تراجع تيار الحريري ومكاسب لحلفاء حزب الله بالبرلمان اللبناني

أظهرت عمليات فرز الانتخابات اللبنانية وفق نتائج غير رسمية، فوزا لحزبي أمل وحزب الله، وتقدما لتيار المردة والقوات اللبنانية وتراجعا للتيار الوطني الحر والمستقبل.

تراجع تيار الحريري ومكاسب لحلفاء حزب الله بالبرلمان اللبناني

(أ ب)

أظهرت عمليات فرز الانتخابات اللبنانية وفق نتائج غير رسمية، فوزا لحزبي أمل وحزب الله، وتقدما لتيار المردة والقوات اللبنانية وتراجعا للتيار الوطني الحر والمستقبل.

ووفق النتائج الأولية، لم يحقّق حزب رئيس الجمهورية ميشال عون النسبة التي طمح إليها، كما تراجع تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس الحكومة سعد الحريري في بيروت ودوائر أخرى. فيما سجل أمل وحزب الله تقدما في دوائر الجنوب والبقاع وبيروت وبعبدا.

وكشفت النتائج الأولية التي أعلنها ساسة ونقلتها وسائل إعلام لبنانية أن حزب الله يفترض أن يفوزوا بأكثر من نصف المقاعد في أول انتخابات برلمانية تجرى في لبنان منذ تسع سنوات.

وقال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، إن نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد بلغت 49.2 بالمئة، مقارنة مع 54 في المئة خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أجريت قبل تسعة أعوام.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المشنوق في بيروت بعد ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع والبدء بفرز الأصوات.

وبينما لم تصدر نتائج كلية لنتائج الانتخابات بعد أظهرت نتائج جزئية تمكن قوى سياسية تقليدية من المحافظة على مواقعها في مجلس النواب.

ففي دائرة بيروت الثانية أظهرت النتائج فوز لائحة رئيس الوزراء سعد الحريري بغالبية المقاعد، فيما تقدمت لوائح الزعيم وليد جنبلاط في محافظة جبل لبنان.

كما فازت بهية الحريري بمقعد عن دائرة "صيدا- جزين"، وطوني فرنجية نجل رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية بمقعد عن دائرة "زغرتا".

وهذه أول انتخابات عامة تجرى في لبنان منذ 9 سنوات؛ حيث تم التمديد للبرلمان؛ بسبب خلافات بين الفرقاء على سن قانون انتخاب جديد.

وإذا تأكدت النتيجة فستمثل دفعة سياسية لحزب الله مع حصول الأحزاب والشخصيات المؤيدة لترسانته القوية على أغلبية بسيطة في البرلمان.

وأشارت النتائج غير الرسمية كذلك إلى أن رئيس الوزراء سعد الحريري سيخرج بوصفه السياسي الأقوى بحصوله على أكبر كتلة في البرلمان المؤلف 128 مقعدا مما يجعله المرشح الأوفر حظا لتشكيل الحكومة المقبلة رغم خسارته لمقاعد في مناطق عدة. 

وأجريت الانتخابات وفقا لنظام انتخابي جديد معقد أعاد رسم حدود الدوائر الانتخابية ومثل تحولا من نظام الأكثرية إلى نظام التصويت النسبي.

يبدو أن حزب ”القوات اللبنانية“ المناهض لحزب الله قد حقق فوزا كبيرا حيث تضاعف تمثيله إلى 15 مقعدا من ثمانية مقاعد وفقا لمؤشرات غير رسمية.

وحصل حزب الله والجماعات والشخصيات المنتمية إليه على ما لا يقل عن 67 مقعدا وفقا لحسابات أجرتها رويترز استنادا إلى النتائج الأولية التي تم الحصول عليها من السياسيين والحملات الانتخابية للمرشحين ونشرتها وسائل الإعلام.

ومن بين حلفاء حزب الله حركة أمل بزعامة نبيه بري والتيار الوطني الحر الذي أسسه الرئيس ميشال عون وغيره من الجماعات والشخصيات الذين يعتبرون سلاح حزب الله قوة للبنان.

وأظهرت النتائج غير الرسمية أن التيارات المدعومة من حزب الله أبلوا بلاء حسنا في مدن بيروت وطرابلس وصيدا وهي معاقل لتيار المستقبل بزعامة الحريري.

لكن حزب الله مني بخسائر في أحد معاقله وهي دائرة بعلبك-الهرمل الانتخابية. وحصل معارضو حزب الله على مقعدين من أصل عشرة هناك أحدها ذهب لحزب القوات اللبنانية بينما نال تيار المستقبل المقعد الآخر.

ووفقا لنتائج غير رسمية فمن بين الفائزين الذين يدعمهم حزب الله جميل السيد وهو لواء متقاعد والمدير السابق للأمن العام وصديق شخصي للرئيس السوري بشار الأسد.

وكان سيد واحدا من أقوى الرجال في لبنان في الأعوام الخمسة عشر من الهيمنة السورية التي أعقبت الحرب الأهلية بين عامي 1975 و 1990. وتظهر النتائج غير الرسمية أن وجها آخر من الوجوه التي برزت خلال تلك الفترة وهو عبد الرحيم مراد سيعود بعد فوزه بمقعد سني.

تُقسم مقاعد البرلمان البالغ عددها 128 مقعدا بالتساوي بين جماعات مسيحية ومسلمة. والمقاعد في كل دائرة انتخابية مقسمة أيضا بين الطوائف اعتمادا على التركيبة السكانية المحلية.

وقال سمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية إن النتائج تظهر أن ”الأرضية ما زالت لصالح (تيار) 14 آذار“ وستمنح التيار القوة لتعديل المسار بأكثر مما كان قادرا خلال الأعوام السابقة.

ويبلغ مجموع الناخبين المسجلين في لبنان نحو 3.75 ملايين، بحسب أرقام رسمية صدرت عن الدولة اللبنانية، نسبة المسلمين منهم نحو 63%، والنسبة الباقية للمسيحيين.

 

التعليقات