تستهدف القوائم الصهيونية أصوات العرب في حيفا، وتبذل جهودا كبيرة وتوظف مواردها وإمكانياتها وطرقها وأساليبها المختلفة للحصول عليها، ويشكل هذا الأمر خطرا حقيقيا على العرب في المدينة ومطالبهم وحقوقهم، ويستوجب تدخل الأحزاب والحركات والأطر الوطنية وإطلاق حملة مناهضة لسلب الصوت العربي.

لافتة لقائمة صهيونية على منزل عربي في حيفا، اليوم (عرب 48)  

ومن جهتها، تنشط قائمة التجمع الوطني الديمقراطي في حيفا لرفع الصوت العربي وزيادة تمثيله في المجلس البلدي، ويتضح ذلك في شعار التجمع الحيفاوي، "خلي صوتك وطني" إيمانا بأن زيادة تمثيل العرب في بلدية حيفا سيعزز القدرة على تحقيق مطالب أهل حيفا والتي تدور حول محورين أساسيين، الأول، الخدمات وحقوق العرب في حيفا التي تضم الكثير من القضايا مثل البنية التحتية، السكن، الصحة، التربية والتعليم، الضرائب المرتفعة، البيئة وهموم يومية أخرى، والمحور الثاني هو المحور السياسي في أهمية الحفاظ على تاريخ حيفا العربي، وتعزيز الهوية الوطنية والثقافية بين العرب وخصوصا الأجيال الصاعدة.

القضايا اليومية

جمال خميس

يرأس قائمة التجمع في حيفا عضو البلدية، جمال خميس، يليه المحامي جورج شحادة والذي يشغل سكرتير الفرع في حيفا، والناشطة الاجتماعية ياسمين بدير والناشط الشاب محمد خطيب.

ويتابع خميس هموم الناس اليومية من خلال دوره كعضو بلدية، مؤكدا في حديثه لـ"عرب 48" أن "الهموم والقضايا اليومية للمواطن الحيفاوي كثيرة، ونحن في التجمع نتابع توجهات ومطالب الناس بشكل يومي، عدا على دورنا كذلك في طرح قضايا ومهام عمل لتنفيذها في بلدية حيفا".

وأضاف أنه "عملت مع الأحياء العربية وخصوصا في وادي النسناس والحليصة والحارة الشرقية، وأكثر ما يؤرقنا إزاء المواطن العربي من الهموم اليومية الضرائب الباهظة التي يدفعها الحيفاوي صاحب المصالح التجارية، وكذلك أصحاب البيوت. كانت لنا محاولات كثيرة في تخفيض الضرائب وخصوصا في شهر 'عيد الأعياد' لكن وزارة الداخلية رفضت، ونحن نؤكد أنه من خلال الشراكة الجماهيرية مع الأعضاء في القوائم العربية لبلدية حيفا وبعد تشكيل لجان أحياء سيكون لمطلبنا صدى أقوى وللصوت العرب قوة في تنفيذ المطلب".

وأثنى خميس على أهالي حي الحليصة الذين يعملون من خلال شراكة متينة وقوية حيث تم تشكيل لجنة حي رفعت مطالبها أمام المجلس البلدي من خلال الممثلين العرب، وقد حققت عدة مطالب من بناء مركز ثقافي وملعب بمستوى عصري.

وتوجه عضو البلدية لأهالي الأحياء العربية بطلب تشكيل لجان أحياء لتعزيز الشراكة وليكون التخطيط لتنفيذ مهام عمل قائمة التجمع خلال السنوات المقبلة ضمن برنامج العمل البلدي.

جورج شحادة

ومن جانبه قال المرشح الثاني في قائمة التجمع الحيفاوي، المحامي جورج شحادة، إنه "سيتم افتتاح مكتب للتجمع الحيفاوي على مدار يومين في الأسبوع لتقديم الخدمات للجمهور، من خلال التوجيه والمتابعة للقضايا اليومية والاستجابة لمطالب الجمهور".

وأضاف شحادة لـ"عرب 48" أن "حيفا لنا جميعا، ونحن جميعا جزء من حيفا. نحن أعضاء التجمع الوطني في بلدية حيفا سيكون لنا دور في جميع قرارات البلدية المتعلقة بحيفا وليس فقط بالقرارات المتعلقة بالحيفاوي العربي، لكن سنقوم بتنفيذ مهام عمل خاصة بالمواطن العربي الحيفاوي".

"خلي صوتك وطني"

وأبرز ما ينادي به التجمع الحيفاوي في توجهه للناخب العربي هو شعار "خلي صوتك وطني".

وعقب شحادة على هذا الشعار، بالقول إنه "نحث الناس أن تصوّت للقوائم العربية الوطنية، وخصوصا لقائمة التجمع الوطني، فنحن دائما نحمل الهم اليومي والوطني والقومي للناس، وهذا الشعار نرفعه للتعبير عن رفضنا لتشتيت الصوت العربي وحفاظا عليه ضمن الأحزاب الوطنية".

اتفاق فائق أصوات بين الجبهة والتجمع

وقال المحامي شحادة إن "التوقيع على اتفاق فائض الأصوات بين قائمتي التجمع والجبهة جاء من منطلق المسؤولية الوطنية وحفاظا على الصوت العربي، هذا الاتفاق بمثابة بادرة لثقة ولعمل مشترك بين القائمتين بعد الانتخابات".

لافتة أخرى لقائمة صهيونية على منزل عربي في حيفا، اليوم (عرب 48)  

التحريض على العرب

وندد المرشح شحادة بالتحريض المستمر ضد العرب في البلاد عموما، وفي المدن الساحلية خصوصا، في فترة الانتخابات.

وذكر أن "العرب في حيفا حوالي 45 ألف نسمة، ونحن نعاني من سياسة تهميش ومن حملات تحريضية مستمرة. كنا وما زلنا في قائمة التجمع صمام الأمان لصد العنصرية، ونعمل على التعاضد وتوحيد الجهود لمواجهة التحريض ضدنا كعرب، وأذكر أنه من تلك القضايا كان نشاطنا البارز ضمن الحراك الشعبي في حيفا ضد تصريحات عضو بلدية شبهت صوت الأذان بـ'صوت الخنزير' وقد أجبرناها على الاعتذار للجمهور الحيفاوي، وهذا مثال واحد على قضايا عديدة".

لافتة لمرشحة رئاسة عن قائمة صهيونية في قلب حي عربي بحيفا (عرب 48)

وأثنى شحادة على "الالتفاف الكبير من أهالي حيفا حول قائمة التجمع، وهذا ما يبرز خلال اللقاءات مع الجمهور، ونأمل أن يترجم هذا الالتفاف لثقة في يوم الانتخابات من خلال التصويت للتجمع الحيفاوي، فليس هناك أفضل من الساحة البلدية لطرح المشروع السياسي وخصوصا طرحنا التجمعي المتمثل بـ'دولة كل مواطنيها'، والمساواة التامة والعدالة وربط هذا الهم القومي بالهم اليومي للحيفاوي. لقد زرنا في الفترة الأخيرة غالبية المؤسسات الأهلية، نسمع ونسجل مطالب الناس ونطرحها بقوة أمام بلدية حيفا، ونبذل جهودا ليتم تنفيذها ولتكون ضمن الميزانية العامة، فالتجمع لا يطرح برنامج عمل بل مهام عمل".

قضايا ومطالب

وأسهب شحادة بالشرح عن مطالب أهل حيفا، وقال إن "الهموم البومية كثيرة، ولكن سأطرح هنا نبذة عن القضايا الأساسية مثل التربية والتعليم فقد اقترحنا بناء مدرسة منطقة الكرمل الفرنسي، وإقامة مدرسة رسمية تكنولوجية جديدة، لأن 78% من الطلاب العرب يتعلمون في بالمدارس الأهلية الفرنسية، ويوجد لدينا فقط مدرستين رسميتين، ولهذا توجد حاجة لإقامة مدرسة رسمية جديدة، وهناك سعي لدعم مدرسة راهبات الناصرة. كذلك ضمن مطالبنا دعم أهالي الطلاب في تخفيض رسوم المدارس، وتزويد مدارسنا بالإمكانيات التكنولوجية لتعليم أولادنا، فلا يُعقل أن العالم يتطور وطلابنا لا زالوا يتعلمون ضمن الآليات القديمة، وهذه مسؤولية البلدية وعليها أن تعطي كل الدعم. أضف إلى ذلك المطالبة بتخفيض الضرائب المفروضة على البيوت والمصالح التجارية".

تكثيف للافتات القوائم الصهيونية في الأحياء العربية بحيفا (عرب 48)

مطالبة بإلغاء الضرائب عن المؤسسات الدينية

وأوضح شحادة أن "قضية الدفاع عن الأوقاف المسيحية والإسلامية في حيفا، بالإضافة للمطالبة بإلغاء الضرائب عن المؤسسات الدينية في المدينة في رأس سلم أولوياتنا وسنعطيها الاهتمام اللازم الذي يليق بقدسيتها ومكانتها".

مجلس أعلى لمتابعة قضايا أهل حيفا

وختم شحادة بالقول إن "هناك أهمية لتوحيد القوى في حيفا من خلل العمل المشترك بين القوائم العربية والمواطنين العرب، وارتأينا إعادة طرح تشكيل مجلس أعلى للمواطنين العرب في حيفا ليكون بمثابة مرجعية لأهالي البلد، حتى نشكل قوة، وقد أعاد مركز 'مساواة' هذا الطرح ونريد مشاركة الجمهور وجميع القوى الوطنية والمؤسسات لتشكيل هذا المجلس من أجل توحيد جهودنا وقوتنا من خلاله. أطالب العرب في حيفا دعم الأحزاب الوطنية ورفع نسبة التصويت، من أجل طرح مطالبنا بقوة وانتزاع حقوقنا كاملة".

اقرأ/ي أيضًا | المرشحة ياسمين بدير من حيفا: نخوض الانتخابات من أجل حقوقنا ووجودنا العربي