بين منازل بلدة إكسال وفي أحد أحيائها السكنية، دَوَى الرصاص مساء أمس، السبت، حين تبادل مسلحون وعناصر شرطة بلباس مدني إطلاق النار. مشهد الجثث الملقاة وسط شلال من الدماء، وحالة الذعر التي اجتاحت الأهالي، رسما صورة مرعبة ستبقى محفورة في ذاكرة السكان.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

قُتل خلال الحدث غيد خروب من جلجولية وخير بياطرة من الناصرة، فيما أصيب شاب آخر من الناصرة، وهم في العشرينيات من أعمارهم، وأعلنت الشرطة عن إصابة شرطي بجروح خطيرة خلال تبادل إطلاق النار.

"شعرت أنني في حرب" يروي خالد شلبي لـ"عرب 48" وقد حصل تبادل إطلاق النار أمام منزله، "كنت جالسا أمام المنزل، إذ بسيارة اصطدمت بأخرى ومباشرة بدأ تبادل إطلاق النار، ألقيت نفسي على الأرض ودخلت إلى المنزل مباشرة، واستمر إطلاق النار نحو 6 دقائق ونحن لا نعرف ما الذي يحدث".

خالد شلبي (عرب 48)

ويصف شلبي الحدث بأنه "حالة رعب وخوف غير مسبوقة شعرت بها"، كما أضاف أنه "بعد أن توقف إطلاق النار قمت بفتح باب المنزل وكنت أظن أنه شجار، إذ بمسلح بلباس مدني يقول أغلقوا الأبواب وادخلوا نحن عناصر شرطة، حينها اتضحت لنا الصورة".

"حدث كان ممكن أن بمصيبة كبيرة" يكمل شبلي "لم يكن أطفالي يلعبون أمام المنزل كما عادتهم، كان من الممكن أن يُصاب أيًا منهم في تبادل إطلاق النار أو أحد من المارة".

وأعرب شلبي عن استيائه مما حصل قائلا إنه "كان يجب على الشرطة أن تتجنب وقوع الحدث بين المنازل في الأحياء السكنية، ماذا لو حدثت مطاردة على الأرجل بين المسلحين والشرطة، ونتجت عنها أخطاء في التشخيص مع المارة في المكان. الحدث كان خطيرا ومخيفا جدا لدى كافة الأعمار والأطفال خصوصا".

"الشرطة استخدمت قوة مفرطة في تفريق الأهالي" يقول عبد شهوان لـ"عرب 48" وهو أحد شهود العيان على الحدث "مع سماع دوي إطلاق النار في الحي، هرعنا لمكان الحدث، وبدأت الشرطة مباشرة بإطلاق قنابل الصوت والغاز ورفع الأسلحة في وجوه الناس لمحاولة إبعادهم، بينما لم يشكّل أيًا من الأهالي خطر على الشرطة".

عبد شهوان (عرب 48)

وحذّر شهوان من "قانون بن غفير" الذي يسهّل إطلاق النار لدى الشرطة، مؤكدا أن "كيفية تعامل الشرطة مع المدنيين كان من الممكن أن يؤدي لشيء أبعد مما حدث. من المفترض أن تتصرف الشرطة بحيث لا تشكّل خطرا على الأهالي وبدون التهور الذي حصل، خصوصا أننا نتحدث عن شارع حيوي وفيه الكثير من المارة".

وأشارت الشرطة في بيان لها إلى أن نشاط عناصرها كان يهدف إلى إحباط "نشاط إجرامي مخطط له" على حد تعبيرها، وأن عناصرها تعرضوا لإطلاق نار، فردوا بالمثل، ما أسفر عن إصابة شرطي بجروح خطيرة، وذلك نقلا عن مصادر طبية.

كما أضاف البيان أن إطلاق النار أسفر عن "إصابة شخص آخر من المشتبهين بجروح، بينما أُعلن عن مقتل اثنين آخرين من المشتبهين في المكان.

إكسال، اليوم (عرب 48)

6 شبان قتلوا برصاص الشرطة منذ مطلع العام

مع هذا الحدث ارتفع عدد من قتلوا برصاص الشرطة الإسرائيلية منذ مطلع العام إلى 6 أشخاص، وهُم: مجد وفراس غزال من عرابة البطوف وادعت الشرطة أنه بتاريخ 16 كانون الثاني/ يناير جرى تبادل لإطلاق النار بين عناصرها وغزال أسفر عن مقتلهما، وأيمن محسن من كفر قرع وادعت الشرطة بتاريخ 1 شباط/ فبراير أن محسن أطلق الرصاص تجاه منزل في المدينة فيما أطلقت عناصر الشرطة النار تجاهه، ووهبي أبو عرار من عرعرة النقب وادعت الشرطة بتاريخ 9 نيسان/ أبريل أنه قُتل خلال تبادل إطلاق نار مع عناصرها، وغيد خروب من جلجولية وخير بياطرة من الناصرة وادعت الشرطة يوم 26 نيسان/ أبريل أنهما كانا في طريقهما لتنفيذ عمل إجرامي في إكسال وجرى تبادل لإطلاق النار مع عناصر الشرطة، قتلا فيه.

اقرأ/ي أيضًا | إكسال: قتيلان برصاص الشرطة وإصابة ثالث وشرطي بجراح خطيرة