مزّق رئيس مجلس الأمة الكويتيّ، مرزوق الغانم، اليوم السبت ورقة "صفقة القرن"، وألقى بها إلى سلة المهملات، مؤكدًا أن الصفقة المزعومة "ولدت ميّتة" ومكان تلك الصفقة إلى "مزبلة التاريخ".

تصرف الغانم جاء خلال كلمته التي ألقاها أمام المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي المنعقد في العاصمة الأردنية عمان، وسط تصفيق كبير من الوفود العربية المشاركة.

وأثناء إلقاء نسخة من "صفقة القرن"، وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي، "باسم الشعوب العربية والإسلامية وشرفاء العالم أقول هذه وثائق ومستندات ما يسمى بصفقة القرن ومكانها مزبلة التاريخ".

وأكّد الغانم أن "صفقة القرن ولدت ميتة، ولن تنفع ألف إدارة، وألف مؤسسة دعاية وإعلان في تسويقها". وتابع أن "من يريد أن يسوق لتسوية سلمية عليه أن يعمل من أجل خلق شروط صحية ومتكافئة وعادلة للتفاوض سعيًا لسلام حقيقي ينتهي بدولة فلسطينية كاملة الحقوق على كل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس".

واعتبر أن "توقيت صفقة القرن غير ناضج وينم عن سذاجة غريبة وتسرع مثار سخرية"، وأشار أن الصفقة الأميركية "مرفوضة من صاحب القضية نفسه مشيرًا إلى الفلسطينيين، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، كما أنها مرفوضة من العرب، قيادات وحكومات ونخبًا وشعوبًا، ومرفوضة إسلاميًا من الرباط إلى جاكرتا".

وقال الغانم إن "أوروبيون غير متحمسين، ويدركون عدم واقعيتها واستحالة قبولها وتطبقها، والمفارقة هذه المرة أن أصوات أميركية وإسرائيلية كثيرة جدًا أبدت رفضها لهذا المشروع، ولا أحد مع هذه الصيغة المسخ لتسوية افتراضية مضحكة".

واعتبر أن "كل صوت يحاول تصوير اجتماعاتنا على أنها محفل لتبادل الخطب الرنانة، هو صوت مشبوه". وشدد الغانم على أن "فلسطين والقدس ستعود عاجلاً أم آجلاً".

وفي البيان الختامي لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي أجمع رؤساء وممثلو البرلمانات العربية على رفضهم "صفقة القرن" المزعومة.

وأكد البيان على رفض أي تسوية غير عادلة للقضية الفلسطينية، وأن معادلة السلام المنشود لن تكون إلا وفق مبدأ حل الدولتين، كما شدد على ضرورة إنجاز المصالحة الفلسطينية كأولى الخطوات لمواجهة كل المؤامرات.

وتضمنت بنود البيان الختامي كذلك التأكيد على أن "أي مساس بالقدس والاعتراف بها عاصمة موحدة لدولة الاحتلال يعتبر تصعيدا خطيرا يهدد أمن المنطقة".

وانطلق المؤتمر البرلماني، صباح اليوم، بمشاركة رؤساء وممثلي 20 برلمانًا، تحت شعار "دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في قضيتهم العادلة، قضية العرب والمسلمين".

ومن أبرز الحاضرين، رؤساء برلمانات النظام السوري حمودة صباغ، والمصري علي عبد العال، والفلسطيني سليم الزعنون، والكويتي مرزوق الغانم، والعراقي محمد الحلبوسي، والقطري أحمد آل محمود، والعماني خالد المعوري، وغيرهم من رؤساء البرلمانات العربية وممثلين عنها.

وفي 28 كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلن ترامب "صفقة القرن" المزعومة، في خطة تضمنت إقامة دولة فلسطينية في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق، وعاصمتها "في أجزاء من القدس الشرقية"، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة مزعومة لإسرائيل.

والاتحاد البرلماني العربي هو منظمة برلمانية عربية تتألف من شُعب تمثل برلمانات ومجالس جميع الدول العربية. تأسس في حزيران/ يونيو عام 1974، ومقره في العاصمة اللبنانية بيروت.