مشهد الحشد الجماهيري المتواصل، في وسط بيروت، امس، والمطالب بحكومة وحدة وطنية على أنقاض حكومة فؤاد السنيورة ، كسر احتكار الساحات وأكد عدم جدوى المقارنات ما بين ساحة أكثرية وساحة اقلية، وفتح باب البحث عن مصير وحكومته.

وعلى طريق انتقالها إلى ، نامت قوى المعارضة أمام ، وفي جعبتها لم تحدد ماهيتها، لكنها قالت إنها ستظهر تباعاً، حتى تستقيل حكومة السنيورة، ولا سيما ان ما شهده لبنان، بالامس، وكما يقول ركن بارز في المعارضة، كان استفتاء شعبياً واضحاً، قال كلمته في وجه هذا الفريق، والمستندة الى البند من مقدمة الدستور التي تقول بان .

وبحسب الركن المذكور، فإن ما جرى في وسط بيروت بالامس، والى جانب كونه استفتاء، وجه ، في الخط التصاعدي على طريق رحيل حكومة الاكثرية، ولكن ليس على طريق إحداث انقلاب وتغيير جذري او إلغائي لأي طرف، بل الهدف الوصول الى حكومة وحدة وطنية تؤكد المشاركة وتتسع للجميع من دون استثناء.

وأبرز ما قاله الحشد في وسط العاصمة، في رأي الركن المعارض هو ان الزمن تغير، فالاول من كانون الاول 2006 تاريخ فاصل بين زمنين، زمن مضى وزمن بدأ، ولا عودة الى الوراء. وبالتالي، يعتبر المعارضون أن الرئيس فؤاد السنيورة فقد صفته كرئيس لحكومة لبنان، وما أورده في خطابه الليلي، امس الاول، أكد بوضوح أنه ناطق باسم فريق سياسي واحد.

ويضع الركن المعارض الكلام الأكثري عن سعي المعارضة إلى القيام بانقلاب والاستيلاء على السلطة في الموقع التهويلي، ويسأل: .

وفي اعتقاد هذا الركن ان المصلحة الوطنية هي في ان يستجيب الفريق الحاكم، ولكن التجربة معه غير مشجعة، إذ ان اسلوبه في الحكم هو التفرد والاستئثار. ولكن الى جانب هذا المانع للاستجابة الكامن في السلوك، ثمة مانع آخر يبرر تمسك الفريق الحاكم بالسلطة، ويكمن في قلقه على مستقبله، على اعتبار أن هذه الحكومة هي الحصن ، أو الموقع الأخير له.
وبحسب الركن المذكور فإن الفريق الحاكم في مأزق حقيقي، عكسه بوضوح خطاب الرئيس السنيورة، وكلام النائب وليد جنبلاط في المؤتمر الصحافي الاستباقي الذي عقده قبل بدء النزول الشعبي إلى وسط بيروت وتصريحات أدلى بها وزراء من داخل السرايا وخارجها. وعبر المأزق الأكثري عن نفسه عبر الاستنجاد بالطائفة وزجّ المقامات الدينية في المعركة السياسية.

وكذلك يبرز المأزق في تركيز ، عشية تحرك الامس، على الشأن الاقتصادي والمخاطر المحدقة به جراء تحركات الشارع، وهنا يسأل الركن المعارض: لماذا لم تبرز الغيرة على الاقتصاد عندما تم احتلال وسط بيروت وتحويله منبراً خطابياً أكثرياً، في أكثر من مناسبة، ألم يتعطل الوسط التجاري ويقفل شهوراً ألم يتضرر الاقتصاد آنذاك؟

وفيما لا يتوقع الركن المعارض الاستجابة سريعاً لمطالب المعارضة، إلا أنها في رأيه محسومة في القريب العاجل، متسائلاً: لنسلم بالإصرار على التمسك بالسلطة، ولكن لنسأل اي سلطة، هل السلطة في السرايا؟.. هل السلطة التي تسجن القرار الوطني في السرايا؟، اين هي هذه السلطة خارج السرايا؟.. هل ستكون لهذا الفريق القدرة على تحمل تصاعد الخطوات من قبل قوى المعارضة التي ستكبر يوماً بعد يوم؟ ويؤكد هذا الركن ان الاعتصام لن يفك قبل الوصول الى النتائج المطلوبة.. الآن كل شيء معطل، رئاسة الجمهورية معطلة، الحكومة ورئاسة الحكومة معطلتان، والمجلس النيابي معطل بدوره، ولن يستطيع أن يلتئم بأي شكل من الأشكال في ظل الوضعية القائمة حالياً، ولن يسمح الرئيس نبيه بري بمحاولة وضع اليد على المجلس..

إلا أن أهم ما يلفت الركن المعارض الانتباه إليه هو ان تحرك قوى المعارضة يرمي الى التأكيد . ويرمي ايضاً إلى اطلاق صرخة عالية .

ويكشف الركن المعارض عن معلومات مؤكدة تفيد بأن نقاشاً أكثرياً جرى في الآونة الأخيرة، حول الرد الذي يمكن أن يواجَه به تحرك المعارضة، وتركز هذا النقاش حول اقتراح يفيد بأن يتحمل الفريق الحاكم الضغوط المعارضة التي تمارس عليه ولأطول فترة ممكنة، لأن أقصى ما يمكن أن يكون هو أن تستقيل هذه الحكومة، والناس ستحمل الآخرين مسؤولية الانهيار، ورغم استقالتها تبقى هي في موقع تصريف الأعمال، .. وحتى انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود الممدّدة، ولأنهم الاكثرية هم يحدّدون وينتخبون الرئيس المقبل؟

"السفير"