تبدو مدينة رهط في منطقة النقب، جنوبي البلاد، بحلة هادئة جدا وعلى غير حالتها، في ظل انتشار فيروس كورونا وعشية حلول عيد الأضحى المبارك.

ينتشر الباعة المتجولون القادمون من الضفة الغربية لطلب رزقهم، تفتح المحال التجارية أبوابها على مصراعيها في المدينة، ولكن الجميع يشتكي من عدم إقبال الأهالي على الشراء هذا العام.


توقف العديد من العمال عن العمل في النقب كسائر البلاد، وساد القلق إثر انتشار الفيروس المستجد، وانعكست هذه العوامل على العيد سلبا وسرقت الفرح من الناس. علاوة على ذلك فإن 60% من العرب في النقب تحت خط الفقر.
يحل عيد الأضحى المبارك في البلاد دون مظاهر جدية للعيد، فبعض أصحاب المحال التجارية اشتكوا من عدم إقبال الزبائن ومضايقات السلطات، ومع موافقة الجميع على أهمية فرض واتباع تعليمات السلامة، فرضت الشرطة غرامات مالية على عدد من المواطنين بادعاء على التقيد بالتعليمات.

وقال صاحب محل "سكوب رهط للأحذية والإكسسوار"، سفيان النصاصرة، لـ"عرب 48" إن "الوضع صعب على الأهالي ونتفهم معاناتهم. الأهل في رهط ومعظم مناطق النقب يعانون الأمرين، والعيد يتطلب مصاريف كثيرة، وشراء الأضاحي والتجهيز للعيد أصبح عبئا ليس بالبسيط، وانعدام فرص العمل وتوقف الكثير من الأعمال زاد الأمور صعوبة. نحاول نحن والعديد من التجار تخفيض الأسعار لمساعدة الأهالي على الشراء والتمتع بالعيد".
وأضاف النصاصرة أن "غرامات الشرطة تعتبر مضايقة وخصوصا قبل حلول العيد، فقد يدخل المراقب إلى محلك التجاري 3 مرات في اليوم، ويبحث عن أي سيب لفرض غرامة، وأرى في الأمر ملاحقة معينة للعرب".

سفيان النصاصرة (عرب 48)


في مدينة رهط أيضًا، اشتكى صاحب محمص "مدينة الطيبات"، الشاب خليل العمور، لـ"عرب 48" من الأوضاع والظروف الاقتصادية الصعبة في ظل أزمة كورونا، وقال إن "الوضع ليس سهلا. البضاعة ما زالت على الرفوف. الأوضاع المادية صعبة على الأهالي في رهط، والوباء أثر جديا على عملية الشراء. نأمل خيرا ونعتقد أنه من واجب المؤسسات الحكومية دعم المصالح التجارية أيضا وليس فقط فرض الغرامات على البعض بسبب عدم ارتداء الكمامات".

تأقلم البعض مع تداعيات أزمة كورونا، ومن المبادرات الجديرة بالذكر هي مجموعة "سوق الحلال" على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والتي انتشرت وتجاوز عدد أعضائها أكثر من 10 آلاف مشترك، تنشر المجموعة صورا للأضاحي، ويتناقش المشترون والباعة في التفاصيل والأسعار منذ أشهر ما قبل العيد ما يخفف من الاختلاط في سوق الأضاحي التقليدي، ويساعد الناس على تجنب التجمهرات تفاديا لخطر الإصابة بالفيروس.

مفيد أبو سويلم (عرب 48)


لم تُسجل في شقيب السلام إصابات بفيروس كورونا خلال الموجة الثانية، لغاية الآن، وبخلاف مدينة رهط فإن القرية تزدهر فيها الحركة التجارية بعد انقضاء حر النهار في هذه الأيام. شقيب السلام معروفة بمجتمعها الشاب وبكونها مركزا تجاريا واجتماعيا لعدد كبير من سكانها وأهالي القرى مسلوبة الاعتراف المجاورة، تحتوي على أكثر من 27 مقهى للشباب.

اقرأ/ي أيضًا | المثلث: كيف تبدو أجواء العيد في ظل كورونا؟

وقال صاحب مقهى الأمير والناشط الاجتماعي في شقيب السلام، مفيد أبو سويلم، لـ"عرب 48" إن "عمل المقاهي صعب في هذه الفترة، فنحن نحاول الحفاظ على تعليمات السلامة بشكل مستمر والوقاية من المرض. أهالي شقيب السلام بحمد الله واعون للمسألة، ولكن لا أعتقد أن الشرطة موضوعية في تعاملها مع القانون، وتبدو بأن دوافعها محاولة لجمع المال أكثر من الحفاظ على سلامة الجمهور. نتمنى الخير لأهلنا وانجلاء الأزمة، بإذن الله".