أصبح واضحا للقاصي والداني أهداف أعداء الأمة. الناتو وأدواته في المنطقة، بعد التفجيرات الإرهابية الأخيرة في دمشق التي راح ضحيتها الأبرياء في شام العروبة بهدف جر دمشق إلى الفتنة التي تذكي نارها القوى الظلامية دعاة التدخل الأجنبي الاستعماري بهدف إسقاط قلعة الممانعة وحامية المقاومة. وإفشال محاولة الجامعة العربية لوقف نزيف الدم في بعض مناطق الدولة السورية، وإلا ما معنى أن تنفذ تلك العمليات الإرهابية في نفس اليوم الذي وصل مراقبو الجامعة العربية إلى دمشق؟؟
 
إننا نستنكر تلك العمليات الإرهابية التي استهدفت دمشق وأهلها ومحاولة العرب لوقف نزيف الدم في سوريا الحبيبة. ونتمنى لشعبنا السوري الواعي والناضج بعد عزائنا له شعبا وقيادة بموت أبنائه جميعا جراء الفتنة المشتعلة هناك، أن يتجاوز محنته من خلال الحوار الوطني البناء بين المعارضة الوطنية الصادقة وقيادة الدولة السورية، وفي نفس السياق نحذر السوريين عامة من الوقوع في شباك الشعارات البراقة التي يرفعها المجلس الانتقالي برئاسة برهان غليون حيث دمرت مثيلاتها- من الشعارات والوعود بالحرية والديمقراطية القادمة من خلف البحار على مدمرات وطائرات ودبابات الناتو- أرض الرافدين، حيث أعادته إلى القرون الوسطى، كما وعد بيكر وزير الخارجية الأمريكية السابق العراقيين والعرب في الأمس القريب.
 
إن وحدة الأراضي السورية واستقلالها وسيادتها أمانة في أعناق السوريين فالتفريط بها ودعوة الأجنبي للتدخل العسكري وحصار سوريا اقتصاديا وسياسيا هي خيانة عظمى للوطن وللأمة جمعاء، لأن ذلك يفتح الباب على مصراعيه لتقسيم سوريا والوطن العربي إلى دويلات طوائف تابعة للغرب وفق مخطط برنارد لويس المشؤوم المعادي للأمتين  العربية والإسلامية، والذي تمت مباركته من البنتاغون والخارجية الأمريكية.
 
إن مد يد العون للذين ما زالوا من العرب والمسلمين يعانون من مرض التبعية للاستعمار، ولم يتخلصوا من قابليتهم لعودته بعد إلى أوطاننا، هي خيانة للأمة ولشهدائها الذين قضوا في معركة التحرر الوطني منه ومن ممارساته البشعة بعد الحرب العالمية الأولى، التي تجلت في تقسيم الوطن العربي (سايكس بيكو) بما يتماشى مع مصالح الدول الاستعمارية، ناهيك عن الجرائم التي ارتكبت بحق أبناء الوطن العربي من أقصى مغربه إلى أقصى مشرقه من قبل المستعمر الغربي.
 
أما الحرية والديمقراطية التي يطالب بها المحتجون في سوريا  نتعاطف معها، فالشعب السوري والعرب في كافة أوطانهم يستحقون ذلك، ونحن على يقين أن القيادة في سوريا قد أعلنت عن استعدادها للإصلاح والانتقال إلى التعددية الحزبية ولكن كيف يمكن تنفيذ ذلك والحراب مسلطة على رقاب المعارضة والنظام والدولة!
 
 
وعليه نناشد المعارضة الوطنية السورية الصادقة، أن تتكاتف مع قيادة سوريا من أجل الوصول إلى الإصلاحات والديمقراطية والانتقال إلى مرحلة جديدة وسوريا مرفوعة الرأس، بعيدا عن التدخل الأجنبي المشبوه، كي تبقى سوريا وشعبها طليعة الأمة نحو حياة أفضل وتطور وتقدم مستمر، بالحوار الوطني بين كافة القوى السياسية في سوريا نرسخ السلم الأهلي والوحدة الوطنية وعملية الإصلاح والديمقراطية، وبهذا يسقط الشعب العربي السوري كافة الأجندات الاستعمارية التي تستهدف ليس سوريا وحدها بل المنطقة العربية بثرواتها وقضيتها الأساس القضية الفلسطينية فتنطلق سوريا بوحدتها الوطنية نحو الأفضل.