تأسست القائمة المشتركة للتعايش في نتسيرت عيليت في العام 2008 وجاءت بالأساس كتحالف ما بين القوى السياسية الرئيسية العاملة في المدينة وهي حزب التجمع الوطني الدمقراطي، والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، بالإضافة إلى ممثلين عن أوساط مستقلة كتلك التي كانت تمثل الحي العربي "هكراميم" في نتسيرت عيليت.

وحظيت القائمة بالدعم والتأييد وهي تمثل، اليوم، كل السكان العرب في نتسيرت عيليت، حيث لها مجلس وهيئات تنتخب مرشحيها للانتخابات البلدية وتنتخب سكرتارية عبارة عن مكتب سياسي يقود العمل ميدانيا.

نموذج وحدوي

وقال د. رائد غطاس، المرشح الثاني في القائمة وعضو بلدية نتسيرت عيليت، لـ"عرب 48" إنه "لنا الشرف بأن تكون قائمتنا المشتركة هي أول قائمة وحدوية على الصعيد القطري وتمثل السكان العرب، وهذا النموذج عُمّم في عدة مدن وكذلك قطريا فالقائمة المشتركة في الكنيست هي نموذج موسع لقائمتنا ويحمل نفس الاسم".

وأضاف أنه "في العام 2008 حصلت القائمة المشتركة للتعايش على عضوين في المجلس البلدي. وقد أثبتت هذه التجربة نجاعتها، وفي انتخابات عام 2013 حصلت على ثلاثة أعضاء، وتسعى القائمة المشتركة اليوم إلى مضاعفة قوتها نظرا لوجود مرشح واحد للرئاسة لا منافس له، ما قد يفرض جوا من الفتور على الانتخابات في نتسيرت عيليت، ويجعل نسبة التصويت منخفضة".

"عرب 48": أمامكم فرصة ذهبية لرفع نسبة التصويت لدى العرب في نتسيرت عيليت والفوز بخمسة مقاعد، هل تستغلون هذه الفرصة؟

د. غطاس: في الواقع صحيح هناك مرشح واحد للرئاسة، ولكن هناك قوائم للعضوية، وقائمة الرئيس رونين بلوت، هي قائمة واسعة نجح في توحيد كل القوى اليمينية التي كانت تدعم رئيس البلدية المعزول، شمعون غابسو، وهناك قائمة عنصرية اسمها "نتسيرت عيليت اليهودية" ولديها طرح خطير جدا، وهي مؤلفة من "البيت اليهودي" والمتدينين، ومدعومة من قبل الحاخامات، وهي قائمة عنصرية تدعو لأن تكون نتسيرت عيليت مدينة يهودية أي بمفهومهم خالية من العرب، ولو أنهم لا يعلنوها صراحة. فضلا عن أن قائمة الرئيس تضم كل الأعضاء الذين اصطفوا حول غابسو (العنصري) سابقا، من الائتلاف الصهيوني بمن فيهم الأشد تطرفا.

"عرب 48": كيف يجري العمل على تجنيد العرب لرفع نسبة التصويت؟

د. غطاس: تم انتخاب مجلس للقائمة وهو مؤلف من 65 شخصا، يمثل كل أوساط المواطنين العرب في المدينة، هذا المجلس انتخب قائمة المرشحين التي تضم 34 مرشحا للعضوية في بلدية نتسيرت عيليت وهو العدد الأقصى المسموح أن يكون في تركيبة القائمة، وهذه الشخصيات تمثل مختلف الأوساط للسكان العرب في نتسيرت عيليت.

شراكة ومسؤوليات

وقال المرشح الأول في القائمة المشتركة للتعايش وعضو بلدية نتسيرت عيليت، د. شكري عواودة، لـ"عرب 48" إن " العرب في نتسيرت عيليت يشكلون، اليوم، ثلث سكان المدينة، وتحديدا 15 ألف مواطن من أصل 51 ألف مواطن. هذا المعطى قد يفاجئ الجميع، ولكن لو نظرنا إلى أن نحو ألف منهم يقطنون في نتسيرت عيليت وعناوينهم ما زالت في مدنهم وقراهم وخصوصا الناصرة، أي أننا فعليا أكثر من ثلث السكان، لكن من بين أصحاب حق الاقتراع نحن العرب نشكل 23% من أصحاب هذا الحق، وذلك بسبب الفرق في الأعمار بين المواطنين العرب واليهود حيث أن نسب المتقدمين بالعمر في المجتمع اليهودي أكبر منه بكثير من المجتمع العربي".

وأضاف أن "نسبتنا في ازدياد مستمر، في سنة 2008 كنا حوالي 4500 صاحب حق اقتراع وفي سنة 2013 كنا 6500 واليوم أصبحنا أكثر من 8500 صاحب حق اقتراع. يوجد مرشح واحد للرئاسة ينتخب بورقة صفراء لصالحه وورقة خضراء ضد انتخابه، ولكن نريد أن نؤكد على أنه بوجود هذا الرئيس منذ حوالي سنتين ونصف ووجود المشتركة في الائتلاف البلدي، شغل ممثلو القائمة المشتركة مواقع جدية في مؤسسات البلدية، منها نائب رئيس البلدية (بدون راتب) ومع مسؤوليات في قسم الهندسة، ود. رائد غطاس رئيس لجنة الصناعة والتجارة، عضو البلدية ومراقب الحسابات حبيب عودة عضو في لجنة التنظيم والبناء، وهو ناشط جدا. اليوم يوجد لدينا 4 مهندسين عرب في قسم الهندسة 3 منهم مهندسون عاديون والرابع هي مهندسة البلدية وهي أعلى وظيفة يمكن أن يصلها عربي في هذه البلدية، وهي المسؤولة عن تنفيذ البرامج. ويوجد لنا ممثلان في الشركة الاقتصادية من أصل تسعة، وفي اتحاد المياه الذي يضم ثلاث مدن، العفولة ومجدال هعيمك ونتسيرت عيليت، لنا ممثل وهو رجل الأعمال زياد عمري، وفي شركة المراكز الجماهيرية لنا ممثل في الجسم الإداري المحامي وليد خوري. بالإضافة إلى تمثيلات في لجان التعليم وحقوق المرأة وغيرها".

وأكد عواودة أن "هذا الانتشار العرضي للممثلين العرب يحدث لأول مرة في القائمة المشتركة، وهي القائمة التي حصلت على أكبر عدد من المصوتين سنة 2013. حصلنا على 3400 صوت وثلاثة أعضاء وكان لدينا فائض كبير من الأصوات، والقائمة الثانية بعد المشتركة حصلت على 2900 صوت ونالت 3 مقاعد، أي أننا بزيادة طبيعية وزيادة تأثيرية وزيادة نسبية في هذا التمثيل في الانتخابات الوشيكة، ومن خلال المشاركة وممارسة حق الاقتراع قد نصل إلى ما يفوق 5 مقاعد وهذا هدفنا هذه المرة، لأن وجود ثلث أعضاء المجلس البلدي من العرب سيفرض أجندة العمل. وفي ظل وجود رئيس مثل رونين بلوت الذي جربناه على مدار سنتين ونصف وبالرغم من كل الصراعات الانتخابية التي تجري الآن يبقى هدفنا المشاركة في إدارة البلدية، لكي نضع أجندتها ونحصل على ما يجب أن نحصل عليه".

وأشار إلى أن "هدفنا أن نصل الى عام 2023 وقد أزيلت كل شوائب عدم المساواة الموجودة منذ عشرات السنين. نحن لا نتوقع لهذه الشوائب بأن تزول في غضون سنة أو سنتين، ولكن هنالك قضية مركزية وهي الحق في التعليم، نحن طرحنا منذ سنوات طوال ووصل الملتمسون العرب برفقة جمعية حقوق المواطن ودعم المشتركة إلى المحاكم ثم اتفقنا على إقامة لجنة من تسعة أشخاص برئاسة رئيس البلدية وعضوية 5 أعضاء عرب من أصل 9 لطرح استبيان حتى نصل إلى عدد يكون نواة لإقامة مدرسة عربية ورئيس البلدية بلوت التزم بهذا الطرح وقال إنه في حالة وجود عدد كاف من الطلاب فإنه سيقيم مدرسة، وتبلغ تكلفة إقامتها نحو 8 ملايين شيكل".

"عرب 48": بلوت قال إنه لا جدوى من إقامة مدرسة يكتنفها الغموض من حيث الطلاب الذين سيتعلمون فيها؟

د. عواودة: صحيح، لذلك نحن نجري هذا الاستبيان الذي توقف حاليا بسبب الانتخابات، لكن أريد أن أحذر من بعض الأصوات التي تريد أن تقيم مدارس أهلية في نتسيرت عيليت، هذه مدارس خاصة لا علاقة لنا بها، من يريد أن يقيم مشروعا كهذا مبارك سعيه، لكن ما نريده نحن مدرسة رسمية تلبي آمال المواطنين العرب وتطرح تمثيل الطلاب لتكون مدرسة نوعية رائدة، وأن يكون التعليم والتحصيل فيها من أعلى المستويات. والقضية الثانية هي الحق في الحياة التربوية والثقافية فنحن حصلنا على امتيازات غير مفهومة ضمنا مثل أن تقدم الأغاني الوطنية على خشبة مسرح "بركوفيتش" وأن يكون الحضور بالمئات، وأن تشارك الجماهير العربية في عيد الميلاد ويوم الأم ويوم المرأة والأضحى وليالي رمضان وسوق الميلاد. هذا كله حدث بسبب وجود القائمة المشتركة وكله لم يكن من ذي قبل. وبدأ مشروع بمطالبة مركز "عدالة" والجمعيات الحقوقية بإدخال اللغة العربية وتسمية الشوارع وإدخال الكتب العربية، وهذا الموضوع انطلق وخصصت له ميزانيات، ونريد لهذا المشروع أن يستمر لكي نرى التأثير في هذا المضمار، وفي نفس الوقت نطالب الجماهير العربية بالمشاركة والاستفادة مما يتواجد هناك. لا نريد إنجازات لا نستغلها بل نريد استغلالها حتى النهاية. وأؤكد على قضيتين نعتبرهما إنجازا هائلا، الثورة التي حدثت في حي "هكراميم" العربي، الذي عانى لسنوات طويلة من نقص في الشوارع وشبكات الصرف الصحي والإنارة السيئة، ونجحنا بتحصيل ميزانيات بعشرات آلاف الشواقل لإكمال شارع "سحلب" وإنارته وتنظيفه وطلائه ومشروع الإتاحة في المركز الجماهيري للحي، فقد تحول هذا المركز إلى خلية نحل ويقصده الأولاد بالمئات في نشاطات متنوعة. ونعمل على تخصيص قطعة أرض نعمل على إتمامها لإقامة مركز جماهيري آخر للجماهير العربية، لكن بنفس الوقت نريد المشاركة في حياة المدينة على قدم المساواة وبشكل متواز لا أن يمنوا علينا بالفتات هنا وهناك. هذا هو شعارنا المركزي. وخلال عملنا أصبح المواطن العربي يشعر بأن البلدية هي بيت له يتوجه إليها ويجد أن لنا مكتب استقبال هناك يعالج مئات الحالات للمواطنين العرب في الأقسام المختلفة، سواء من قبل أعضاء البلدية الثلاثة أو أذرع القائمة المنتشرة في كل مكان. لدينا الآن فرصة للاستمرار في انطلاقتنا، وإذا ما حصلنا على خمسة أعضاء أو أكثر في البلدية فسيكون توزيع مهام العمل أسهل والتمثيل النسوي بشكل نوعي.

"عرب 48": ما مدى اهتمام العرب في نتسيرت عيليت بالقضايا السياسية؟

د. غطاس: تركيبة نتسيرت عيليت تعكس التركيبة السكانية بشكل عام لشعبنا الذي بغالبيته العظمى يلتف حول الحركة الوطنية والأحزاب السياسية، ولكن السكان العرب في نتسيرت عيليت بالأساس قدموا إلى المدينة ليس بحثا عن جودة الحياة وإنما بسبب الضائقة السكانية، وهناك قسم فعلا بحث عن جودة حياة أفضل، وهناك فئة أيضا من العائلات في ضائقة، معيلات وحيدات رأين في نتسيرت عيليت ملاذا لهن بعيدا عن تدخلات العائلة والقرية، وهن بحاجة للمساعدة ونحن نساعد هذه العائلات من خلال مكتب الشؤون الاجتماعية، كتخفيض في ضريبة المسقوفات "الأرنونا" وتزويدها بطرود غذائية في شهر رمضان وفي المناسبات المختلفة. هناك أيضا الفئة السكانية العربية الأصلية من سكان حي "هكرميم" الذين كانوا في المكان قبل إقامة نتسيرت عيليت حين كان هذا الحي تابعا لقرية الرينة المجاورة وأصبح جزءا من المدينة الدخيلة عليه. هذه المدينة أقيمت على أراض عربية مصادرة. كما قلت معظم السكان يلتفون حول الأحزاب السياسية، ونرى ذلك من التصويت في الانتخابات البرلمانية حيث أن 90% منهم منحوا أصواتهم للمشتركة في الانتخابات الأخيرة.

"عرب 48": هل هنالك جسم سياسي ينافسكم على الصوت العربي؟

د. غطاس: لا، ولكن في هذه الانتخابات للأسف الشديد من ينافس على الصوت العربي للعضوية هي قائمة رئيس البلدية. ونحن نذكر في هذا السياق أن القائمة تضم كل من كان مع غابسو في السنوات الماضية، ونحن نذكر مواقفه العنصرية، لذلك فإن الضمان الوحيد على تعامل أي رئيس معنا بندّية واحترام وعلى قدم المساواة هو إيصال كتلة عربية قوية للمجلس البلدي. وهذا الأمر ممكن تحقيقه. وجودنا في أروقة البلدية وفي مركز القوة يعطينا التمثيل النسبي في لجان البلدية. وعلى سلم أولوياتنا في الفترة المقبلة حسبما وضعنا في برنامج العمل 3 نقاط، أهمها إقامة المدرسة العربية التي لا شك لدينا بأنها ستقوم قريبا، وكما قال زميلي د. شكري هناك لجنة تبحث أمر الاستبيان، وننتهز الفرصة بالتوجه للمواطنين العرب بالتجاوب مع هذا الاستبيان والإجابة بنعم من أجل استعدادهم لتسجيل أولادهم في المدرسة، ونعم بضرورة إقامة المدرسة. ونحن هنا نود التشديد على أمرين أولهما أن إقامة المدرسة هي ضرورة حياتية من أجل التخفيف معاناة السكان، وهناك أمر آخر لأهمية إقامة مدرسة عربية في المدينة وهو أن إقامة المدرسة سيجذرنا ويرسخنا في هذه المدينة كتعبير عن الرابط مع الأرض، بمعنى إقامة مجتمع عربي متكامل في هذه المدينة. والأمر الثاني في برنامجنا هو السعي لربط شارع "سحلب" في حي "هكراميم" بشبكة الصرف الصحي، وقد أعددنا خارطة تفصيلية وتم إيداعها في لجنة التنظيم اللوائية. وثالثا، النشاطات الثقافية لأبناء الشبيبة والفعاليات النسائية وإشراك الجميع في برامج توعية وتثقيف.

قوة التمثيل العربي تحدد الشركة الحقيقية مع رئيس البلدية

وقال المرشح الثالث في القائمة المشتركة للتعايش وعضو البلدية ومدقق الحسابات، حبيب عودة، لـ"عرب 48" إن "الهدف في هذه الانتخابات هو زيادة تمثيلنا في المجلس البلدي، وإذا نجحنا في إخراج 60% من المصوتين العرب إلى الصناديق فإننا سنحقق هدفنا بإدخال خمسة أعضاء للمجلس البلدي".

وأضاف أن "التمثيل الكمي والنوعي للقائمة المشتركة في المجلس البلدي هو الضمان الوحيد للتعامل معنا بمساواة وتحقيق الحقوق للمواطنين العرب".

وأشار عودة إلى "وجود مرشح واحد ووحيد وقائمة الرئيس، وقائمة أخرى ضعيفة إلى جانب القائمة المشتركة، والاعتقاد هو أن نسبة التصويت ستكون منخفضة في نتسيرت عيليت بسبب غياب المنافسة على الرئاسة، وطموحنا وسعينا يجب أن يتركز على رفع نسبة التصويت بين المواطنين العرب الذين بغالبيتهم الساحقة 95% منهم يصوتون للقائمة العربية المشتركة. رئيس البلدية لن ينظر إلى قضايا العرب كما تنظر المشتركة إلى هذه القضايا، فضلا عن أن كل إنجازات بلوت للعرب كانت بضغط من المشتركة وليس محبة بالمواطنين العرب. تجاوب معنا ونحن لا ننكر ذلك، لكن تجاوبه هذا جاء نتيجة ضغوط مارسها أعضاء المجلس البلدي العرب عليه. والأمر الذي يحدد الشراكة المستقبلية مع بلوت هو قوة التمثيل العربي في المجلس البلدي".

اقرأ/ي أيضًا | ‎متطرفون يمزقون لافتات القائمة المشتركة في نتسيرت عيليت