تحتدم المنافسة على رئاسة مجلس محلي دير حنا بين القطبيين التقليديين، التحالف الوطني الديمقراطي والجبهة، رغم طرحهما مرشحين جديدين.

ويخوض المرشح عن التحالف الوطني الديمقراطي، سعيد حسين، والمرشح عن الجبهة، قاسم سالم، المنافسة على منصب رئاسة المجلس المحلي، حيث سيقرر 7350 صاحب حق الاقتراع هوية الفائز في 30.10.2018.

كما تتنافس 4 قوائم انتخابية، لغاية الآن، على مقاعد عضوية المجلس المحلي البالغ عددها 11 مقعدا.

وتشتد المنافسة في ظل التقاطب بين المنافسين التقليديين في دير حنا، وبمجرد المرور في الشارع الرئيسي تلمس شدة التنافس، فالأعلام الخضراء والحمراء تعلو المنازل، أما في الليل فيمكن مشاهدة حرف "القاف" المضاء باللون الأخضر الذي يرمز للتحالف الوطني الديمقراطي، و"ج د" الذي يرمز للجبهة.

منظر عام لدير حنا (تصوير "عرب 48")

ورغم وجود الأحزاب الرئيسية الفاعلة في دير حنا، إلا أنها بدت بشكل جلي مجرد عباءة تقمصتها العائلية، فالمنافسة الحقيقية على الترشح لرئاسة المجلس البلدي، حسمت داخل أكبر عائلتين في دير حنا، حسين وخطيب، أما دور المرأة فحدث ولا حرج، فلم نتمكن خلال إعداد هذا التقرير من إجراء أي مقابلة مع امرأة، رغم التوجه لما يزيد عن 8 نساء ناشطات في العمل النسوي، بعد تعذر لقاء الناشطة جهينة حسين، لخضوعها للعلاج في المستشفى، فيما رفض مرشح الجبهة للرئاسة إجراء لقاء صحفي وقال إن "اللجنة الإعلامية قررت عدم خوض المرشح للرئاسة أي مقابلات صحفية باستثناء البيانات في هذه المرحلة".

وخلق احتدام المنافسة أجواء غير مريحة في البلدة، وابتدعت دوريات المراقبة والمطاردة، وحواجز الرصد والتفتيش، ما ألزم وجود لجنة للسلم الأهلي، تحاول الحد من هذه المظاهر جاهدة، تفلح أحيانا كثيرة في ردع هذه المظاهر السلبية.

حسين: دور فاعل جدا للنساء في قائمة التحالف

وقال مرشح الرئاسة عن التحالف الوطني الديمقراطي، سعيد حسين، لـ"عرب 48" إن "الانتخابات الحالية هي مرحلة لكسب ثقة جديدة للتحالف الذي يقدم لدير حنا قيادة جديدة لها باع طويل في العمل البلدي. أنا لا أبحث في ترشحي عن منصب أو جاه لأنني جئت من قلب العمل البلدي كسكرتير للمجلس المحلي منذ سنوات، ولدينا قائمة تاريخية في دير حنا، أقيمت منذ 40 عاما، تعبر عن شرائح واسعة في البلدة، ولدت لخدمة البلدة وتسعى إلى استمرار نهج العمران والتطوير".

سعيد حسين

وعن التوتر الملموس في دير حنا بسبب الانتخابات، قال حسين، إن "المنافسة أمر شرعي، ونحن نسعى بدورنا إلى إرساء أسس وقواعد ديمقراطية لانتخابات عصرية وحضارية، تليق بدير حنا القلعة الوطنية، بل نتجاوب مع أي مطلب من لجنة السلم الأهلي، للقيام بدورها في حفظ السلم والأمن للجميع. هذه بلدتنا التي يجدر بنا جميعا المحافظة عليها، وتغليب المصلحة العامة على الخاصة،

وعن دور النساء والأحزاب والحركات السياسية السياسية، قال مرشح التحالف الوطني للرئاسة، إنه "قائمة التحالف تمثل قطاعات واسعة في دير حنا منذ 40 عاما، شكلت فسيفساء التحالف الوطني الديمقراطي، والذي يعبر عن شرائح واسعة. وفي المقابل هناك سيطرة عائلية تمثلها قائمة الجبهة وللأسف هي ترسخ العائلية بدل محاربتها. أما بالنسبة لدور النساء، فنحن نطرح مرشحة في مكان مضمون للعضوية، ومرشحة أخرى ستكون بمكان منافس في هذه الدورة، وهناك دور فاعل جدا للنساء في قائمة التحالف".

وختم المرشح حسين بالقول إنه "سأدخل دير حنا لمرحلة جديدة من التطوير والعمران، وبناء حالة وفاق عامة مع التركيز على الاهتمام بالنسيج الاجتماعي في البلدة، واتباع نهج العدالة في الخدمات البلدية، وبناء جيل جديد عبر الاستثمار في الشباب، هكذا ينبى الإنسان، وهكذا نضمن مستقبل أفضل لدير حنا، إلى جانب استمرار التطوير والمشاريع العمرانية والثقافية، وتسخير الخبرات الموجودة لخلق آفاق جديدة للإسكان ومتابعة مخططات التقسيم والتوحيد لإتاحة البناء في قسائم البناء الموجودة ضمن نطاق منطقة النفوذ. وكلي ثقة باختيار الناخبين في دير حنا، ويمكنني القول أنك تحاور رئيس المجلس المحلي المقبل، إن شاء الله".

السلم الأهلي

مجدي أبو الحوف

وقال عضو لجنة السلم الأهلي في دير حنا، مجدي أبو الحوف، لـ"عرب 48" إن "البلدة تشهد حالة تنافس شديد، هذه الحالة خلقت أجواء استدعت إقامة لجنة تسعى لإرساء السلم الأهلي، وحصلنا على توكيل من كافة القوائم ووجهاء البلدة للعمل على حفظ السلم الأهلي". وأضاف أن "وظيفتنا محاصرة الشر والفتنة، وتوعية الشباب والمناصرين للمرشحين، نحو إدارة حملة انتخابات ومنافسة شريفة في البلدة. وهناك نجاح كبير منذ بدء عملنا. نحن مع تنافس حضاري على برنامج وشعارات دون توتر".

وأضاف أنه "ولدت عندنا حالة من المطاردات ومواقع المراقبة وغيرها من المظاهر التي أخذنا على عاتقنا وقفها على الفور، والتي تعتبر اعتداء على الحيز العام. التزم الطرفان بقبول توصيات لجنة السلم الأهلي، كما نحاول مواجهة ظاهرة الحسابات الوهمية على شبكة التواصل الاجتماعي لمحاصرتها، وهي مهمة صعبة، ولكنني على قناعة بأننا سننجح في المحافظة على حملة انتخابات حضارية، والمحافظة على دير حنا زينة بلاد الجليل، مع تنفيذ مشاريع وأفكار عديدة للتوعية وترسيخ السلم الأهلي".

خليفة: الجبهة والتحالف يرسخان العائلية

وقال المربي المتقاعد، سعود خليفة، لـ"عرب 48" إن "الانتخابات في دير حنا هي حالة تثبيت المثبت، الوجوه جديدة والأقطاب ذاتها، وشريحة الشباب تتقمص عباءة الماضي. في دير حنا عشنا في الماضي فترة حزبية وتميزت في الحلقات الثقافية، وتغليب العام على الخاص، اليوم هناك تورية الكل أو العام، ولكنها على الحقيقة تصعيد المصالح الخاصة، وحالة توريث للقيادة وهذا هو الواقع".

سعود خليفة

وأضاف أن "الأحزاب السياسية في حالة ضعف كبير، وأنا أتحدث بصفتي من كتب دستور الجبهة المحلية في دير حنا، فما معنى أن يقدم لنا أي حزب أو حركة سياسية قائمة انتخابات تمهيدية داخل عائلته. هذا يعني أنك تقدم لي مرشحا عائليا، ثم تأتي لي كجبهة، وإما أن أعترض عليك، أو أن أوافق على نظام القطيع. وإذا وافقت على نظام القطيع فلا حاجة أن أقول إنني أدعم مرشح حزب، وهذا فعلا ما حدث في الجبهة، وكأنها تزكية وديمقراطية".

وتطرق خليفة إلى كيفية انتخاب مرشحي الرئاسة، وقال إن "هذا ليس ترشيحا حزبيا، فالترشيح الحزبي يجب أن يخضع للنظام الداخلي للحزب، وفقا للانتخاب في مؤسسات الحزب وأهمها المؤتمر، بغض النظر عن المرشح والذي أرى أنه شاب مثقف وممتاز، ولكنني أنتقد نظام الترشيح. وفي الطرف الثاني تمثيل عائلي ولا يهم ما هو الاسم، فقد جرى انتخاب مرشح العائلة ولبس عباءة القومية، وأقصد انتخب في العائلة ثم مؤتمر التحالف، وهي نفس الحالة القائمة أو الحزب يزكي نتائج انتخابات تمهيدية داخل عائلة، وهذا سلوك البلد هذه الأيام، وعلينا انتخاب أحدهما مكرها أخاك لا بطل".

وعن دور النساء، أكد أن "هناك حالة غياب لدور النساء، وربما نشهد يقظة على الأقل على مستوى ترشيح نساء في قوائم العضوية".

خطيب: أدعم قريبي مرشح الجبهة

وقال مرشح قائمة "القرار البديل" للعضوية، منصور خطيب، لـ"عرب 48" إن "التنافس في دير حنا شديد جدا، والأجواء العامة تعكس حدة التنافس. نحن نشهد دعاية انتخابية حادة، وما يهمنا أن نحافظ على دير حنا وتغليب العام على الخاص".

منصور خطيب

وأضاف أنه "بطبيعة الحال، أنا أدعم قريبي مرشح الجبهة، قاسم سالم، ولكنها انتخابات حضارية وكل مواطن ينتخب المرشح الذي يراه الأفضل لدير حنا. وكمرشح للعضوية أسعى لخدمة بلدي وأتعهد بتغليب مصلحة البلد فوقنا جميعا".

وعن دور النساء في الانتخابات المحلية، قال خطيب إنه "لا يوجد أحد يمنع النساء من الانتخاب أو الترشح، فالنساء حاضرة في الانتخابات ويمكنها قول ما تريد، ولكن الواقع في المجتمع العربي أن الانتخابات المحلية تنحصر على الرجال من حيث الترشيح وهذا لا يمنع طرح مرشحة نسائية في أي قائمة انتخابية".

اقرأ/ي أيضًا | القائمة المحتلنة لرواتب لرؤساء ونواب رؤساء السلطات المحلية