أثار اعتزام الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الإعلان عن "صفقة القرن"، اليوم الثلاثاء، ردود فعل غاضبة في شبكات التواصل، وحث الفلسطينيون القوى العالمية على رفض خطة الرئيس الأميركي.وكشفت صحيفة عبرية، أن "صفقة القرن" ستشمل "فترة تحضير" مدتها 4 سنوات وذلك انطلاقا من قناعة أميركية بأن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس سيرفض تنفيذها لكن ربما يقبلها خليفته. وتقترح "صفقة القرن" إقامة دولة فلسطينية بلا جيش أو سيادة، على مساحة 70% من الضفة الغربية، يمكن أن تكون عاصمتها بلدة شعفاط شمال شرقي القدس.

وغرد صائب عريقات على موقع "تويتر": "إدارة ترمب تصنع السلام بين نتنياهو وجانتس وتشرعن وتدعم الاستيطان والضم للإجهاز على قضية شعبنا".

وغرد الصحافي السعودي تركي الشلهوب: "اليوم، سيُعلن ترامب #صفقة_القرن ، هذه الصفقة المشؤومة تريد أن تبتلع ما تبقّى من أرض فلسطين، وتشريد ما تبقّى من شعبها. وللأسف بأموال خليجية (سعودية إماراتية). غردوا ضد هذه الصفقة، وضد من يؤيدها ويموّلها، ومن يستطيع التظاهر فليتظاهر. فلسطين أرضٌ عربية، رغمًا عن أنف الصهاينة وكلابهم".

وغرد الكاتب والمحلل الفلسطيني، ياسر الزعاترة: "معاريف تنقل عن مصادر مطلعة قولها: حسب خطة ترامب؛ الدولة الفلسطينية ستتلقى حافزا سخيا بـ 50 مليار دولار لتطوير مشاريع اقتصادية. وحسب ذات المصادر، فقد أعرب أمراء الخليج عن استعدادهم؛ بل ووعدوا الأمريكان بأن يدفعوا لقاء ذلك" الخلاصة هي تصفية قضية الأمة بأموالها!! أي عبث؟!"

وغرد سلام هينداوي منتقدًا صمت الأنظمة العربية تجاه صفقة القرن وكتب "العرب صم بكم عمي".

وكتب الأمين العام السابق للتجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح: "من وعد بلفور إلى وعد ترامب... ليس مفهوماً، فلسطينياً، الانتظار والترقب لما سيفصح عنه ممثل الامبراطورية الأميركية، اليوم الساعة السابعة مساءً ، من تفاصيل عن الصفقة الاستعمارية .لقد بات معروفا، وبغض النظر عن التفاصيل، أن هذه الصفقة هي هدية/ جريمة ثانية، من أباطرة الاستعمار ، للصهيونية، قاعدة الاستعمار العالمي. الصفقة تقول: هناك دولة واحدة من البحر إلى النهر، هي إسرائيل وتفاصيلها تتركز في كيفية إعادة ترتيب السجن، وإخضاع السجناء.
ليس واضحا كيف سيكون الرد الفلسطيني،الفوري، أو متوسط المدى، ذلك أنّ الخراب الداخلي كبير وكبير جدا. ولكن هناك أمراً واحداً واضحاً، هو أنّ مصير الفلسطينيين لن يكون كمصير "الهنود الحمر "، الذين تعرضوا للإبادة من قبل أسلاف دونالد ترامب . هم موجودون على الأرض ، وهم جزء من بحر عربي واسع، وأن أنظمتهم الدموية والساقطة، لن تبقى الى الأبد، كما أن الصهيونية لن تبقى إلى الأبد.
ليس ذلك حتمياً، بل مرتبط بالفعل الشامل بعيد المدى، المستند إلى وعيٍ جديد، مسقوف برؤية تاريخية، ويسمي الأسماء باسمها ذلك يقول أنه حان الوقت للتعامل، مفهوميا وعملياً، مع إسرائيل ، ككيان استعماري،إحلالي بنظام فصل عنصري، متوحش وفاشي، وجزء عضوي من الإمبريالية العالمية، والمبادرة إلى تكوين الوعي العام حول هذه الحقيقة، والواقع، الواقع الاستعماري الإحلالي ، تمهيدا وتحضيرا للأجيال الشابة والقادمة، لنضال طويل، وطويل جدا. لكل فردٍ منا دور في هذه العملية البنائية التحررية التاريخية".

وكتب الصحافي سليم سلامة: أيمن (عودة) بِحكي سياسة!!
حين "يخاطب" ترامب (المحتال) "بلغته" ونتنياهو (الفاسد) ويؤكد أنهما "لا يريدان السلام، وإنما الحصانة فقط"، لأنْ "لا سلام مع الضمّ"، من جهة، بينما ينسى/ يتناسى / يتجاهل / يغض الطرْف، من جهة أخرى، عن "ثالثهم كلبهم" ـ بيني غانتس، الجنرال الذي لا يتوقف لحظة (مع آخرين من قادة حزبه "الكاحول لفان") عن الإعلان إنه سيشرع في تنفيذ "صفقة القرن"، بما فيها من ضمّ، فور فوزه في الانتخابات، مباشرة!!
هذا حكي سياسة يا عمّي.... ليس ما يُقال فقط، وإنما ـ وربما الأهمّ! ـ ما لا يُقال أيضاً!!

ونشر الكاتب الفلسطيني زياد خداش حوارًا متخيلا تحت عنوان "صفقة القرن طرقت بابي":

وكتبت الباحثة هنيدة غانم: أعلن نتنياهو قبل قليل سحب طلب حصانته وذلك عبر حسابه على التويتر. ويعني ذلك أن المستشار القضائي مندلبليت يستطيع تقديم أوراق طلب بدء محاكمة نتنياهو للمحكمة المركزية في القدس قبل الانتخابات.
هذا التطور رغم أهميته لن يؤثر بشكل مباشر على الانتخابات ومجرياتها على الأقل من الناحية الفنية . إذ أن نتنياهو ما زال هو مرشح الليكود ولن تؤثر بدء محاكمته على ترشحه الذي سيخوضه على ألأغلب بمزيد من الاستشراس. الأكثر من ذلك أن نتنياهو سيتعامل مع فترة محاكمته كفترة مصيرية سيسعى خلالها التهام كل فرصة ممكنة لتحقيق أفكاره ومشاريعه ، مع العلم أيضا أن المحاكمة يمكن ان تستمر سنوات.
أمر مهم لنا أن سحب نتنياهو طلب الحصانة اليوم جاء في ظل الإعلان اليوم عن صفقة القرن ، ما يعني أن نتنياهو سيستكلب باتجاه إزاحة كل النقاش والاهتمام والثقل الإعلامي نحو الصفقة ، ليس فقط لأنها تاريخية فعلا من ناحية إسرائيل وأنها حقا فرصة استثنائية لتحقيق أحلام اليمين الاستيطاني الوردية ، بل لأنه يريد أيضا أن تكون المعركة على الصفقة وإنجازاته العظيمة وليس قضايا فساده..
وفي النهاية سيكون الشعب الفلسطيني وقضيته البنك الذي سيغطي الساسة الإسرائيليون رصيدهم الانتخابي منه".