يخوضُ رئيس اللجنة القُطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ورئيس بلدية سخنين، والمرشح عن قوى التحالف الوطني الديمقراطي، مازن غنايم، الانتخابات لرئاسة بلدية سخنين للمرة الثالثة على التوالي. 

وكان غنايم قد تولى رئاسة البلدية بعد أن فاز على مرشح الجبهة، المحامي محمد بشير، في العام 2008، أول مرة، ثم في الدورة الثانية على مرشح الجبهة الآخر، د. صفوت أبو ريا، عام 2013. ونجح خلال السنوات العشر الماضية بقيادة البلدية، وفق خطة إشفاء، بعد معاناتها من عجز في ميزانيتها.

وبين الانشغال بالحملة الانتخابية والمكالمات الهاتفية التي لم تتوقف وتسيير عمل وإدارة البلدية، أجرينا هذا اللقاء مع مازن غنايم حول منافسته لرئاسة البلدية المزمع إجراؤها في 30.10.2018.

"عرب 48": كيف ترى حظوظك لنيل ثقة الناخب مجددا؟

غنايم: أنا لا أقول انتخابات، وإنما أسعى لنيل ثقة أهل بلدي. ثقتي بهم كبيرة وهم من منحني الثقة في دورتين سابقتين، وكلي ثقة أنهم سيمنحونني الثقة للمرة الثالثة على التوالي، لأننا منذ اليوم الأول لخوضنا التنافس أقسمنا أننا سنحافظ على تراب وسماء هذا البلد، وأن نكون خداما للصغير والكبير، والحمد لله، كل شخص يرى ماذا حل في البلد، اليوم، وهذه القفزة النوعية. كنا نقيّم رئيس البلدية في الماضي، بثلاثة أمور وهي، إخلاء النفايات ودفع فاتورة المياه ودفع رواتب الموظفين في البلدية، وخلال 10 سنوات في رئاستي للبلدية، لم تطرح هذه البديهيات. سخنين ليست بلدة عادية، سخنين بلدة مركزية، عاصمة يوم الأرض الخالد، بلد هبة القدس والأقصى، واليوم سخنين بلدة المؤسسات، بلدة حضارية بأهلها ومؤسساتها، وأقسام البلدية تعمل بشكل ممتاز، والحمد لله صنا الأمانة وحفظنا العهد والبلد على مدار 10 سنوات.

مازن غنايم يتطلع لفترة رئاسية ثالثة في سخنين (تصوير "عرب 48")

"عرب 48": تترشح مجددا لدورة ثالثة وكنت تقول 10 سنوات تكفي في رئاسة البلدية؟

غنايم: ما تقوله صحيح. الكرسي لا يعني لي شيئا، ورئاسة البلدية تكليف وليست تشريفا، ولكني أردد دائما جملة وهي ماذا سأعطي لبلدي؟ أرى أنه أستطيع أن أقدم الكثير، وأضرب مثلا الخطة الخماسية 922 وقدرها 15 مليار شيكل ولسخنين حصة الأسد، فهل يوجد من يضمن مواصلة حصول سخنين على هذه الميزانيات لو قررت العزوف عن الترشح لفترة رئاسية ثالثة؟ ما دمت أستطيع العطاء لبلدي أكثر فما من مبرر لعزوفي عن العمل البلدي. هذه رسالة وأمانة، ولو كنت أرى أنه ليس بمقدوري العطاء أكثر لاعتزلت وجلست في بيتي، لكني أعد وأتعهد أن ما فعلناه في السنوات العشر الماضية لن يذكر بالمقارنة مع ما سنفعله في الأعوام العشر المقبلة إن شاء الله.

"عرب 48": لا ينكر أحد تطور مدينة سخنين وازدهارها، وفي نفس الوقت الأداء السياسي الجيد خلال السنوات الماضية، فما سبب تفكك قوائم عضوية البلدية بهذا الشكل؟

غنايم: وضعت الأصبع على الجرح. قسم لا يريد المصلحة العامة، وقسم كبير يؤمن بالمصلحة العامة، وكثر يقولون لي أنت أنجح رئيس بلدية، ولكن ماذا قدمت لي؟ البلدية وجدت كي تقدم خدمات للمواطنين، وليست مصنع تشغيل، ولا يمكن لبلدية سخنين أن تحل مشاكل البطالة، بل حكومة إسرائيل، نحن لا نملك مصانع هايتك ولا مصانع تشغل مئات الشباب، كثر يبحثون عما سيحصلون عليه، وآن الأوان للتغيير وطرح سؤال ماذا نعطي للبلدية.

"عرب 48": هل هي شخصية رئيس البلدية التي تطغى على دور أعضاء البلدية؟

غنايم: لست ديكتاتورا، بل أؤمن بالديمقراطية، وأنا من بيت معروف. رئيس البلدية عليه اتخاذ قرار حاسم في وقت صعب، وإذا لم تتوفر هذه المواصفات في شخص رئيس البلدية فلن يتمكن من إشغال هذه المهمة.

"عرب 48": أين النساء من العمل البلدي، هناك غياب كامل للمرأة في سخنين؟

غنايم: هذا صحيح. رفعنا شعار أننا نريد نساء في قوائمنا، وهناك عزوف عن السياسة بداعي أنها "وسخ" وأنا اختلف مع هذا الطرح. السياسة التي تنفع بلدك وفيها الخير لبلدك هي مصلحة وطنية. إذا سعيت بأيد نظيفة لخدمة البلد فهذه مهمة وطنية. أنا أضع الكرة في ملعب النساء، يفترض أن يخضن هذا المعترك وخوض كافة المجالات وقد آن الأوان لدخول هذا المعترك، وأتمنى رؤية نساء يخترقن هذا الحاجز.

"عرب 48": الأحزاب السياسية حاضرة في سخنين، لكن دورها هامشي في الانتخابات البلدية؟

غنايم: أول من رفع شعار محاربة العائلية هي الجبهة، واليوم واضح أنها تحاول تشكيل أكبر كرسي عائلي، وقد أعادتنا 40 عاما إلى الوراء. القوائم المؤيدة لجبهة سخنين لم تنتم يوما للجبهة وإنما على قواعد كرسي العائلة، عصبية قبلية فقط لإزاحة مازن غنايم. 5 سنوات في عمر مدينة هي وقت طويل جدا مع رئيس بلدية غير ناجح وسخنين ليست حقل تجارب. سخنين عاشت من العام 1988 ولغاية 2008 مراحل مغايرة من هذه الفترة، فقد منحت البلدة جبهة سخنين 15 عاما إدارة بلدية، وأنا أترك القرار للناخب الذكي، وأتساءل ماذا أنجزت إدارة البلدية من العام 1988 ولغاية 2008 وماذا أنجزت منذ العام 2008 ولغاية العام 2018؟ ما هي نسبة شهادات "البجروت" لطلابنا آنذاك؟ ماذا عن رواتب العمال والموظفين؟ للمعلومية فقد دفعت بلدية سخنين 18 مليون شيكل عمولات وفوائد بسبب تأخير دفع الرواتب منذ العام 1988 ولغاية 2008. ومنذ أن توليت رئاسة البلدية لم ندفع شيكلا واحدا عن تأخير راتب. معلمو المدارس كانوا يخوضون الإضراب تلو الإضراب بسبب عدم تلقيهم الرواتب، رغم أن رواتبهم ممولة من قبل وزارة التربية والتعليم. أنا من ترفع عن الانتماء الحزبي والعائلي وآمنت منذ يومي الأول في رئاسة البلدية أنني ملك كل أهل سخنين، لا فرق عندي بين صغير وكبير، وبين ابن هذه العائلة وتلك.

سخنين 2018 (تصوير "عرب 48")

"عرب 48": لا شك أنكم حققتم إنجازا في نتائج "البجروت" على مدار السنوات الماضية، لكننا نشهد تراجعا في السنوات الثلاثة الأخيرة، من 81% إلى 64%، رغم أنها لا زالت نتائج فوق المعدل العام، لماذا؟

غنايم: هذا صحيح، ولدينا ثقة في الهيئات التدريسية، وأنا اشكرهم جميعا وفخور في مدينتي التي تخرج سنويا 30 طبيبا. هناك ظاهرة غش في الامتحانات يدفع ثمنها كثر، وبعضهم يضطر للعودة من الخارج لإعادة امتحانات. كما نعلم عند وجود شبهات غش بالامتحانات تلغى مجموعات كبيرة منها وهذا يساهم في خفض نسب الاستحقاق العامة. هناك خلل ونحن نعترف بذلك، لكنني لا أتهم جهازا كاملا فهذا معيب. نحن في البلدية نقول إنه لدينا مدارس 7 نجوم، لدينا غرف دراسية كافية، خلال عشر سنوات أقمنا 5 مدارس بتكلفة 20 مليون شيكل لكل مدرسة، بمعدل مدرسة كل عامين. أقمنا 48 وحدة روضة أطفال. جهاز التربية والتعليم يحظى باهتمام كبير، ونحن على ثقة تامة بالهيئات الدراسية، ونسعى لمواجهة ظاهرة الغش لأننا نريد لطلابنا الأفضل.

"عرب 48": أجواء انتخابية هادئة على غير العادة في سخنين؟

غنايم: نعم، السلم الأهلي وسلامة أهل بلدي فوق كل الأولويات. لا أريد رئاسة البلدية وحتى لو عرضوا علي رئاسة الولايات المتحدة مقابل إراقة قطرة دم واحدة. كثر يصفون الانتخابات بالمعركة وأنا أشدد بأنها عرس ديمقراطي نحتفل به في 30.10.2018، وفي اليوم التالي ستكون رئاسة البلدية في سخنين، وليست في كرميئيل، ولا يوجد خاسر، وأهل سخنين فقط هم من يربحون. ما يعكر الصفو قليلا هو تلك الحسابات الوهمية في شبكة التواصل الاجتماعي التي تسعى إلى تعكير الأجواء والإساءة لهذا أو ذاك، وهذا عيب ولا يليق بنا. الانتخابات ستنتهي وسنبقى معا، أقارب وأنسباء، لدينا تحديات كشعب وكأبناء مدينة واحدة، وكلي ثقة أن الناخب في سخنين سيختار الأفضل.


سيجري "عرب 48" مقابلة شاملة مع مرشح الجبهة لرئاسة بلدية سخنين، د. صفوت أبو ريا، خلال هذا الأسبوع.

اقرأ/ي أيضًا | انتخابات 2018: منافسة شديدة بين غنايم وأبو ريا في سخنين