في قلب وطننا تقع ثلاث مدن فلسطينية تاريخية كانت يوما ما مركز الحضارة والصناعة والثقافة الفلسطينية، وانتكبت عام 1948 وجرى اقتلاع أغلب أهلها الأصليين ونهب بيوتها ومن ثم هدمها، وهدم مرافقها ومعالمها الفلسطينية، ومنذ تلك الحقبة الزمنية؛ يُعاني كلّ من تبقى من عرب في هذه المدن الثلاث ومن حضر إليها من أبناء شعبنا، التهميش والاستهتار والتخريب المجتمعي من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة. 

اللد، والرملة، ويافا، مُثلّث المركز الفلسطيني التاريخيّ وما يُوصف اليوم بمثلث المدن المختلطة يضم 70 ألف مواطن عربي فلسطيني، وقرابة 40 ألف مصوت. أحياؤها العربية مهمشة وبيوتها مهددة بالهدم وبنية تحتية متردية في أماكن عدة. مجتمع تنخره جرائم العنف والقتل وتفشي السلاح، إضافةً  إلى تحصيل علمي متدن في مدارسه، وبطالةٌ وتفتُّت مجتمعي، ما يجعلنا في خط التماس مع المشروع الصهيوني التخريبي لمجتمعنا ومحاولة التضييق علينا، وتهويد مدننا وإفراغها من السكان العرب.

قبيل إغلاق لوائح الترشيح للانتخابات البرلمانية المقبلة، يتوجه أهالي هذه المدن إلى لجنة الوفاق والأحزاب الاربعة الممثلة اليوم في البرلمان، بمطالبة بتمثيل لائق لأبناء هذه المنطقة في القائمة المشتركة المزمع تشكيلها أو حتى في حال وجود قائمتين. نطالب بتمثيل بسبب شدة وعمق وكثرة المشاكل التي تعاني منها هذه المدن، بالإضافة لما نعانيه كجزء من شعب أصيل بقي في أرضه، ولكثرة القضايا المعلقة والاستهتار والتهميش المتعمد. 

بناء على طلب ودعوة من لجنه الوفاق، عقدت جلسة يوم 9 شباط/ فبراير الجاري وجرى الاتفاق، على آلية لانتخاب مندوب عن هذه المدن من بين هذه النخبة، وهي أعضاء المجالس البلدية ومندوبي الأحزاب القطرية، بانتخابات ديموقراطية، يتم بعدها عرضها على لجنة الوفاق كتوصية من أبناء اللد والرملة ويافا لإدراجه وتحصينه ضمن القائمة المشتركة المزمع تشكيلها، ليكون مندوبا وممثلا لهذه المنطقة المنكوبة ومواكبًا لحل مشاكلها العالقة.

كناشط سياسي ومجتمعي وعضو في حزب التجمع الوطني الديموقراطي، ترشحت لأكون مندوبا لهذه المدن ومدعوما من أغلبية القوى السياسية ومن أعضاء مجالس بلدية من اللد والرملة ويافا، ومن أغلبية مندوبي الأحزاب المركبة للقائمة المشتركة، لقناعتي بأنني قادر على حمل المسؤولية والأمانة والقيام بتمثيل هذه المنطقة وكافة مناطق بلدنا وشعبنا، والعمل على انتزاع حقوقنا والمساهمة في حل قضايانا المهمشة.

كلي أمل في أن تنجح مساعي الأحزاب في بناء قائمة مشتركة قوية تعمل على مأسسة عملها وبرنامجها، وتبعد عنا خطر حرق آلاف الأصوات وضياعها، وتضم بداخلها مكانًا محصنا لابن هذه البلدات الثلاث.

اقرأ/ي أيضًا | المشتركة: تقدم في المفاوضات والسعدي يغادر الاجتماع