عقدت إدارة موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' في شهر أيلول/سبتمبر الحالي، اتفاقًا مع السلطات الإسرائيلية يقتضي بمراقبة المحتوى الفلسطيني على الصفحات والحسابات الشخصية بالموقع، وحذف كل ما يزعج السلطات الإسرائيلية من منشورات وصفحات وحسابات، ليطارد الاحتلال الفلسطينيين على أرضهم، وفي الفضاء الإلكتروني أيضًا.

إدارة 'فيسبوك' حذفت خلال المدّة القصيرة الماضية عدداً من المنشورات والحسابات الشخصية، وعلّقت عمل عدد آخر منها بناءً على طلب الجهات الإسرائيلية، حيث إن 'فيسبوك' استجاب لأكثر من 95% من الطلبات، وفق تصريحات وزيرة القضاء الإسرائيلية أيليت شاكيد.

حذف موقع 'فيسبوك'، أمس الجمعة، أكثر من عشرة حسابات لمديري ومحرري اثنتين من أكبر الصفحات الفلسطينية الإخبارية، وهما وكالة شهاب للأنباء وشبكة قدس الإخبارية، دون سابق إنذار أو تنويه.

وتكفل جميع المواثيق الدولية حرية الرأي والتعبير، وتمنع أي اعتداء عليها، الأمر الذي تمت الإشارة إليه في شروط استخدام الفيسبوك، والتي قام عليها من الأساس لإيجاد مساحات افتراضية واسعة لحرية الرأي والتعبير.

كما أنّ المادة (19) من العهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية تنص على شروط واضحة لتقييد حرية الرأي والتعبير، ومنها وجوب أن تكون القيود قانونية وواضحة ومعلنًا عنها، الأمر الذي لم يتم احترامه من جانب إدارة 'فيسبوك'.

لم تكن القوانين التي تُسن لتقييد الحريات الشخصية بالضرورة دائماً لصالح المجتمعات والشعوب، بل كانت بأغلبها تعود بالنفع والفائدة على السلطات والأنظمة، الأمر الذي سيصب بالتأكيد في صالح سلطات الاحتلال بالكامل هذه المرة، إذا لم يتم العدول عنه فورًا.

وفي ردٍ على ذلك، أقام ناشطون حملة بعنوان  #FBCensorsPalestine،  ودعوا للمشاركة في إيقاف النشر والتفاعل يوم الأحد، ٢٥-٩-٢٠١٦، على صفحات وحسابات الفيسبوك من الساعة الثامنة وحتى العاشرة مساءً حسب توقيت القدس، والتفاعل والتغريد على الوسم  المعتمد أعلاه.  كما دعوا أيضًا لمتابعة البرامج الأخرى التي سيتم الإعلان عنها تِباعًا في خطوات تصعيدية للتأكيد على رفض هذا الاتفاق.

ونشروا في صفحة حملتهم مطالبهم  من إدارة الفيسبوك، وهي كالتالي:

· التراجع عن الاتفاق فورًا، وذلك احترامًا للمواثيق والاتفاقيات والمعايير الدولية المتعلقة بحرية الرأي والتعبير.

· التراجع عن دعم الوضع غير الشرعي الناجم عن سياسات وممارسات الاحتلال.

· نشر نص الاتفاق بكافة بنوده.

· توضيح آليات تطبيق الاتفاقيات بشكل عام، وهذا الاتفاق بشكل خاص.

· الإعلان عن الشروط التي تسمح لإدارة الفيسبوك بتجاوز الحريات الشخصية لمستخدمي الانترنت، والتعاقد مع سلطات وأنظمة لتقييدها.

وأفادوا بأنه في حال مرور هذا الاتفاق ، سيكون واحدًا من الخطوات المتتالية لخنق الفلسطينيين بعد حصارهم على أرض الواقع وفي العالم الافتراضي، وسيتجاوز فلسطين ليكون واحدًا ضمن سلسلة من الاتفاقيات التي ستلحقه، لتحقيق أهداف سلطات وأنظمة قمعية دكتاتورية على حساب حرية الشعوب.

إقرأ/ي أيضًا| فيسبوك بخدمة الاحتلال: حذف صورة فلسطينية عمرها 106