تستعد قرية اللقية في النقب، جنوبي البلاد، للانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في الثلاثين من الشهر الجاري تشرين الأول/ أكتوبر كسائر البلدات العربية في البلاد.

وتأتي الانتخابات لمجلس محلي اللقية بعد 4 فترات رئاسة شغلها كل من الشيخ إبراهيم أبو محارب تلاه أحمد الأسد ثم خالد الصانع والرئيس الحالي سالم أبو عايش.

وتعاني اللقية من نقص في المرافق العامة، وسوء أوضاع البلدة وضعف الحالة الخدماتية ما يضطر الأهل للبحث عن حلول بديلة لتلقي الخدمات الحياتية المهمة، الأمر الذي ينعكس على الحالة الاجتماعية.

وتتميز الانتخابات الحالية في اللقية عن سابقاتها بانخراط مجموعة من المثقفين والشباب في الحيز السياسي في محاولة لتغيير الواقع الحياتي والوصول إلى واقع حضاري يتناغم مع تطلعاتهم وطموحاتهم.

موقع جغرافي تاريخي

إبراهيم النصاصرة

لعب موقع قرية اللقية الجغرافي دورًا تاريخيًا لوجوده على خط "طريق العطور" التجاري الذي كان يصلُ القاهرة ببغداد من هذا المقطع، وشمل ملتقى التجار الذي تعلق ببئر الشيخ إبراهيم الصانع (تسمية جديدة نسبيًا)، والذي كان استراحة التجار خلال سفرهم. وتعتبر جبال اللقية، وهي الحدود الغربية للقرى، جزءا من تسلسل جبال الخليل وتقع القرية في منطقة قضاء الخليل التاريخية.

وبرزت مشاركة أهل القرية السياسية وسكانها خلال مذبحة الحرم الإبراهيمي عام 1994، حيث عمت المظاهرات والمواجهات البلدة والمنطقة المحيطة بها، وأغلق السكان الشارع الرئيسي المؤدي لمنطقة البحر الميت واشتبكوا مع الشرطة وأجهزة الأمن الإسرائيلية لأيام طويلة جرى خلالها اعتقال العشرات.

وتحد قرية اللقية قرى مسلوبة الاعتراف إسرائيليا بينها عوجان والمكيمن وطويل أبو جروال، تتلقى خدماتها الأساسية من اللقية فقط.

وفي البلدة العديد من الأكاديميين والمثقفين، ولا يزيد عمر قرية اللقية عن ربع قرن بكثير، فقد شُيد البناء الأول في البلدة الحديثة عام 1989 وبلغ عدد سكانها اليوم ما يزيد عن 15 ألف نسمة، والكثير من سكانها من الجيل الشاب، ولهذا تعتبر بلدة فتية.

وحاور "عرب 48" المرشحين لرئاسة مجلس اللقية المحلي، يوسف الصانع عن قائمة "اللقية بلدنا"، وإبراهيم النصاصرة عن "الغد المشرق"، وعاطف أبو محارب عن قائمة "رسالة التوحيد"، حول مشاركتهم السياسية ورؤيتهم المستقبلية للبلدة وتوقعاتهم لسير الانتخابات المحلية. وحاولنا التواصل مع بقية المرشحين لكنهم لم يستجيبوا لتوجهاتنا بإجراء مقابلة معهم.

تعريف

يوسف الصانع

عرف المرشح يوسف الصانع عن نفسه، وقال إنه "أعمل محاميا منذ 17 عاما بعدما تخرجت من جامعة ‘هارفارد شير’ في بريطانيا، أبلغ 46 عاما وأنا من مواليد اللقية، متزوج وأب لسبعة أبناء، تربيت على أيدي شخصيات كان لها دور في تشكيل الوعي الجمعي لأهل اللقية ومنح اللقية الدور الوطني والمساهم على صعيد قطري الذي لعبته القرية في ثمانينيات القرن الماضي، وترشحت لرئاسة المجلس المحلي في اللقية في محاولة لتغيير واقع البلدة التي يؤمن بها أهلها بشكل كامل ونسعى لمنحها الحجم والطابع المتقدم والحضاري الذي تستحقه".

وعرف المرشح إبراهيم النصاصرة عن نفسه بالقول إنه "أبلغ 36 عاما، خريج الجامعة العبرية وحاصل على لقب ثان في إدارة السلطات المحلية والسياسة الجماهيرية وخريج برنامج ‘معوز- إدارة وقيادة’، متزوج ووالد لأربعة أولاد. عملت مبادرا اجتماعيا قبل ترشحي لرئاسة مجلس اللقية، أول مشاريعي كان بناء شركة ‘يزيد’ في العام 2010 لتشغيل وتفعيل النساء العربيات في النقب، إضافة إلى بناء مركز 'تمار' وهي مبادرة محلية عربية خرجت من النقب عام 2015، بالأساس في مجال التربية والتعليم تقدم خدمات تربوية لـ500 طالب من النقب، وترشحت لرئاسة مجلس اللقية المحلية لتحقيق رؤيتي ورؤية العديد من شباب للقية الذين يتطلعون لجعل القرية بلدا حضاريا تديره سلطة محلية خدماتية تعنى بالإنسان قبل كل اعتبار آخر".

وعرف المرشح عاطف أبو محارب عن نفسه بالقول إنه "أبلغ 46 عاما، متزوج وأب لستة أبناء. عملت مديرا لصندوق مرضى في اللقية لمدة عشر سنوات وفي مجال تنظيم الخدمات الصحية ومراقبة العمل الطبي. ترشحت لرئاسة المجلس المحلي بهدف خدمة البلد وأهلها واستجابة لرغبات أهالي اللقية في ضخ الدم الشبابي في العمل الجماهيري وإعطاء فرصة للوجوه الجديدة".

التغيير المنشود

عاطف أبو محارب

وقال المرشح الصانع إن "اللقية جزء من مجتمع حضاري فيه قامات من المتعلمين والأكاديميين وأصحاب الدور الاجتماعي والوطني، تستحق واقعا ملائما تقرره الكفاءات ويبنيه أبناء البلدة في إطار شراكة حقيقية لكل أطياف المجتمع. أعتقد أن الرؤية الأمثل لبلدنا اللقية هي العودة إلى الجذور وتعزيز المبادرات الاجتماعية لتحقيق آمالنا في كل المجالات. لن يتحسن التعليم دون إشراك أولياء أمور الطلاب، والمعركة على مسطحات البناء لن تحقق النتائج المرجوة دون لجنة شعبية فاعلة. تاريخ اللقية كان مليئا بالعصامية والتكافلية والأهل لم ينتظروا المجلس المحلي لبناء عيادة بل بنوها هم وأنشأوا فريق كرة قدم في الدرجة الثانية في تسعينيات القرن الماضي وكانت أهميته أنه أسس هوية جماعية غير قبلية مبنية على الانتماء للقية بشكل كامل وهذه المشاهد هي ما نريد استعادتها وتطويرها وهي ما تستحقه اللقية وأهلها".

وقال المرشح النصاصرة إن "بناء الثقة ودعم القدرات الشبابية هو المفتاح لبلوغ التغيير. توجد عدة طرق للوصول إلى الهدف المنشود، وأنا شخصيا أعتمد على بناء الثقة بين السلطة المحلية والمواطن وإشراك المواطن عبر إقامة لجان شعبية وحاراتية للحفاظ على البلدة والتواصل المباشر بين الأهل والسلطة المحلية".

وتطرق إلى رؤيته لدور الشباب في المرحلة المقبلة، وقال إنه "على شباب وبنات اللقية أخذ دورهم وإعطاء ما يملكون من قدرات وجهد ووقت نحو مشاركة كفاءاتهم قدر الإمكان. لدينا ثروة بشرية وأرضية أكاديمية صلبة في اللقية وبإمكاننا تطوير البلد عند اشتراك الجميع وإيمانهم بالتغيير".

وقال المرشح أبو محارب إن "هناك أهمية لإصلاح ذات البين وتحسين العلاقات بين العائلات والأفراد لبناء المجتمع السليم. في رأس المشاكل التي نعاني منها التقوقع والتعصب وهذا يبعد أبناء المجتمع عن بعضه البعض ويقطع الطريق نحو الوحدة والتفكير في المصلحة الجماعية للبلدة والمجتمع. أعتقد أن واجبنا هو صناعة نموذج جديد يسخر الانتخابات المحلية لتقليص الفجوات لا لصناعتها وتقريب الأطراف من بعضهم البعض لتعزيز الانتماء للبلدة التي عانت من الفرقة بين مركباتها في السنوات الأخيرة".

نحو انتخابات نزيهة وحضارية

وتعهد المرشح الصانع ببذل الجود للحفاظ على سير الانتخابات بصورة نظيفة ونزيهة، كما تعهد باحترام الرأي والرأي الآخر والحفاظ على وحدة البلدة، وختم بالقول إنه "أتوقع من المرشحين الآخرين في اللقية أن يفعلوا بالمثل، وأن يعلم أهالي اللقية أن أصواتهم أمانة وأن يعطوها لمن يخاطب عقولهم".

وقطع المرشح النصاصرة وعدا على نفسه بالحفاظ على الوجه الحضاري للانتخابات المحلية في اللقية ووضع المسؤولية الجماعية فوق كل اعتبار. وختم بالقول إنه "أدعو رفاقي مرشحي الانتخابات المحلية للسمو عن الخلافات البسيطة وإعطاء بلدتنا اللقية الشكل الحضاري الذي نعهده جميعا والانتخابات النزيهة التي تليق بنا لأن اللقية تستحق".

كما أكد المرشح أبو محارب على احترامه للديمقراطية وما يقرره أهالي اللقية في اختيار الرئيس الذي يرونه مناسبا لإدارة شؤون البلدة. وختم بالقول إن "الأهالي هم من يقررون من سيقود البلدة نحو التغيير. اللقية معروفة للقاصي والداني برقي أهلها وانتمائهم، ولتكن المنافسة الانتخابية دليلا على ذلك".

اقرأ/ي أيضًا | اللقية: مرشحو الرئاسة يوقعون ميثاق شرف للتنافس الحضاري