قال النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، سامي أبو شحادة، إن "الصورة حول التوصية على مرشح لتشكيل حكومة، كانت واضحة لنا منذ البداية"، مشيرا إلى "نوع من العناد والتعنت لدى بعض القيادات العربية أو لدى جزء من الجمهور العربي، أن يقرأ الخارطة بشكل مختلف لا يمت بصلة للواقع السياسي الذي نعيشه".

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وأوضح أن "هناك أغلبية واضحة لليمين واليمين المتطرف في الكنيست منذ أكثر من عقد، وفي هذه الانتخابات الأخيرة يشكل أعضاء اليمين ثلثي أعضاء البرلمان (80 عضوا من أصل 120)".

جاءت أقوال أبو شحادة ردا على سؤال وجهه "عرب 48" حول الاعتبارات التي وجّهت التجمع الذي هو جزء من القائمة المشتركة في التوصية على أحد المرشحين للشروع بتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة على ضوء النتائج المتقاربة بين المعسكرين، المؤيد والمناهض، لبقاء بنيامين نتنياهو في الحكم، والتي أفرزتها الانتخابات الأخيرة.

وقدّر أبو شحادة أن "كل نقاش يتم حول قضية التوصية هو خارج السياق، وقد أخذ أكثر من حقه بكثير. أستطيع أن أتفهم الجماهير التي أنهكتها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية خاصة في فترة كورونا، ومع استفحال الإجرام المنظم في المجتمع العربي، فهم يبحثون عن أفق وعن ملامح للتغيير، ولكن الوضع السياسي لا يتماشى مع هذه التطلعات".

وحول ما إذا كانت الأحزاب العربية تراوغ في الحديث عن توصية فقط إذا كانت "حاسمة"، أجاب أبو شحادة أنه "لا أفهم هذه السطحية في النقاش، فنحن على ماذا سنوصي! وعلى من؟ على رئيس حكومة في الخارطة والمناخ السياسيين لا يوجد ما يقرّبه إلينا على الإطلاق؟".

وتساءل أبو شحادة: "هل لدى المرشحين الثلاثة الذين يريدون تشكيل الحكومة ما هو قريب لقراءتنا للواقع ولتحليلنا لبرنامجنا السياسي؟! لا يوجد. ومثل هذا المرشح (القريب من طرحنا السياسي) لم يكن موجودا تاريخيا لا في اليسار ولا في اليمين".

وعن سؤال حول الأقل سوءا بين الخيارات الثلاثة: نتنياهو ويائير لبيد ونفتالي بينيت، قال أبو شحادة إن "هناك خيارا رابعا ألا وهو عدم التوصية، وهذا الخيار لا يقل أهمية عن الخيارات الأخرى ولا يقل تأثيرا عنها أيضا. النقاش حول أن من لا يوصي لا يؤثر، هذا ضد بديهيات العمل السياسي وهو غير صحيح إطلاقا".

وعن حملة "التأثير" التي تبنتها القائمة "الموحدة" في الانتخابات وجعلتها تتخطى نسبة الحسم وطرحها على أنها رغبة الجماهير العربية، قال أبو شحادة إن "هناك قراءة خاطئة جدا لكل نتائج الانتخابات.. وكما يقال بالمصطلحات العبرية ‘أنت تبحث عن القطعة النقدية تحت عامود الإنارة، في حين أن القطعة النقدية لم تسقط هناك‘! أولا؛ من يريد أن يقرأ نتائج الانتخابات فإن الأمر الأهم هو أن الغالبية في المجتمع العربية لم تشارك في العملية الانتخابية، فالذين يقومون بتحليل النتائج على هذا النحو هم يتعاطون مع الذين شاركوا في الانتخابات ويتجاهلون موقف الأكثرية التي لم تشارك في الانتخابات. ثانيا، إن الذين دعموا القائمة الموحدة يشكلون 15% من أصحاب حق الاقتراع في مجتمعنا، ومن هذا المعطى نستطيع أن نقرأ أن 85% ليسوا مع هذا الخط أو مع نهج الموحدة، لذلك نرى أن كل شخص يختار المعطى الذي يعجبه".

وأوضح أنه "حسب قراءتي فإن الموحدة هبطت في الانتخابات من 4 مقاعد إلى ثلاثة، لأن مازن غنايم ليس جزء من مركّبات الموحدة وليس حركة إسلامية جنوبية، وهناك 85% ليسوا مع هذا الطرح، والقراءة في النتائج إذا ما اقتصرت على الذين صوّتوا فإنها غير كافية وغير موضوعية أيضا. وصوّت نحو 19.4% من المواطنين العرب للأحزاب الصهيونية.. ماذا يعني ذلك؟!".

وتابع أبو شحادة أنه "حقيقةً، نحن بحاجة إلى دراسة جدية وعميقة لأنماط التصويت في المجتمع العربي - ليس لاستطلاع هاتفي - لكي نفهم ما الدوافع لدى من يشارك، وما الدوافع لدى من لا يشارك في العملية الانتخابية".

وحول رؤيته وتقديراته المتعلقة بقدرة نتنياهو على تشكيل حكومة أو غيره من المرشحين أو الذهاب لانتخابات خامسة، قال أبو شحادة: "أولا، نتائج آخر أربع معارك انتخابية كانت متشابهة تقريبا، وهنالك ثلاثة معارك انتخابية خسر فيها نتنياهو ومع ذلك استطاع تشكيل حكومة، رغم وجود أغلبية ضده. في الانتخابات قبل الأخيرة كان معسكر بيني غانتس ("كاحول لافان") 61 عضوا لكن نتنياهو هو من شكّل الحكومة، وقبل ذلك كان لتسيبي ليفني أغلبية ونتنياهو هو من شكل الحكومة في حينه".

وأضاف أن "نتنياهو اليوم يملك أغلبية ولو لم تكن هنالك أغلبية لليمين فإن الأمور ستكون محسومة، اليوم هنالك أغلبية واضحة لليمين في الكنيست، فالخلاف بين نتنياهو وليبرمان على سبيل المثال ليس على حق العودة للفلسطينيين (قالها بتهكّم) الخلاف بينهما هو شخصي، كذلك الأمر بالنسبة لعلاقة نتنياهو وغدعون ساعر، فالأخير هو ابن الليكود ولم يأت بأيديولوجيا جديدة. عمليا، استطاع نتنياهو من الناحية الفكرية والأيديولوجية والسياسية أن يجلس مع حزب العمل في المرة الماضية".

وأوضح أن "كل السيناريوهات مفتوحة؛ وبتقديري نحن ذاهبون إلى انتخابات خامسة، حتى لو تشكلت حكومة، لأن مطلب نتنياهو هو ليس تشكيل حكومة، وإنما المعركة الأساس في إسرائيل هي معركة هروب نتنياهو من المحاكمة. كل نتيجة أخرى لا تؤمّن هروبه من المحاكمة ستؤدي إلى انتخابات جديدة يحاول من خلالها أن يحظى بأغلبية تحقق له إما تمرير القانون الفرنسي أو الحصانة، أو أي حل لمحاكمته".

وختم أبو شحادة بالقول إنه "في المرة الأخيرة ذهبنا إلى انتخابات في ظل وجود حكومة ثابتة وائتلاف واسع ومريح جدا من 74 عضوا، واستطاع نتنياهو أن يفعل في هذا الائتلاف كل ما يريد، ورئيس الحكومة البديل، غانتس، لم يكن على دراية بكل الأمور المهمة المتعلقة بالعلاقات الخارجية والأمن، وقاد نتنياهو الحكومة منفردا. لذلك فإنه لا يوجد مشكلة تشكيل حكومة في إسرائيل وإنما المشكلة الأساس هي أن بنيامين نتنياهو ما زال الشخص الأقوى ويدير الدولة بحسب ملفاته الجنائية".

اقرأ/ي أيضًا | قراءة لمدى الكرمل في انتخابات الكنيست الـ24 في المجتمع الفلسطينيّ