تمنح غالبية قوائم التحالف بين حزب التجمع الوطني الديمقراطية والجبهة للسلام والمساوة النساء أماكن مضمونة للمنافسة على عضوية السلطات المحلية، ويأتي ذلك ضمن رؤيا التحالف على أهمية دمج المرأة في العمل السياسي.

وقام التحالف الوطني في أم الفحم بترشيح المحامية حنين إغبارية لتنافس في المكان الثاني بالقائمة على عضوية البلدية، إيمانا بأهمية اختيار المرأة بتمثيلٍ نسوي يضمن وصولها إلى العضويةِ فيه، وهذا الخيار هو أحد أهم الشروط التي شدّد التحالف في أم الفحم على وجودها.

والتقى "عرب 48" المرشحة حنين إغبارية التي أكدت في مستهل حديثها أن "التحالف يحمل رؤية وطنية تقدمية".

"عرب 48": من هي المرشحة حنين إغبارية؟

إغبارية: أنا حنين رجا عبد إغبارية (32 عاما) من سكان أم الفحم، محامية حاصلة على الماجستير في الحقوق الجماهيرية من جامعة تل أبيب و"نورث ويسترين" في شيكاغو. أعمل في مكتب المحامي غسان إغبارية والذي يختص بمجال التعويضات في قضايا حوادث العمل والطرق منذ 4 سنوات، عملت قبلها لمدة عام في مكتب المحامية لينا زحالقة- محاجنة في أم الفحم، وعملت كمحامية متدربة في مكتب المحامي محمد لطفي في أم الفحم كذلك في مجال التعويضات، وعملت أيضا كمساعدة برلمانية للنائبة حنين زعبي والنائب د. باسل غطاس.

"عرب 48": ما هي أبرز نشاطاتك السياسية والاجتماعية؟

إغبارية: بداية، أنا عضو لجنة مركزية في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ناشطة سياسية، اجتماعية وحقوقية، برزت نشاطاتي في الحركة الطلابية حيث شاركت في جميع البرامج الوطنية القطرية مثل التصدي لمخطط "برافر"، وكنت من الناشطين البارزين الذين تصدوا لهذا المخطط. كذلك نشطت، محليا، في أم الفحم في مجالات تطوعية عديدة مثل حملات لإغاثة اللاجئين السوريين، وعلى الصعيد المحلي نشطت أيضا في المساهمة بتنظيم أمسيات ثقافية وسياسة، ونشاطات اجتماعية تطوعية، وساهمت في إحياء الدور الثقافي، السياسي والوطني في أم الفحم، وبطبيعة نشاطي المحلي والقطري اكتسبت الخبرة ولم ينحصر نشاطي في أم الفحم، ولكن إنما ساهمت في نشاطات سياسية واجتماعية في المجتمع العربي.

"عرب 48": كيف ترين ترشيحك ضمن قائمة التحالف الوطني في أم الفحم؟

إغبارية: قائمة التحالف الوطني وشارتها (ض و) في أم الفحم تشكلت من أحزاب وطنية وسياسية وأوساط شعبية ناشطة على الساحة وليست وليدة اليوم. منذ سنوات برزت مركبات القائمة في نشاطات وطنية وثقافية. أنا المرشحة الأولى عن قائمة التجمع الوطني الديمقراطي وترتيبي في قائمة التحالف هو الثاني، وهذا فخر لي أن أكون في مكان مضمون وليس فقط تمثيل في مكان فخري.

"عرب 48": ما الذي يميز قائمة التحالف الوطني عن غيرها؟

إغبارية: قائمة التحالف الوطني في أم الفحم تنافس ضمن 13 قائمة عضوية في انتخابات أم الفحم وستة مرشحين للرئاسة، وما يميزها عن باقي القوائم هو المشروع التقدمي الذي تحمله ويشمل الهموم الاجتماعية، الوطنية والسياسية، كذلك يهتم بقضايا المرأة، وغالبية أعضاء التحالف من الشباب والنساء، وقائمة المرشحين تضم 4 نساء ضمن الأماكن العشرة الأولى ومرشحتين في الأماكن الأربعة الأولى.

"عرب 48": هل أنت راضية لترشيحك ضمن قائمة التحالف الفحماوي؟

إغبارية: أشعر بالرضا والفخر على مستوى المجتمع العربي، فأنا أمثل قائمة تقود إلى إحداث التغيير، وتعمل على دمج المرأة لتكون شريكة في النضال وفي مواقع اتخاذ القرارات ومن ضمن هذه المواقع السلطة المحلية المسؤولة عن كل قضايانا الاجتماعية اليومية في كافة المجالات. أفتخر بقائمة تقدر إنجازات المرأة الفحماوية التي تبرز في كافة الأصعدة، وقد أثبتت النساء الجدارة في العمل الإعلامي، الصحي والتربوي، وتوجد نساء رائدات من أم الفحم في مجال الهايتيك والقضاء. كل هذه الإنجازات تسجل بشكل فردي للمرأة الفحماوية، وهذه الإنجازات نتاج اجتهاد شخصي ودعم من الأُسر.

"عرب 48": ما هي أبرز الأجندة التي تحملونها في التحالف الوطني؟

إغبارية: تتفرع الأجندة الخاصة بالقائمة بين قضايا اجتماعية، سياسية وثقافية، وأبرز تلك القضايا دعم المرأة لتكون مشاركة في حيز العمل البلدي. آن الأوان أن تشارك المرأة في أروقة العمل السياسي والاجتماعي في السلطة المحلية، وأن تهتم في اتخاذ القرارات الهامة والمصيرية للبلدة والمجتمع العربي، لأننا نبني مجتمعنا، ونبني الإنسان، ونحن قادرات على ذلك. من هنا يأتي صوت التحالف الوطني العالي والذي يصرح بأن المرأة قادرة على صنع التغيير من خلال مشروع شبابي، نسائي ووطني، للحد من عدة ظواهر يعاني منها هذا المجتمع. وللتنويه فإنه بعد إعلان قائمة التحالف الوطني عن تركيبة القائمة جرى ترشيح 15 امرأة ضمن قوائم مختلفة، لكن للأسف في أماكن غير مضمونة. هذا الإنجاز يؤكد على تحقيق رؤيتنا، فنحن نؤمن بأن مشروعنا سيحدث تغييرت، وستصل الرسالة لأبناء المجتمع بأهمية هذا التغيير والذي سيبرز أكثر خلال السنوات المقبلة.

"عرب 48": ما هي الهموم التي تؤرق مضجع كابنة لمدينة أم الفحم؟

إغبارية: هناك الكثير من القضايا التي تقلقنا، ولهذا نريد أن نصل بصوتنا لموقع اتخاذ القرارات، ومن أبرز تلك الهموم المتعلقة بشريحة الشباب (18-25 عاما) والذين يشعرون بحالة اغتراب لعدم توفر أطر ونواد وحياة ثقافية واجتماعية. كذلك هموم الشابات واستغلال الأجور، فنحن نريد فرض تطبيق قانون الحد الأدنى للأجور وعدم استغلال الفتيات اللواتي ينهين المرحلة الثانوية ويبدأن بالبحث عن عمل للالتحاق بالجامعات أو الزواج ويخضعن لهيمنة أماكن العمل التي لا تنفذ قانون الحد الأدنى من الأجور، وأكثر ما تقلقني هي ظاهرة العنف التي تنهش ببلدي وأبناء بلدي، وهذه مسؤولية مجتمعية تقع على عاتقنا، وهي جزء من نضالنا السياسي والوطني وهي انعكاس للهم اليومي، فلا يجوز الانفراد بالإنجازات والنجاحات بشكل فردي دون الاهتمام برفع شأن بلدنا بأهله، كذلك يجب إبراز صوت شريحة هامة جدا وهي شريحة المربيات من خلال تمثيلي في العمل البلدي، فهذه الشريحة هي الأكثر دراية بحاجات الشباب لأطر موازية للمدرسة والبيت.

"عرب 48": ماذا تقولين للناخب/ة في أم الفحم؟

إغبارية: بلدنا يستحق دعمكم ودعمكن الذي سيمكن قائمة التحالف الوطني من رفع منارة أم الفحم، لتنعم بسمعتها التي تستحق كبلد العلم، الأمان، النجاح والتقدم. أدعوكم لدعمي وتمكيني من الوصول إلى مجلس بلدية أم الفحم للتأثير على اتخاذ القرارات الشجاعة، المهنية والصائبة من أجل مصلحة أبناء وبنات أم الفحم، هذا البلد الطيب الذي نحب. أنا أحمل هما وهاجسا وطنيا، اجتماعيا وسياسيا، واليوم أترجم هذا النشاط وأبلوره بترشحي ووجودي في البلدية. همي أن أعيش في مجتمع سليم، وأطلب دعم التحالف الوطني ومنحي كمرشحة ضمن قائمته لأنني منتمية بشكل صادق ووطني لبلدي الأمر الذي يلقي علي مسؤولية جماعية بأن أكون شريكة في بناء مجتمع يعيش بشكل سليم وصحي ويتمتع بحياة ثقافية ورياضية وبتعددية، مجتمع يختارني لأنني سأرفع صوت النساء في أم الفحم، صوت لكل صبية هُمشت، صوت لكل فحماوي يشعر بأنه لا أحد يسمع صوته.

"عرب 48": أخيرا، ما هو رأيك في التمثيل النسائي في انتخابات بلدية أم الفحم؟

إغبارية: التمثيل النسائي لا يزال ضعيفا، فغالبية النساء ترشحت في أماكن غير مضمونة، لكن نرى بعد جهود من أحزاب وحركات مثل حزب التجمع الذي وضع ضمن أجندته التمثيل النسوي في أماكن مضمونة. وجود المرأة في السلطات المحلية سيعكس الحاجة إلى تحريك الاحتياجات بِما فيها ما تحتاجه النساء والصبايا والشباب، وأنا مؤمنة أنّ تحالفنا سيكون له القوة الكبيرة وسيمنح الشباب الفرص الأفضل للتطور وللتقدم. ومن المهم جدا التنويه أن غالبية القوائم حاولت أن تقلدنا في التحالف في قضية ترشيح نساء ضمن قوائم العضوية، لكن لم ترشح نساء في أماكن مضمونة. نحن في حزب التجمع كُنا قد دعونا إلى حاجة دمج المرأة في مواقع اتخاذ القرار طوال الوقت، وكوني عضو في اتحاد المرأة، ووجودي في قائمة التجمع المُرشحة لخوض الانتخابات ضمن قائمة التحالف الوطني، فإنّ هذا الأمر يُعد تأكيدًا على الإيمان العميق برسالة التجمع، وليس فقط سياسيًا وإنما اجتماعيًا. نحنُ نريد وجود المرأة في العمل البلدي، وأنا سأكون في المجلس البلدي لأم الفحم بدعم أهالي البلد جميعا، شبابا ونساء. وأؤكد أننا في قائمة التحالف نريد تمثيلا للنساء، يتجاوز الخطاب الذكوري، لذا نريد مِن نسائنا أن يتشجعن ويشاركن في خُطانا، علمًا أنّ هذه الخطوة ستقود النساء مستقبلاً إلى المشاركة في انتخابات السلطات المحلية العربية، وأؤكد على الدعم النسائي للنساء الذي له تأثيرٌ كبير على تغيير الصورة النمطية عن المرأة التي لا تريد أن تغيّر شيئًا في مجتمعها. أثق بأن الوضع سيتغير للأفضل، فكما عمل التجمع على دعم التمثيل النسائي في القائمة المشتركة، والنائبتان حنين زعبي ونيفين أبو رحمون نموذج على هذا الدعم والنجاح للمرأة في العمل السياسي وبات تمثيلهن ينعكس في انتخابات السلطات المحلية.

اقرأ/ي أيضًا | خاص | التجمع والجبهة يخوضان الانتخابات بقائمة مشتركة في أم الفحم