أفرزت انتخابات السلطة المحلية في قرية كابول عن فوز التجمع الوطني الديمقراطي بعضوين، وسيمثله سيف خطيب وجواد شحادة. واكتسب هذا الإنجاز أهمية في ظل تراجع العمل السياسي ودور الأحزاب عموما في البلدات العربية.

وتشهد كابول حراكا نشطا مع احتدام التنافس على رئاسة المجلس المحلي في الجولة الثانية التي ستجري يوم الثلاثاء المقبل، بين المرشحين صالح ريان وأسعد مرشد.

تجمع كابول الوطني

إنجاز يؤسس لدور مركزي

واعتبر عضو مجلس كابول المحلي، سيف خطيب، أن "هذا الإنجاز يكتسب أهمية خاصة في ظل تراجع العمل الحزبي بشكل عام".

وقال خطيب، لـ"عرب 48" إن "ما يميز هذه القائمة أنها قائمة شبابية وحزبية ذات مرجعية، أعضاؤها ترعرعوا في صفوف التجمع الوطني الديمقراطي، وهي أيضا مجموعة شبابية تحمل برنامج ورؤية مهنية وشاملة لإدارة السلطة المحلية وغير مفصولة عن الهم والبعد الوطني. وكذلك فإن القائمة لم تتعاط مع أي اعتبارات عائلية".

وأضاف أن "هذا الأمر لم يكن سهلا لأننا تأخرنا في طرح أنفسنا وحسم قرار خوض الانتخابات، في ظل مشهد مركب، إضافة إلى أن الاصطفافات العائلية والفئوية عامة هي المهيمنة، وهذه تحديات ليست سهلة خصوصا أننا لم نعقد اتفاقات ولم نهادن مع أي قائمة عائلية".

وشدد خطيب على أنه "نعتبر هذا الفوز وتحقيق تمثيل بمقعدين في ظل هذه الظروف هو إنجاز كبير. نحن القائمة الوحيدة التي حصلت على أصوات من كافة العائلات في البلدة الأمر الذي يدل ويؤكد أن هناك قطاعات شبابية وغير شبابية متعطشة لصوت وطني ومهني في العمل البلدي. نحن نولي هذه التجربة الشبابية أهمية أيضا لأن نجاح هذه التجربة سيؤدي بقوائم أخرى مستقبلا للدفع بقوائم شبابية للصفوف الأمامية في الانتخابات المقبلة، باعتبارها فرصة للانطلاق في سبيل ترسيخ نهج مختلف عما هو سائد في بلداتنا العربية. والتحدي الآخر هو الدفع لتصحيح علاقة السلطة المحلية بالمواطن والتعامل معه كشريك وليس مجرد رقم ومخزون أصوات".

مهادنة الأحزاب للعائلية ودفع الثمن

وتطرق خطيب إلى علاقة الأحزاب والحركات السياسية مع العائلية، وقال إن "أحد أسباب تراجع دور الأحزاب هو مهادنتها للعائلية. تراجع مكانة الأحزاب ودورها لحد مريع سببه سوء أداء الأحزاب والحركات السياسية وابتعادها عن مواكبة قضايا وهموم الناس اليومية، وكذلك قد يكون صحيح لحد كبير أداء وسلوك القائمة المشتركة دفعت بقطاعات من المواطنين إلى الابتعاد عن الأحزاب السياسية ونزع الثقة عنها، ناهيك عن أن الأحزاب والحركات السياسية محليا هادنت العائلات، بل تصرفت كعائلات وأساءت إلى دور ومكانة الأحزاب ودورها الطليعي المفترض، ولم تتمكن من تقديم نموذج مختلف، الأمر الذي يحتم عليها إجراء مراجعة نقدية جدية لخطابها وأساليب عملها وعلاقتها فيما بينها وبين الجمهور، لاستعادة الثقة المفقودة، وهذا مرهون بجديتها وجرأتها وكذلك في أدائها في الفترة القادمة ودورها في الانتخابات المحلية".

خلال توزيع نشرة تجمع كابول الوطني

لا مكاسب ومناصب

وعن الموقف من الجولة الثانية في انتخابات الرئاسة التي ستجري يوم الثلاثاء المقبل، قال خطيب، إنه "لم نحسم موقفنا لغاية الآن. جلسنا مع المرشحين أسعد مرشد وصالح ريان، وسنتابع الاتصال، ونحن كما هو معروف للجميع لا نبحث عن مكاسب ومناصب، بل نتسلح برؤية ومرجعية وبرنامج شامل لإدارة المجلس المحلي بشكل مهني وعصري. من المهم التأكيد على أننا نريد شراكة حقيقية وفعلية، وليس أقوال. نريد دورا فاعلا وصلاحيات تمكننا من تمثيل صوتنا وترجمة برنامجنا الانتخابي وخطابنا الذي قدمناه لجمهورنا، كما نريد أن تكون السلطة المحلية مؤسسة عادلة تخدم كافة المواطنين في كابول بمساواة تامة، بصرف النظر عن الانتماء العائلي أو الانتماء السياسي".

وشدد على أنه "يجب العمل أيضا لوضع حد لظاهرة فوضى التوظيفات والإقالات التعسفية التي تصاحب كل دورة رئاسية كعملية انتقامية وثأرية ووضع معايير مهنية لانتقاء الموظفين، وكذلك يجب أن نخوض التحديات وأن نولي الأهمية القصوى لقضايا الأرض والمسكن والتعليم والثقافة والشباب، كل هذه القضايا الحارقة يجب أن تكون محور تحدياتنا المستقبلية".

وعن العلاقة والموقف من الرئيس الذي سينتخب، قال إن "قربنا أو بعدنا عن الرئيس يبقى مرهون بمدى قربه أو بعده عن برنامجنا الانتخابي، وعليه يتحدد الموقف فقط لا غير".

وختم خطيب بالتطرق إلى التطلعات والطموحات المستقبلية لقائمة التجمع، وقال إنه "أعلناها بكل وضوح أننا نسعى لاستلام إدارة السلطة المحلية لنخوض هذا التحدي المستقبلي ولنثبت أنه بإمكان السلطة المحلية أن تكون مؤسسة وطنية ومهنية وعصرية في آن واحد، ونحن دون ذلك سنبقى نراوح في نفس المكان المتردي، وبالتالي فإن ملخص التحدي الأكبر بعد العمل على تنفيذ برنامجنا هو أن نتحول في الأعوام الخمسة المقبلة إلى عنوان حقيقي وصادق للناس، واستعادة الثقة بالعمل الحزبي والأهلي".

اقرأ/ي أيضًا | كابول: جولة ثانية بين صالح ريان وأسعد مرشد