جاء تصويت القائمة الموحدة برئاسة النائب منصور عبّاس، حول تشكيل اللجنة المنظمة للكنيست، مفاجئا لأعضاء الكنيست عن الليكود، ومتوقعا بالنسبة لشركائهم في المعسكر من أنصار الصهيونية الدينية وأتباع الكاهانية الذين اعتبروه تعزيزًا لموقفهم الرافض لاستناد حكومة يمينية على القائمة الموحدة. وفي ظل التناقض في التقارير التي صوّرت الظروف التي دفعت الموحدة إلى التصويت ضد مقترح الليكود ودعم مقترح "يش عتيد"، يُطرح السؤال من الذي تخلى عن الآخر؟ نتنياهو عن عبّاس أم عبّاس عن نتنياهو.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وفيما أبرزت القائمة الموحدة في بيانها قضية المحافظة على ثقلها في البرلمان الإسرائيلي مكررة مصطلح اعتبارها "بيضة القبان"، والتأكيد على أن الذي حدد موقفها من التصويت هو التفاهمات، غير الواضحة وغير المعلنة، التي حصلوها من التصويت لصالح "يش عتيد"، ذكرت التقارير أن قرار عبّاس اتُخذ في أعقاب نشر التفاهمات التي توصل إليها حزب "يمينا" برئاسة نفتالي بينيت، وزعيم الليكود، بنيامين نتنياهو.

وذكر بيان الموحدة أن تصويت القائمة على رفض مقترح الليكود، جاء في أعقاب "عقد معسكر الليكود صفقة مع حزب ‘يمينا‘ في اللحظات الأخيرة، يكون وفقها حزب ‘يمينا‘ هو بيضة القبان حيث يضاف له عضو داخل اللجنة المنظمة، بينما تخرج الموحدة من دائرة التأثير ولا تكون هي بيضة القبان".

وقبيل انطلاق جلسة التصويت، عقد نتنياهو اجتماعا مع بينيت، توصلا خلاله إلى تسوية تُخرج القائمة الموحدة من الصورة، وتقضي بمنح "يمينا" ممثلا إضافيا على حساب الليكود في اللجنة المنظمة للكنيست، ليكون هو المركب الحاسم داخل اللجنة؛ غير أن التشكيلة التي اقترحها حزب "يش عتيد" للجنة، مطابقة لتلك التي اقترحها الليكود بما يخص تمثيل "يمينا" والقائمة الموحدة، بواقع اثنين وواحد، على التوالي.

وجاء في بيان القائمة الموحدة الذي اكتنفه بعض الغموض، أن التصويت لصالح مقترح "يش عتيد"، جاء بعد استجابة الأخير لـ"مطالب الموحدة، وبأن تبقى الموحدة بيضة القبان، وعليه صوّتنا إلى جانب مطالبنا وقضايا مجتمعنا العربي وإلى جانب بقائنا نحن بيضة القبان".

وأشارت القناة 12 إلى أن القائمة الموحدة، غيّرت موقفها من دعم مقترح الليكود، الذي يبدو أنها كانت قد اتخذته، في اللحظة الأخيرة، بعد استثنائها من التسوية بين الليكود و"يمينا"، دون علاقة للتوصل إلى تفاهمات بين عبّاس وبين رئيس "يش عتيد"، يائير لبيد، حول تشكيلة اللجان البرلمانية الذي أعلن عنه عبّاس في مقابلة مع القناة 12، علما بأن هذه التشكيلات تبقى مؤقتة، إلى حين تشكيل حكومة إسرائيلية.

اقرأ/ي أيضًا | الليكود يفشل في حشد الدعم: المعسكر المناوئ لنتنياهو يحدد تشكيلة اللجنة المنظمة للكنيست

وفي تصريحات للقناة 12 الإسرائيلية، نفى عبّاس أن يكون قد صوّت ضد مقترح الليكود، على ضوء التصريحات المعادية للعرب والتي تصف ممثلي المجتمع العربي بـ"داعمي الإرهاب"، مشيرا إلى إمكانية دعم القائمة الموحدة، لحكومة يمينية، في حال تراجع بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير، عن التصريحات التي صدرت عنهما في هذا السياق، مؤخرا.

وقال عبّاس إن التصويت لصالح مقترح "يش عتيد" لا يعني بالضرورة أن القائمة الموحدة ستدعم جميع مقترحات المعسكر المناوئ لنتنياهو وأنه - التصويت - لن يعكس اتجاهات خطواتها المستقبلية، مبقيا الباب مفتوحا أمام تفاهمات مع نتنياهو، وقال "عندما نطالب بالتصويت فهذا أحد التكتيكات التي نتبعها للحفاظ على تأثيرنا"، وأضاف أنه "لا زلنا عند موقفنا القائل إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة من يأتي إلينا - نأتي إليه، ومن يشطبنا نشطبه".

وخلافا للبيان الذي ذكرت فيه الموحدة أن التصويت جاء في أعقاب استجابة طرف دون آخر لـ"مطالبنا التي تخدم قضايا مجتمعنا العربي"، قال عبّاس في حديثة للقناة 12 أن التصويت جاء بمعزل عما عرضته الأطراف وأنه جاء للإبقاء على "الموقع المؤثر للقائمة الموحدة وكونه بيضة القبان".

وعن التوصل إلى تفاهمات مع لبيد، قال "تحدثنا عن أمور، لكن هذا ليس الأساس"، وعن الأمور التي طرحت خلال محادثاته مع لبيد، قال عبّاس: "ربما عضوية لجنة المالية، ونيابة رئيس الكنيست، لكن ما يهمنا هو اللجنة الخاصة لمحاربة الجريمة والعنف؛ لكن هذه ليست المسألة المهمة، المهم أننا حافظنا على قوتنا".