بداية لا بد من التنويه أن البلاد العربية وحتى الواقعة منها تحت الاحتلال كحال الشعب الفلسطيني، لديهم الآلاف من العمداء والذين لم ينل الكثير منهم هذه الرتب عن استحقاق وجدارة، لا في معارك البطولة الشرف ولا دفاعاً عن الأوطان المغتصبة والأعراض المنتهكة في طول الوطن العربي وعرضه، ولا تقديراً لأدوارهم ونضالاتهم وأمجادهم، بل الكثير منهم منح هذه الرتب والأوسمة والنياشين، والتي يجرى توزيعها عليهم "بفرمانات" من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو لعلاقاتهم الشخصية والنسب والمصاهرة والجهوية والعشائرية والطائفية والحزبية وقربهم ودفاعهم عن أهل البيت والسلطان، ودورهم في قمع الجماهير وإذلالها، حتى مالت أكتافهم من ثقل نياشين لا يستحقونها وأضحوا بلا رقاب من كثرة الولائم والعزائم .

وفي المقابل فإن الشعب الفلسطيني، ربما هو الوحيد من كل شعوب الأرض الذي له جيش من العمداء، يستحق هذا اللقب عن جدارة واستحقاق، ودفع لقاء هذا اللقب، دم ودموع وتضحيات وصمود أسطوري.. انه جيش الأسرى، هذا الجيش الذي قضى 232 من خيرة أبنائه أكثر من خمسة عشر عاماً من أعمارهم وشبابهم في سجون ومعتقلات الاحتلال، 73 منهم قضوا عشرين عاماً و10 اكثر من ربع قرن، هؤلاء هم العمداء الحقيقيون والذين نعتز ونفخر بهم.. بل ولولا اختتام النبوة والرسل، لقلنا انهم الأنبياء والرسل. فرغم كل ظروف الانكسار والتراجع والانحطاط التي تمر بها الأمة العربية عامة وشعبنا الفلسطيني خاصة، إلا أنهم بقوا قابضين على مبادئهم كالقابض على الجمر، وفي وقت تعز فيه المبادئ والقيم .

وإذا كان هذا الجيش، هو مصدر فخر واعتزاز وتشريف لنا، فهو في المقابل مصدر ألم وشعور بالذل والمهانة والتقزم أمامهم، لعجزنا عن تأمين شروط إطلاق سراحهم، فحتى من وقع اتفاقيات أوسلو من الشعب الفلسطيني، لم يشترط نصاً واضحاً وصريحاً لإطلاق سراحهم.. فهذه الاتفاقيات والتي لم تلب حتى الحد الأدنى من حقوق شعبنا الفلسطيني، تركتهم فريسة ولقمة صائغة للاحتلال وحسن نواياه، هذا الاحتلال المغرق في الغطرسة والعنجهية والتنكر لحقوق شعبنا الفلسطيني، رأينا كيف أخضع هذا الملف للابتزاز والشروط التعجيزية، وتقسيمات وتصنيفات ولدت وخلقت عند الكثير من الأسرى حالة من الصدمة، وعدم الثقة بالسلطة القائمة ورموزها، بل وحتى من كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني.

وإزاء ذلك حاول الفريق الفلسطيني المفاوض، أن يمتص الغضب والنقمة العارمة عند الأسرى وأسرهم وذويهم، من خلال نص جاء في اتفاقيات شرم الشيخ 1999 نص على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والذين اعتقلوا قبل اتفاقيات أوسلو أيلول 1993، دون سقوف وجداول زمنية، وهذا جعل العدو الإسرائيلي، يستمر في سياسة المماطلة والتسويف، وإخضاع الملف للمزيد من الابتزاز والاشتراطات التعجيزية .

فرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق وزعيم الليكود الحالي " بنيامين نتنياهو"، تبجح وقال لن نقدم للفلسطينيين، أي شيء بالمجان، وإمعاناً في اهانة وإذلال الطرف الفلسطيني المفاوض، كان جزء من دفعات الأسرى الذين جرى الإفراج عنهم في فترة رئاسته للحكومة الإسرائيلية، هم من المسجونين بحجة دخول القدس والخط الأخضر بدون تصاريح وكذلك من المعتقلين الجنائيين.

والعالم المسمى بالحر والديمقراطي وكذلك ما يسمى دعاة ومنظمات حقوق الإنسان، الذين لم يحركوا ساكناً تجاه هذه المأساة، التي تشكل وصمة عار في جبين كل من يدعون الحرص على الديمقراطية وحقوق الإنسان، فهؤلاء غارقون في المعايير المزدوجة والانتقائية حتى أخمص أقدامهم، وهم يرددون نفس الاسطوانة الإسرائيلية المشروحة، بأن أسرانا الأبطال هم "قتلة وإرهابيين"!! في الوقت الذي تتلطخ فيه أيدي كل قادة إسرائيل وحكامها وضباطها وجنودها بدماء شعبنا الفلسطيني ..

هذا النفاق الدولي وتحديداً الأمريكي والغربي تجلى بشكل صارخ، عندما أسرت المقاومة الفلسطينية (حركة حماس) ومن بعدها المقاومة اللبنانية (حزب الله) في النصف الثاني من 2006، ثلاثة من الجنود الإسرائيليين، حيث تحركت حكوماتهم رؤساء ووزراء وبرلمانيين وهيئات ومؤسسات دولية لظرف الدموع والحزن والإدانة والاستنكار لأسر هؤلاء "الجنود الأبرياء" ودون أن ينبسوا ببنت شفة عن الأسرى العرب والفلسطينيين والذين قضى 73 منهم أكثر من عشرين عاماً في معتقلات وسجون الاحتلال، حتى أن العديد منهم استشهد في سجون الاحتلال ومعتقلاته، وبطريقة فيها إساءة لكل المشاعر الإنسانية.. فالشهيد الأسير محمد حسن أبو هدوان استشهد، في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي بعد قرابة عشرين عاماً من الأسر عام 2004،وهو مقيد اليدين والقدمين إلى سريره، وفي حالة نزاعه الأخير..!! فأي إنسانية وحقوق إنسان التي يتحدث عنها الأمريكان والغرب الغارقة قياداتهم في دماء شعوبنا؟

واليوم عندما تلوح في الأفق بوادر صفقة تبادل بين المقاومة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، فإنني لا أرى أي معيار لنجاح هذه الصفقة، دون أن تشتمل على إطلاق سراح، الجزء الأكبر من الأسرى ممن أمضوا خمسة عشر عاماً فما فوق، وجميع من أمضوا عشرين عاماً فما فوق، فهؤلاء مع خبرتنا وفهمنا العميق للعقلية الإسرائيلية العنجهية والمتغطرسة، لن تطلق سراحهم بوادر حسن النية، والتي هي ليست أكثر من ذر للرماد في العيون، فكل الإسرائيليين فيما يتعلق بأسرى شعبنا من أقصى أقصى يسارهم إلى يمينيهم هم يمينيين، وكل من يفكر أو يعتقد ولو للحظة واحدة، أن أمثال عبدالله البرغوثي وحسن سلامة ويحيى السنوار وعباس السيد وفؤاد الرازم وأحمد أبو السعود ومؤيد عبد الصمد وعبد الكريم عويس وأبناء أبو حميد وفخري ونائل البرغوثي وأحمد سعدات وحمدي القرعان ومروان البرغوثي ووليد دقه وأبو علي يطا وغيرهم، ستحررهم حسن النوايا فإن الأوهام تعشعش في أعماق تلافيف دماغه، فالإسرائيليين والذين يذرفون الدموع على ما يسمى بالسلام، ويتحفوننا خطباً وشعارات عن التنازلات المؤلمة، يمارسون على الأرض عكس ذلك كلياُ .

ومن هنا فعلينا أن نتعظ ونستفيد من التجارب، فكل الافراجات التي طبل وزمر لها، على أنها جاءت لدعم قوى الاعتدال الفلسطينية والعربية، جاءت في الإطار الشكلي والديكوري، ولم تضمن أية افراجات جدية وحقيقية، والذين جرى الإفراج عنهم، جرى اعتقال ما يعادلهم، بل وحتى وأكثر من ذلك وفي نفس الفترات، ولذلك فكما أن الكثيرين من قادة شعبنا وفصائلنا وأحزابنا، ما قدر لهم أن يتبوأوا هذه المراكز والمواقع، لولا صفقة عملية الجليل التي نفذتها الجبهة الشعبية القيادة العامة أيار 1985 ، بل ولربما أصبح الكثيرين منهم شهداء في سجون الاحتلال، أو اقتربوا من عامهم الاعتقالي الأربعين. وحتى لا يصبح أسرانا كذلك، فلا بديل في اللحظة الراهنة والملموسة إلا بالإصرار على إطلاق سراح المعتقليين ذوي الأحكام العالية، وتحديداً القدماء منهم، وهذا هو المعيار الجدي والمقبول لآية صفقة تبادل محتملة .
بداية لا بد من التنويه أن البلاد العربية وحتى الواقعة منها تحت الاحتلال كحال الشعب الفلسطيني، لديهم الآلاف من العمداء والذين لم ينل الكثير منهم هذه الرتب عن استحقاق وجدارة، لا في معارك البطولة الشرف ولا دفاعاً عن الأوطان المغتصبة والأعراض المنتهكة في طول الوطن العربي وعرضه، ولا تقديراً لأدوارهم ونضالاتهم وأمجادهم، بل الكثير منهم منح هذه الرتب والأوسمة والنياشين، والتي يجرى توزيعها عليهم "بفرمانات" من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو لعلاقاتهم الشخصية والنسب والمصاهرة والجهوية والعشائرية والطائفية والحزبية وقربهم ودفاعهم عن أهل البيت والسلطان، ودورهم في قمع الجماهير وإذلالها، حتى مالت أكتافهم من ثقل نياشين لا يستحقونها وأضحوا بلا رقاب من كثرة الولائم والعزائم .

وفي المقابل فإن الشعب الفلسطيني، ربما هو الوحيد من كل شعوب الأرض الذي له جيش من العمداء، يستحق هذا اللقب عن جدارة واستحقاق، ودفع لقاء هذا اللقب، دم ودموع وتضحيات وصمود أسطوري.. انه جيش الأسرى، هذا الجيش الذي قضى 232 من خيرة أبنائه أكثر من خمسة عشر عاماً من أعمارهم وشبابهم في سجون ومعتقلات الاحتلال، 73 منهم قضوا عشرين عاماً و10 اكثر من ربع قرن، هؤلاء هم العمداء الحقيقيون والذين نعتز ونفخر بهم.. بل ولولا اختتام النبوة والرسل، لقلنا انهم الأنبياء والرسل. فرغم كل ظروف الانكسار والتراجع والانحطاط التي تمر بها الأمة العربية عامة وشعبنا الفلسطيني خاصة، إلا أنهم بقوا قابضين على مبادئهم كالقابض على الجمر، وفي وقت تعز فيه المبادئ والقيم .

وإذا كان هذا الجيش، هو مصدر فخر واعتزاز وتشريف لنا، فهو في المقابل مصدر ألم وشعور بالذل والمهانة والتقزم أمامهم، لعجزنا عن تأمين شروط إطلاق سراحهم، فحتى من وقع اتفاقيات أوسلو من الشعب الفلسطيني، لم يشترط نصاً واضحاً وصريحاً لإطلاق سراحهم.. فهذه الاتفاقيات والتي لم تلب حتى الحد الأدنى من حقوق شعبنا الفلسطيني، تركتهم فريسة ولقمة صائغة للاحتلال وحسن نواياه، هذا الاحتلال المغرق في الغطرسة والعنجهية والتنكر لحقوق شعبنا الفلسطيني، رأينا كيف أخضع هذا الملف للابتزاز والشروط التعجيزية، وتقسيمات وتصنيفات ولدت وخلقت عند الكثير من الأسرى حالة من الصدمة، وعدم الثقة بالسلطة القائمة ورموزها، بل وحتى من كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني.

وإزاء ذلك حاول الفريق الفلسطيني المفاوض، أن يمتص الغضب والنقمة العارمة عند الأسرى وأسرهم وذويهم، من خلال نص جاء في اتفاقيات شرم الشيخ 1999 نص على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين والذين اعتقلوا قبل اتفاقيات أوسلو أيلول 1993، دون سقوف وجداول زمنية، وهذا جعل العدو الإسرائيلي، يستمر في سياسة المماطلة والتسويف، وإخضاع الملف للمزيد من الابتزاز والاشتراطات التعجيزية .

فرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق وزعيم الليكود الحالي " بنيامين نتنياهو"، تبجح وقال لن نقدم للفلسطينيين، أي شيء بالمجان، وإمعاناً في اهانة وإذلال الطرف الفلسطيني المفاوض، كان جزء من دفعات الأسرى الذين جرى الإفراج عنهم في فترة رئاسته للحكومة الإسرائيلية، هم من المسجونين بحجة دخول القدس والخط الأخضر بدون تصاريح وكذلك من المعتقلين الجنائيين.

والعالم المسمى بالحر والديمقراطي وكذلك ما يسمى دعاة ومنظمات حقوق الإنسان، الذين لم يحركوا ساكناً تجاه هذه المأساة، التي تشكل وصمة عار في جبين كل من يدعون الحرص على الديمقراطية وحقوق الإنسان، فهؤلاء غارقون في المعايير المزدوجة والانتقائية حتى أخمص أقدامهم، وهم يرددون نفس الاسطوانة الإسرائيلية المشروحة، بأن أسرانا الأبطال هم "قتلة وإرهابيين"!! في الوقت الذي تتلطخ فيه أيدي كل قادة إسرائيل وحكامها وضباطها وجنودها بدماء شعبنا الفلسطيني ..

هذا النفاق الدولي وتحديداً الأمريكي والغربي تجلى بشكل صارخ، عندما أسرت المقاومة الفلسطينية (حركة حماس) ومن بعدها المقاومة اللبنانية (حزب الله) في النصف الثاني من 2006، ثلاثة من الجنود الإسرائيليين، حيث تحركت حكوماتهم رؤساء ووزراء وبرلمانيين وهيئات ومؤسسات دولية لظرف الدموع والحزن والإدانة والاستنكار لأسر هؤلاء "الجنود الأبرياء" ودون أن ينبسوا ببنت شفة عن الأسرى العرب والفلسطينيين والذين قضى 73 منهم أكثر من عشرين عاماً في معتقلات وسجون الاحتلال، حتى أن العديد منهم استشهد في سجون الاحتلال ومعتقلاته، وبطريقة فيها إساءة لكل المشاعر الإنسانية.. فالشهيد الأسير محمد حسن أبو هدوان استشهد، في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي بعد قرابة عشرين عاماً من الأسر عام 2004،وهو مقيد اليدين والقدمين إلى سريره، وفي حالة نزاعه الأخير..!! فأي إنسانية وحقوق إنسان التي يتحدث عنها الأمريكان والغرب الغارقة قياداتهم في دماء شعوبنا؟

واليوم عندما تلوح في الأفق بوادر صفقة تبادل بين المقاومة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، فإنني لا أرى أي معيار لنجاح هذه الصفقة، دون أن تشتمل على إطلاق سراح، الجزء الأكبر من الأسرى ممن أمضوا خمسة عشر عاماً فما فوق، وجميع من أمضوا عشرين عاماً فما فوق، فهؤلاء مع خبرتنا وفهمنا العميق للعقلية الإسرائيلية العنجهية والمتغطرسة، لن تطلق سراحهم بوادر حسن النية، والتي هي ليست أكثر من ذر للرماد في العيون، فكل الإسرائيليين فيما يتعلق بأسرى شعبنا من أقصى أقصى يسارهم إلى يمينيهم هم يمينيين، وكل من يفكر أو يعتقد ولو للحظة واحدة، أن أمثال عبدالله البرغوثي وحسن سلامة ويحيى السنوار وعباس السيد وفؤاد الرازم وأحمد أبو السعود ومؤيد عبد الصمد وعبد الكريم عويس وأبناء أبو حميد وفخري ونائل البرغوثي وأحمد سعدات وحمدي القرعان ومروان البرغوثي ووليد دقه وأبو علي يطا وغيرهم، ستحررهم حسن النوايا فإن الأوهام تعشعش في أعماق تلافيف دماغه، فالإسرائيليين والذين يذرفون الدموع على ما يسمى بالسلام، ويتحفوننا خطباً وشعارات عن التنازلات المؤلمة، يمارسون على الأرض عكس ذلك كلياُ .

ومن هنا فعلينا أن نتعظ ونستفيد من التجارب، فكل الافراجات التي طبل وزمر لها، على أنها جاءت لدعم قوى الاعتدال الفلسطينية والعربية، جاءت في الإطار الشكلي والديكوري، ولم تضمن أية افراجات جدية وحقيقية، والذين جرى الإفراج عنهم، جرى اعتقال ما يعادلهم، بل وحتى وأكثر من ذلك وفي نفس الفترات، ولذلك فكما أن الكثيرين من قادة شعبنا وفصائلنا وأحزابنا، ما قدر لهم أن يتبوأوا هذه المراكز والمواقع، لولا صفقة عملية الجليل التي نفذتها الجبهة الشعبية القيادة العامة أيار 1985 ، بل ولربما أصبح الكثيرين منهم شهداء في سجون الاحتلال، أو اقتربوا من عامهم الاعتقالي الأربعين. وحتى لا يصبح أسرانا كذلك، فلا بديل في اللحظة الراهنة والملموسة إلا بالإصرار على إطلاق سراح المعتقليين ذوي الأحكام العالية، وتحديداً القدماء منهم، وهذا هو المعيار الجدي والمقبول لآية صفقة تبادل محتملة .