تنشط المرأة العربية في البلاد لتغيير واقع انتخابات السلطات المحلية المزمع إجراؤها في 30.10.2018 إيمانا بأهمية تعزيز تمثيلها السياسي في أروقة العمل البلدي.

ولا تزال المرأة العربية تواجه العديد من العقبات والعراقيل التي تتطلب منها بذل جهد مضاعف وإرادة كبيرة لخوض هذا التحدي.

وفي هذا السياق، تخوض قائمة "نيو عسفيا" المنبثقة عن مجموعة "عسفاوية أنا" برئاسة المربية سميرة عزام (54 عاما) الانتخابات لعضوية مجلس عسفيا المحلي.

والناشطة النسوية والسياسية، سميرة عزام، أمّ لأربعة أولاد، زوجة الناشط السياسي والاجتماعي في عسفيا، شبلي عزّام، تحمل اللقب الأول في اللغة العربية وتاريخ الشرق الأوسط من جامعة حيفا واللقب الثاني بتخصص التربية اللامنهجية.

وقالت المرشحة عزام لـ"عرب 48" إن "قائمة 'نيو عسفيا' تسعى إلى تغيير واقع إقصاء المرأة العربية من المجال السياسي. نريد المشاركة المتساوية الحقيقية للمرأة لبناء مجتمع عادل، ونؤكد من خلال قائمتنا أنّ النساء قادرات ويستطعن ذلك".

"عرب 48": ما هو برنامج ونهج قائمة "نيو عسفيا"؟

عزام: لقد تبلورت فكرة إقامة القائمة قبل أكثر من ثلاثة أعوام، والهدف الأساسي دخول المعترك السياسي ضمن قائمة نسوية للترشح لعضوية المجلس المحلي في عسفيا. انطلقنا ضمن مسار على مدار 3 سنوات من برامج استكمالية ودورات تدعيم أبرزها برنامج التدعيم من جمعية 'كيان' بكل ما يتعلق بإدارة المجلس المحلي والحكم المحلي، ومن ثم بدأنا لأنفسنا بحملة اجتماعية انتخابية انطلقنا من خلالها للكشف عن نيتنا والتعريف عن أنفسنا للمجتمع العسفاوي، واليوم نجحنا بتشكيل قائمة تترأسها امرأة لخمس سنوات. نهج هذه القائمة الاستقلالية عن أي مرشح أو عائلة أو حمولة أو طائفة. ننادي في "نيو عسفيا" لا للعائلية ولا للطائفية. نهجنا الاستقلالية بمورد قوتنا، ونؤمن أن المجتمع العسفاوي بجميع شرائحه يؤمن بقدراتنا حتى نصل للمجلس المحلي.

"عرب 48": ما هو سبب خوضكن انتخابات 2018؟

عزام: نخوض الانتخابات إيمانا بقدرة المرأة والطاقات التي تحملها، وتأكيدا على كفاءات النساء العالية التي نفتقد وجودها في السلطات المحلية، رغم حاجتنا لسدّ الثغرات الكثيرة التي بسدها قد ترسل السلطات المحلية العربية لمكان أفضل، وإيمانا بأهمية التمثيل النسائي في السلطات المحلية. نحن هنا لنغير المنظومة السياسية العائلية والذكورية من باب نستطيع ويحق لنا.

"عرب 48": ما هي أبرز المحطات المفصلية التي نشطت بها عزام؟

عزام: بدأت بالعمل النسائي منذ أكثر من 30 عاما، أسست نواد نسائية، وبدأت بتدعيم النساء لمعرفة حقوقهن ووجباتهن، حتى قررت بأنه يجب الدخول للسلطات المحلية. ولدي مواقف في محطات مفصلية على صعيد عسفيا، مثل النشاط في قضية فك الدمج حيث أطلقنا حملة "صرخة العسفاوية" تحدينا من خلالها القانون الدمج إلى أن وصلت صرختنا للكنيست وإقناع الكثير من أعضاء الكنيست للتصويت مع قانون فك الدمج، وقد سجلنا نجاحا باهرا في هذه القضية.

"عرب 48": لربما هناك من يعتبر "نيو عسفيا" قائمة انتخابية تهدف إلى إقصاء الرجل عنها وعن الانتخابات المحلية؟

عزام: الحقيقة لا يوجد إقصاء للرجل في القائمة، لكن لا نستطيع فتح المجال أمام جميع الرجال للانضمام للقائمة. هناك مبادئ خاصة بالقائمة، وفقط يمكن انضمام الرجال الذين يؤمنون بفكر ونهج القائمة، وقد عرضنا فكرة القائمة على الكثير من الرجال الذين نؤمن بأنه يوجد خطاب مشترك بنفس المبدأ معهم، ولكن جوبهنا بالرفض. لا يوجد جاهزية لدى الرجال بالانضمام والمشاركة في قائمة نسائية، كما لم تفكر النساء من قبل بتشكيل قائمة مستقلة، وانتقلنا إلى واقع جديد. أثق بأنه في المستقبل قد نرى رجالا يترشحون ضمن قوائم نسائية، فالنهج والفكر سيتغير مستقبلا، لواقع تكون فيه قوائم للجنسين.

"عرب 48": ما هي أهمية تمثيل النساء في الحكم المحلي؟

عزام: دخول النساء للحكم المحلي له أهمية خاصة، وهي تلقي الضوء على أمور مختلفة، تعبّر عن وجهه نظر نسائية مغيبة وتقدم حلولا من منظور نسائي وهذا مفقود بالرغم من أنها نصف المجتمع.

"عرب 48": هل أثرت التعددية المختلفة في عسفيا على تشكيل قائمة "نيو عسفيا"؟

عزام: عسفيا بلد يتمتع بتعدد الطوائف وبتنوع ثقافي وقد أثر ذلك إيجابا على القائمة وأغناها بالشخصيات والأعضاء والناخبين من مختلف شرائح البلد. القائمة تأمل أن تضم ممثلات عن كافة الشرائح قبل موعد تقديم القوائم. ومن خلال القائمة نعكس مبادئنا التعددية وغير الطائفية، لسنا تابعات لأي فئة، بل مستقلات بفكرنا، ولدينا ما نقدم لمجتمعنا وللمواطن العسفاوي. أتينا للخدمة ونرجو أن تنعكس نتيجة الثقة الجماهيرية بنا في صناديق الاقتراع.

"عرب 48": أخيرا، ما هي رسالة المرشحة سميرة عزام للناخب/ة في عسفيا؟

عزام: لأنني أحترم مجتمعي واحترم كل شخص من المجتمع المحلي أتيت بفكر يعطي كل إنسان حقه. وانطلاقا من هذا المبدأ دخلنا باب السياسة، حتى نمنح الحقوق بالتساوي للجميع. نطلب من أهل بلدي عسفيا منحنا الثقة التي بنيناها على مدار سنوات في ميادين العمل البلدي، ورسالتي للنساء هي أننا نستطيع خوض كل المجالات بشكل ناجع، والمجلس المحلي ما هو إلا مؤسسة عادية علينا دخولها لنحضر إليها رؤيتنا، علمنا، معرفتنا، طاقاتنا وقدراتنا على العمل. مجتمعاتنا أحق بهذه الكفاءات وهي بحاجة لعمل من نوع آخر ونهج مغاير لا يعتمد على ابن العائلة بل على المعرفة والقدرة والملاءمة للوظيفة والمنصب. نحن نطرح خطابا مختلفا، متحررا وبشكل جماعي.

اقرأ/ي أيضًا | "نيو عسفيا": قائمة نسائية عربية للمنافسة في الانتخابات المحلية