لا يشعر الوافد إلى عيلبون بحملة الانتخابات لرئاسة وعضوية السلطة المحلية، ويكاد لا يشاهد لافتة هنا أو صورة مرشح هناك، وتسير الحملة الانتخابية في القرية بهدوء تام وعلى "نار هادئة".

تنحصر المنافسة في سباق الرئاسة بين رئيس المجلس المحلي الحالي، جريس مطر، الذي يحظى بدعم قوى أهلية وحزب التجمع الوطني الديمقراطي، ومرشح الجبهة ورئيس المجلس الأسبق سمير أبو زيد، كما تتنافس 4 قوائم انتخابية على مقاعد العضوية. ويبلغ عدد أصحاب حق الاقتراع 4200 صوت.

ولا تعني سيطرة الأجواء الهادئة على المشهد الانتخابي غياب التنافس، فهو حاضر وبقوة، وللتذكير فلم تحسم الانتخابات الماضية لرئاسة المجلس المحلي إلا بعد فرز أصوات المغلفات المضاعفة (ذوي الاحتياجات الخاصة)، بعد أن تعادل المرشحان التقليديان في نتائج التصويت التي أفرزتها الصناديق العادية، ثم أفرزت المغلفات الـ25 المتبقية وحسمت انتخاب رئيس المجلس المحلي الحالي، جريس مطر، على مرشح الجبهة في حينه، أكرم سرور.

الحزبية والعائلية

فهمي متى

وتبدو مساهمة الأحزاب السياسية واضحة بعض الشيء في الانتخابات المحلية في عيلبون، من خلال الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطني الديمقراطي، كما ضمت قوائم العضوية مرشحات في أماكن متقدمة، ولم تغب العائلية عن المشهد على الرغم من الوجه الحضاري للانتخابات في عيلبون.

وقال مرشح قائمة الأخاء، فهمي متى، لـ"عرب 48" إن "قائمتنا قائمة أهلية حاضرة في العمل البلدي في عيلبون، ونحن ندعم رئيس المجلس المحلي الحالي جريس مطر، ولكننا في عيلبون نعيش أجواء هادئة نفتخر أنها تسود القرية ونريد لها الاستمرار، فالانتخابات يوم وعيلبون فوقنا جميعا وكلنا سعداء في هذه الأجواء".

طارق شبايطة

وقال الناشط السياسي، طارق شبايطة، لـ"عرب 48" إنه "بطبيعة الحال نحن في جبهة عيلبون نحن نسعى إلى استمرار الهدوء ليبقى سيد الموقف في التنافس الانتخابي. عيلبون بلد هادئ وحضاري، ونريد لهذه الأجواء أن تستمر رغم التنافس المشروع على رئاسة المجلس المحلي، وهي حق ديمقراطي للجميع. هذه الانتخابات قد تشهد تقدم شعبي لمرشح الجبهة، سمير أبو زيد، ورغم التنافس على كل صوت في عيلبون إلا أن حالة الوفاق والهدوء ستبقى سيدة الموقف في البلدة".

مرشح الجبهة يرفض الحديث

وفي سياق الانتخابات المحلية، رفض مرشح الجبهة للرئاسة، سمير أبو زيد، الرد توجه "عرب 48" لإجراء مقابلة صحفية معه حتى كتابة هذه السطور.

جريس مطر... دورة ثالثة

وقال رئيس مجلس عيلبون المحلي والمرشح للرئاسة للدورة المقبلة، جريس مطر، لـ"عرب 48" إن "هذه هي الانتخابات الثالثة التي أخوضها، بعد حملتين ناجحتين، قدت فيها المجلس المحلي إلى مستوى متقدم جدا في الخدمات، ونحن بصدد حملة هادئة وهناك توافق مبدئي على هذه الأجواء الهادئة، وهناك وعي كاف كل وفقا لاختياره دون خوض حملات إعلامية حادة".

جريس مطر

وأضاف أن "ما دفعني للترشح مرة أخرى المشاريع التي قمنا بالمصادقة عليها، وبقي فقط التنفيذ. هذه مسؤولية كبيرة، ودخول رئيس مجلس جديد قد يعيق العمل، خاصة وأنا أتحدث عن مشاريع رصدت لها ميزانيات وتسير بمسار متقدم جدا، وتنتظر فقط المسار البيروقراطي، وهي مشاريع معروفة للجميع وسباقة في الخدمات البلدية، منها مركز ثقافي هو الأول من نوعه في المجتمع العربي، يشمل قاعة مسرح، ومعهد موسيقي هو الأرقى في البلاد، وناد للنساء، إضافة لناد للشباب، كما نعمل على ضم منطقة الجبل الغربي في عيلبون، وبناء حي جديد، وهذا المخطط عرض على اللجان ونحن في مراحل متقدمة لإنهاء هذا الملف، الذي يحمل حلا لعشرات السنوات في ملف الإسكان، كما نعمل على ضم 165 قسيمة بناء في الجهة الشرقية للبلدة، وإنشاء شارع خدمات بميزانية 16 مليون شيكل، وبناء روضات أطفال جديدة، وميزانية لملعب عشب صناعي قدرها 6 ملايين شيكل، ومقبرة جديدة، وبركة سباحة وغرفة لياقة بدنية، وترميم الشارع الرئيسي في عيلبون وتجديده ليأخذ شكلا مميزا، ورصف شوارع البلدة القديمة بالحجر".

وختم مطر بالقول إن "ترشيحي ليس من باب حب النفوذ أو الزعامة، بل أشعر أنني موظف كأي موظف يخدم بلده. وكما هو معروف فأنا أنافس سمير أبو زيد الذي سبق لي أن فزت عليه قبل 10 سنوات، لكن لا أنسى أن هناك مقولة تفيد بأن الخوف الأكبر من الله ثم من صندوق الاقتراع، ولكن تبقى ثقتي بنفسي وثقتي بالناخب وصدقي مع الناخب هي الحكم. لم أقطع الوعودات الانتخابية وقدمت في الانتخابات السابقة برنامجا انتخابيا وأنفذ تماما ما جاء فيه. أنظر بشكل موضوعي إلى تقدير الأهالي لبرنامجي وعملي، وهذا ما يمنحني الثقة بكل عزيمة وإصرار على تحقيق الانتصار".

دور المرأة مُغيَّب

ديالا عيد- أبو عقصة

وقالت مستشارة شؤون المرأة في عيلبون، ديالا عيد- أبو عقصة، عن دور النساء في الانتخابات المحلية، إن "دور المرأة في الانتخابات المحلية مُغيَّب وتمثيلهن قليل نسبيا، على الرغم من ضرورة طرح الحاجيات المجتمعية من وجهة نظر نسائية، وجعل النساء شريكات في اتخاذ القرارات المصيرية في مجتمعنا".

وعن فرص تمثيل النساء وحتى المنافسة على رئاسة المجلس المحلي، قالت المستشارة ديالا عيد- أبو عقصة، لـ"عرب 48" إنه "من الممكن أن نشهد في عيلبون ترشح امرأة لرئاسة المجلس المحلي يوما ما وذلك عندما نكُف كمجتمع ذكوري عن إقصاء المرأة سياسيا ونبدأ بالنظر إليها كشريكة في الرؤية، والتخطيط والتنفيذ. العمل البلدي غير مقتصر على الرجال فقط، هناك عدد لا يستهان به من النساء القياديات والناجحات في البلدة، وأنا بدوري كمستشارة لتعزيز مكانة المرأة في مجلس عيلبون المحلي وبالتعاون معهن نسعى لرفع الوعي في بلدتنا بكل ما يتعلق بمكانة المرأة وإشراكها في صنع القرار، وذلك من خلال فعاليات ومحاصرات وبرامج مثرية تشمل الكثير من المواضيع المهمة في مجتمعنا".

عيلبون... انتخابات هادئة

وختمت المستشارة عيد- أبو عقصة بالقول إن "العوائق الاجتماعية التي تقف أمام دخول النساء إلى ميدان السياسة كثيرة ومعروفة، وهذا المجال امتاز بالتنافس الذكوري العائلي، والعائلية من مزايا الذكورية في المجتمع، فهي تقصي النساء وتبعدهن عن مراكز اتخاذ القرار".

اقرأ/ي أيضًا | قائمة التحالف العكي: نتعهد بالصمود وإفشال مخططات التهجير

اقرأ/ي أيضًا | المرشحة أسماء ريان من كفر برا: أدعو النساء لكسر حاجز الخوف