تصاعد الغموض حول مصير "القائمة المشتركة" منذ انشقاق عضو الكنيست أحمد طيبي عنها، الشهر الماضي، والذي تبعه صورة ضبابية حول الشكل الذي سوف تتبعه الأحزاب لخوض انتخابات الكنيست في نيسان/ أبريل المُقبل، لكن لقاء غريبا من نوعه بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس بلدية الناصرة، علي سلام، مساء أمس، غير المعادلة كما يبدو. 

وقام سلام على إثر اجتماعه مع عباس أمس، بعقد جلسة مع ممثلي مركبات القائمة المشتركة الأربعة في مكتبه ببلدية الناصرة، ظهر اليوم الأحد، وذلك في محاولة لإعادة تشكيل القائمة المشتركة وخوض مركباتها الأربعة في قائمة واحدة وموحدة. 

وانتهى الاجتماع بعد الاتفاق على استمرار المشاورات في اجتماع آخر يعقد اليوم في مكان غير محدد. وأكد عدد من المشاركين أن أجواء إيجابية سادت الجلسة.

وأثار هذا الاجتماع حفيظة الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين انتقدوا بشدّة "تحكم" سلّام بمسار أحزاب سياسية تمثل المجتمع العربي، خصوصا أن بعضها ساندت منافس سلّام في انتخابات رئاسة البلدية العام الماضي، بتبرير الرفض لنهجه الشعبوي. 

وقال يوسف طه: "ما شاء الله كل قياداتنا "طالعة" من عند أبو ماهر قبل شوي كرمال عيون الوحدة الوطنية، طبعاً بإيعاز من القائد الرمز الريّس "أبو مازن" الله يخليلنا إياه ويحرسه".

وأشار محمد محسن وتد، إلى أنه "للمفارقة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يحث على دعم القائمة المشتركة ومنع الانشقاق وخوض انتخابات الكنيست بقائمة واحدة، بالمقابل ومنذ سنوات تدعو الأحزاب ومركبات القائمة المشتركة عباس لإنهاء الانقسام بين فتح وحماس والمصالحة، لكن دون أن يتحقق ذلك.
لا يمكن أن تدعو لشيء وتأتي بعكسه.

يعني، لا يمكن أن تدعو للوحدة لقائمة للكنيست وترفض المصالحة بين الضفة وغزة، ولا يمكن أن تدعو وتحث لإنهاء الانقسام وأنت لا تتفق على خوض انتخابات الكنيست بقائمة واحدة، بالتالي إذا صارت مصالحة رح تكون قائمة مشتركة".

ولفت نضال وتد إلى أن انشقاق الطيبي كان مجرد مناورة: "عدم إعلان طيبي لغاية اليوم عن افتتاح مقر إنتخابي واحد، أو حتى تفعيل المقر المركزي في الطيبة، يؤكد أن إنشقاقه عن المشتركة هو مؤقت وأنه يحاول تعزيز قوة الابتزاز... ثانيا: ترتيب القائمة ليكون أسامه السعدي الثاني، هو فقط لضمان إدراجه ضمن موقع مضمون في المشتركة.. ثالثا: رحلة أبو ماهر إلى رام الله، والاتفاق بين طلب الضانع مع الجبهة يؤكد أن تفكيك المشتركة ليس نهائيا.. رابعا : أن تحتاج الجبهة إلى النائب السابق طلب لصانع، بفعل علاقته الغريبة مع محمد المدني الذي ينظر إلينا (كرئيسه محمود عباس) كجزء لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي دليل على أن كل التصريحات بشأن خوضها الانتخبات منفردة غير حقيقية وهي بحاجة إلى "صرارة تسند حجر" للادعاء بقدرتها على عبور نسبة الحسم. 
خامسا : غريب ن الكل يريد بقاء الشتركة، لكنهم يصرون أنه في حال انشق طرف ما فإنهم سيسيرون على خطاه بدلا من أن يعززوا الشراكة بين الأطراف الثلاث المتبقية في القائمة..
سؤال أخير بناء على تصريح سابق للدكتور منصور عباس: من هي الأطراف في الشرق وتلك في الغرب التي لا تريد بقاء الكشتركة... لماذا لا يصارحنا الدكتور بصراحة.. إذا كان يعلم أمرا خطيرا بهذه الدرجة لماذا يكتفي بالتلميح؟ 
هل الحديث مثلا عن دعم أمريكي عبر الصندوق الجديد لإسرائيل للجبهة للانسلاخ عن المشتركة؟ هل هذا هو ما يقصده بأطراف في الغرب وراء البحار؟ 
وهل حديثه عن الشرق يقصد فيه الإمارات ومحمد دحلان وسعيهم لدعم خطوة أحم طيبي في الانشقاق.. لماذا لا يشرح الدكتور للناس ما الذي يقصده؟ ولماذا لا يكشف هوية هذه الأطراف.. أم أنه يريد هو الآخر إبقاء فسحة من الأمل لتحالفات ثنائية لا يريد أن تحرق تصريحاته الجسور مع الآخرين؟؟؟
إن غدا لناظره قريب..خمسة أيام متبقية حتى تسليم القوائم.... وعندها ربما نحظى بمعلومات أكثر وضوحا تتجاوز التلميحات غير الوضحة...".

وسخر وائل عواد، من مساهمة سلام في إعادة القائمة المشتركة :"طيّب علي سلام، بالمرّة، يِصلح الطيبي مع لجنة الوفاق، خلينا نخلّص"!

وكتب فايد بدارنة: "يعني قابل تكون تحت سقف الكنيست ولجانه وعلى يمينك ارييه درعي وعلى يسارك قاعد اڤيغدور ليبرمان ووراك آڤي ديختر وقدامك ميري ريچيڤ، وبعد الانتخابات بدك تسحب حالك ع بيت رئيس الكيان ريڤلين وتقول مين مرشحك لتشكيل الحكومة وبعد كل هذا معترض على محور المخاتير أبو مازن وأبو ماهر ؟ 
طيّب شوية احترام للمنطق".

وقال سليم سلامة: "تذكّروا... ثمة مَن يزعقون الآن (الآن) ضد "تدخل أبو مازن ورجاله في شؤون سياسية داخلية تتعلق بالمواطنين العرب في البلاد وخاصةً شؤون القائمة المشتركة وتركيبتها وسبل خوض الانتخابات المقبلة"... زعيق نابع من خوفهم من أن هذا "التدخل" الذي يعرفون حقيقة وجوده المستمر (منذ سنوات طويلة وكان "خفياً" في الانتخابات الماضية خصوصاً) لا ينسجم الآن مع مواقفهم وتوجهاتهم ورغباتهم وقد ينسفها!!

(هذا الستاتوس لا يعني قبولاً بهذا التدخل أو رضى عنه، ولا بأي حال من الأحوال، وهو موقف طرحناه وأكدناه في مناسبات عديدة سابقة)".

وكتبت إيناس خطيب: "ثلاثة أحزاب ع راسها ثلاثة دكاترة وحزب رابع ع راسه محامي وبالآخر بدهم واحد زي علي سلّام يكون وسيطهن للقائمة المشتركة
ما خليتوش منطق للمنطق".

اقرأ/ي أيضًا | بعد اجتماعهم بسلام: مركبات المشتركة تتفق على استمرار المفاوضات اليوم