دول التحالف تدعو مناصري القذافي للتخلي عنه، وروسيا تنتقد قصف قواته

دعت فرنسا وبريطانيا أنصار معمر القذافي يوم الاثنين، إلى التخلي عنه قبل "فوات الأوان"، وطلبتا من الليبيين المعارضين له الانضمام إلى عملية سياسية تمهد الطريق لرحيله.

دول التحالف تدعو مناصري القذافي للتخلي عنه، وروسيا تنتقد قصف قواته

دعت فرنسا وبريطانيا أنصار معمر القذافي يوم الاثنين، إلى التخلي عنه قبل "فوات الأوان"، وطلبتا من الليبيين المعارضين له الانضمام إلى عملية سياسية تمهد الطريق لرحيله.

وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية، إن زعماء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، أجروا حديثا عبر الهاتف لبحث الوضع في ليبيا، وخططا لعقد مؤتمر في لندن يوم الثلاثاء.

وأضاف أن الرئيسين باراك أوباما، ونيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون، والمستشارة أنجيلا ميركل، يدرسون اقتراحا فرنسيا بريطانيا للمساعدة في ضمان انتقال سياسي في ليبيا.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية من دول التحالف المشاركة في العملية التي أقرتها الأمم المتحدة في ليبيا، في لندن يوم الثلاثاء، بهدف بحث الاستراتيجيات السياسية للمساعدة في وضع نهاية لحكم القذافي.

اجتماع في لندن لبحث الحلول السياسية حول إنهاء الأزمة في ليبيا وتنحي القذافي

لكن مسؤولين في مجال السياسة الخارجية الامريكية قالوا إن إدارة أوباما ما زالت تتلقى مؤشرات على أن المقربين من القذافي يبحثون عن سبل لترتيب تنحيه، وقالوا أيضا إنهم ينتظرون معلومات واضحة وموثوق منها بشأن عروض السلام المحتملة، أو الانشقاقات التي يقوم بها أعضاء الدائرة الضيقة المحيطة بالقذافي.

وقال ساركوزي في إعلان مشترك: "ينبغي أن يرحل القذافي على الفور، ندعو كل أنصاره إلى التخلي عنه قبل فوات الأوان"، وأضاف أن كل من يعارضه ينبغي أن ينضم إلى عملية انتقال سياسي.

وكرر البيان المشترك موقف فرنسا وبريطانيا الداعى إلى تنحي القذافي على الفور، لأن حكومته فقدت الشرعية، وقال إن محادثات لندن ستكون مهمة بالنسبة إلى التوصل لحل سياسي طويل الأمد في ليبيا.

وحث البيان المجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا، على فتح حوار وطني يهدف إلى بدء انتقال نحو إصلاح دستوري وانتخابات حرة ونزيهة.

أوباما: عملياتنا في ليبيا هدفها حماية المدنيين لا الإطاحة بالقذافي

هذا وسعى أوباما الذي يلقي خطابا بشأن ليبيا يذيعه التلفزيون في الساعة 7:30 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (23:30 بتوقيت جرينتش) اليوم، إلى تقليل الدور الذي تلعبه بلاده في العملية الجارية في ليبيا.

وكان أوباما قد قال إن تلك العملية هدفها حماية المدنيين وليس الإطاحة بالقذافي، ولكنه لم يخف رغبته في أن يشهد رحيل القذافي.

وقال مسؤول أمريكي إن الضربات الجوية التي توجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها تقوض القدرة القتالية لجيش القذافي، وتضعف الروح المعنوية لقادته العسكريين والقوات.

وقال مسؤول أمريكي آخر، إن إدارة أوباما، وأكثر من زعيم أوروبي، يتابعون عن كثب دائرة القذافي الضيقة، ولكن ما يرد حتى الآن بشأنها لا يعدو عن كونه "شائعات.. وليس هناك شيء ملموس".

روسيا: قرار مجلس الأمن لم يسمح بأي هجوم على قوات معمر القذافي

من جهة أخرى، قالت روسيا الاثنين أيضا، إن الهجمات التي تشن على قوات معمر القذافي تصل إلى حد التدخل في حرب أهلية إلى جانب المعارضة المناهضة لحكمه، وإن ذلك لم يقره القرار الذي أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وفي أحدث نقد روسي للعملية العسكرية التي يقوم بها تحالف غربي، قال سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إن القرار الذي أجازه مجلس الأمن في 17 مارس/آذار الحالي، وضع هدفا واحدا، هو حماية المدنيين الليبيين.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية قرغيزستان: "ورغم ذلك هناك تقارير، ولا أحد ينفيها، عن ضربات لقوات التحالف لطوابير قوات القذافي، وتقارير عن تقديم مساندة لتحركات المعارضة المسلحة، هناك تناقض واضح هنا."

سيرجي لافروف - وزير الخارجية الروسي

واستطرد قائلا: "نعتبر هذا تدخلا من جانب التحالف فيما يعتبر في الأساس حربا أهلية داخلية، لا يجيزه قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة."

وروسيا من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ولها حق النقض ( الفيتو)، لكنها اختارت الامتناع عن التصويت على قرار الأمم المتحدة الذي أجاز "كل الاجراءات الضرورية للإذعان" لمناطق حظر الطيران.

ورغم ذلك، عبر زعماء روسيا علنا عن قلقهم من القرار، وشبه فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الروسي القرار بـ"دعوات القرون الوسطى للحرب الصليبية"، ولم يذكر لافروف ما إذا كانت روسيا ستبذل أي جهد للحد من عمليات التحالف في ليبيا

وفي باريس، قال متحدث باسم وزارة الخارجية: "تحالف البلدان المشاركة يمتثل بصرامة لبنود القرار ويتم إطلاع الأمين العام للأمم المتحدة بشكل دوري على الإجراءات المتخذة."

روسيا قد تصعد من نقدها لأداء قوات التحالف في ليبيا

وتشير تصريحات لافروف إلى أن روسيا قد تصعد الانتقادات في حال اتخذ التحالف خطوات ترى فيها موسكو تجاوزا للتفويض الممنوح له.

وشدد لافروف على بواعث قلق روسية بشأن تقارير عن خسائر بين المدنيين، قال عنها إنها لم تتأكد بعد، وألمح إلى أن روسيا تريد من عبد الإله الخطيب، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون، بالتحري عن هذا الأمر.

وأضاف لافروف أن المخاوف الروسية بشأن السلطات الموسعة الممنوحة للقوى الأجنبية لفرض منطقة حظر الطيران، كانت من بين الأسباب التي دفعت روسيا للامتناع عن التصويت في جلسة مجلس الأمن.

التعليقات