والمعارضة في البلدات غير العربية سيخدمان العربي فيها، عكس البلدان المختلطة، يجب علينا أن ننتزع الحقوق بالقوة في المسار الديموقراطي.

فداء شحادة

أما عضو بلديّة اللد، فداء شحادة، فقالت لـ"عرب 48"، إنّ تجربة الانتخابات الأخيرةكانت مثيرة جدا، مليئة باكتساب الخبرة السياسية والاجتماعية، إضافةً إلى أنّها كانت مليئة بالمحبة والعطاء من العرب في اللد، إذ أنهم منحوني كثيرًا من الطاقة لأن استمرّ بالطريق الصحيح.

هل تتوقعين نجاح التجربة؟

فداء شحادة: أتمنى أن تنجح. وسأعمل كل ما بوسعي كي تنجح لأن نجاح هذه التجربة يعود علينا وعلى البلدة كلها، الطريق ليست سهلة، لكننا في القائمة وضعنا أهدافًا، وفي الوقت الحالي نعمل عليها إضافة إلى أننا وضعنا خطة عمل.

ما هي التحديات التي سوف تواجهكم؟

فداء شحادة: اللد هي مدينة مختلطة ومتعددة الثقافات والجنسيات والأديان، ومدينة مليئة بالتحديات الكثيرة. بلدية اللد بائتلافها ورئيسها هي بلدية عنصرية، وسيكون التحدي في قضايا التخطيط والبناء وأوامر الهدم التي تفرضها البلدية والسلطات من سياسة موجهة.

ما هي رسالتك للناخب؟

فداء شحادة: رسالتي إلى الناخب في اللد أن يستمر في دعم القائمة، لأن القائمة قويّة بهمة الأهالي في اللد، وأن يكون المواطن شريكًا في القرارات وعلى وعي وإدراك كاملين في الأمور السياسية المحيطة بالمدينة، وأن يكون جزءًا في بناء البلدة.