ناشدت لجنة الوفاق الوطني مركبات القائمة المشتركة بـ"تغليب صوت الوحدة والتآلف وإيقاف التدهور نحو الهاوية"، في أعقاب استمرار الخلافات داخل المشتركة بين الجبهة والتجمع من جهة، والحركة الإسلامية (الجنوبيّة) من جهة أخرى على خلفية التنسيق بين رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، والنائب منصور عباس، في حين نَحَتْ العربية للتغيير، مؤخرا، نحو موقف حيادي أكثر، بعدما كانت قبل أسابيع جزءًا من الانتقادات ضدّ عباس.

وقالت "الوفاق" في بيان أصدرته، صباح اليوم الخميس، "لقد أثبتت الحملة المكثفة التي يركز بنيامين نتنياهو ورموز حزبه ومن لف لفهم وذهب في جريرتهم من أبناء جلدتنا، أن الاستهداف أولا وأخيرا للقائمة المشتركة والوحدة التي تمثلها والضمير الوطني والصوت الذي لا يحب نتنياهو وشركاؤه سماعه. لقد كان لنتنياهو طموح بثورة عارمة تقوض أركان الدمقراطية وتهمش معاني وجودنا في أرضنا من خلال ‘قانون القومية’ وتمنع حل الدولتين من خلال المضي قدما بتوسيع المشروع الاستيطاني في المناطق المحتلة والسعي للضم وتمرير ما سمي بـ’صفقة القرن’ على حساب الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده. وقد كانت القائمة المشتركة في كافة الجولات الانتخابية التي خاضتها عقبة كأداء منعت نتنياهو واليمين الصرف من تحقيق تلك المشاريع رغم الدعم الكامل وغير المسبوق من إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب".

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وأضافت أنه "يدرك نتنياهو إدراك اليقين أن أحد شروط خروجه من محنته السياسية والقضائية هو تشكيل حكومة يمين صرفة بقيادته، وهذا لا ولن يتأتى له ما دامت المشتركة موجودة بمقاعدها الـ15 التي حققتها في الانتخابات الأخيرة ومنعته من تحقيق مشاريعه، رغم كل التسهيلات التي منحه إياها بيني غانتس والذي أدار ظهره لمن منحه الثقة بما في ذلك القائمة المشتركة التي رأت فيه بديلا أقل سوءا من نتنياهو، ولكنه عمل كل ما بوسعه لدحض هذا الاعتقاد".

وأشارت الوفاق إلى أن "المجتمع العربي حقق مع تشكيل القائمة المشتركة عام 2015 إنجازا سياسيا غير مسبوق جاء تعبيرا وتجسيدا لإرادة السواد الأعظم من الجماهير العربية الراغبة بإطار وحدوي يكون قادرا على مواجهة التحديات الجسام والهجمة الشرسة المستهدفة لوجود وحقوق وأمنيات أبناء شعبنا في هذه الديار. كان من المفترض أن تتشكل المضامين الوحدوية لهذا الإطار بشكل تراكمي تصاعدي تذوب من خلاله الخلافات والتشنجات، وتحترم في إطارها الاختلافات التي لا تتناقض مع روح الوحدة، وينمو فيه التنسيق بين المكونات المختلفة ويتطور الخطاب الجمعي الواحد الذي لا يترك مجالا للفئوية والفصائلية البغيضة أن تطغى بدلا من التناغم والعمل المشترك الدؤوب في خدمة المواطنين الذين هبوا ومدوا يد العون والدعم بكل ما أوتوا من قوة لدعم هذا المشروع الوطني الرائد، حيث قامت المشتركة على أساس تأكيد المشترك، وهو كثير، واحترام المختلف عليه والذي يطفو على السطح بين الفينة والأخرى. ومضت الفترة ولم تتحقق الكثير من الأهداف بدعوى الضغوطات والتحديات الخارجية وضرورة أخذ الوقت اللازم لترسيخ ثقافة التناغم والتنسيق رغم الاختلاف وتغليب المشترك على المختلف عليه. ثم جاءت ضربة نيسان 2019 وانقسام المشتركة إلى قائمتين وتراجع التمثيل وموجة الغضب الجماهيري العارم. وقد بذلت لجنة الوفاق الوطني وكل الأجسام الحريصة على المشتركة جل الجهود لإعادة اللحمة وبعث الحياة من جديد في هذا المشروع وكان لهم ذلك وكانت الثقة العارمة التي منحتها جماهير الشعب مرة أخرى رغم كل التشنجات الناشزة التي صاحبت عملية الالتحام المتجدد. كانت مرحلة ما بعد انتخابات آذار 2020 مبشرة بالخير، حين قاد نواب القائمة المشتركة كل الجهود في سبيل محاربة آفة العنف في المجتمع العربي وبذلوا جهودا كبيراً لمحاولة منع تنفيذ أوامر الهدم، ومن خلال ثقة الـ15 مقعدا التي منحهم إياها الناخبون ، تمكنوا من منع نتنياهو من تشكيل حكومة يمينية استيطانية صرفة، ولكن ذلك لم يستمر ولم يتصاعد حيثما طمحت الإرادة الجماهيرية، فقد كان نكوص ثم تراجع إلى أن وصلنا إلى الانتكاسة التي نحن بصددها".

ودعت اللجنة مكونات القائمة المشتركة إلى "إيقاف المناكفات الشخصية والحزبية فورا والاحتكام للعقل الراشد الوازن، وذلك للحفاظ على لحمة واستمرارية هذا المشروع الذي هو مشروع الجماهير، أولا وأخيرا، وهم المرجعية العليا للقائمة المشتركة دون غيرهم". كما دعت كل من دخل المشتركة على الأسس التي أقيمت عليها أن يحترم هذه الأسس والقواعد بحذافيرها بلا أي تأويلات من شأنها شق الصف وزيادة الفرقة. الأسس التي قامت عليها المشتركة واضحة وثابتة ورسوخها مستمد من الثقة الجارفة التي منحتها جماهير شعبنا والتي صوتت بأغلبيتها للوحدة والثوابت وليس لأجندات شخصية أو فئوية. وعلى نواب المركبات جميعا أن يلتزموا بأجندات ومشاريع ومطامح المشتركة وليس بأي أجندات أو مشاريع أخرى".

وأكدت أن "القائمة المشتركة مشروع ولد ليبقى وليتسع وليفتح الأبواب والشبابيك لكافة أبناء شعبنا المؤمنين بأهداف ومرامي وطموحات المشروع، وهي ليست ناديا مغلقا ولا حكرا على مجموعات دون غيرها. لنغلب مصلحتنا الوطنية والوجودية فوق كل مصلحة ولنبدأ مشروع التفاهم والتعايش واحترام المختلف قبل فوات الأوان".

وختمت لجنة الوفاق بالقول إنه "نسعى بكل ما أوتينا من قوة وخبرة لرأب الصدع وإيقاف التدحرج قبل الوصول إلى شفا الهاوية، وندعو كل دعاة الخير والمصلحة العامة من أبناء شعبنا ليحذوا حذونا وليحاول كل بقواه وعلاقاته واتصالاته أن يعمل على وأد الفتنة وضرب بؤرها أينما كانت، وليكن شعارنا: لا مكان بيننا لا للفئوية ولا للفئويين. ونحن نعد أبناء شعبنا بتكثيف الجهود لرأب الصدع وجمع كافة الأطراف تحت سقف واحد حتى تحقيق المراد".

اقرأ/ي أيضًا | مركبات المشتركة: "نحو استمرارية الوحدة".. ماذا بعد؟