"أوروبا تمرّ بأخطر مرحلة منذ الحرب الباردة": تنسيق أميركيّ - ألمانيّ لمواجهة روسيا

أكّد الرئيس الأميركي، جو بايدن، الإثنين، خلال لقائه المستشار الألماني، أولاف شولتس أنّ بلديهما يعملان "بشكل منسّق" في مواجهة روسيا في سياق الأزمة مع أوكرانيا، فيما قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن "أوروبا تمر بمرحلة هي الأخطر

بايدن وشولتس في البيت الأبيض ("أ ب")

أكّد الرئيس الأميركي، جو بايدن، الإثنين، خلال لقائه المستشار الألماني، أولاف شولتس، أنّ بلديهما يعملان "بشكل منسّق" في مواجهة روسيا في سياق الأزمة مع أوكرانيا، فيما قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن "أوروبا تمر بمرحلة هي الأخطر على أمنها منذ نهاية الحرب الباردة".

وقال بايدن من البيت الأبيض: "نحن نعمل بشكل منسّق من أجل تعزيز ردع أيّ عدوان روسي في أوروبا، وكذلك لمواجهة "التحدّيات التي تطرحها الصين".

وتعهّد بايدن بـ"وضع حدّ" لخط أنابيب "نورد ستريم 2" الذي بُني لاستجرار الغاز الروسي إلى أوروبا عبر ألمانيا، في حال غزت روسيا أوكرانيا.

وقال بايدن خلال المؤتمر الصحافي: "إذا غزت روسيا أوكرانيا، ما يعني عبور دبابات أو قوات حدود أوكرانيا، مجدّدا، عندها لن يكون هناك خط أنابيب نورد ستريم 2"، مضيفا: "أعد بأنّنا سنضع حدّا له".

من جانبه، صرّح شولتس في أول زيارة له للبيت الأبيض منذ خلافته أنجيلا ميركل، أنّ بلديهما هما "أكثر الحلفاء تقاربا ويعملان بشكل مكثّف معا".

وأضاف المستشار الألماني أنّ مهمات بايدن تشمل "محاربة العدوان الروسي على أوكرانيا. لذلك هذا اجتماع مهمّ في وقت مهمّ جدا".

وتعرّضت الحكومة الألمانية الجديدة لانتقادات من أوكرانيا ومن بعض الأطراف في الولايات المتحدة الذين اتهموها بأنها لا تشارك بشكل تام في الجهود التي تقودها واشنطن للرد على الضغط العسكري الروسي على أوكرانيا الموالية للغرب.

بايدن خلال حديثه ("أ ب")

وأعلنت ألمانيا عدم انضمامها إلى الولايات المتحدة وحلفاء شمال الأطلسي في أوروبا في إرسال أسلحة لمساعدة الجيش الأوكراني، كما هناك تساؤلات حول ما إذا كانت برلين مستعدة فعلا لتجميد خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" المثير للجدل الرابط بين روسيا وألمانيا إذا غزت موسكو أوكرانيا.

ورغم ذلك، يسعى شولتس من خلال زيارته لواشنطن إلى تسوية الاختلافات.

وقال شولتس للصحافيين في وقت سابق الإثنين: "نحن حليفان مقرّبان ونتصرّف بشكل منسّق وموحّد عندما يتعلّق الأمر بالاستجابة للأزمات الحالية"، مضيفا أنّ روسيا ستدفع "ثمنا باهظا" إذا هاجمت أوكرانيا.

من جهتها، قالت الناطقة باسم للبيت الأبيض، جين ساكي، إنّ لألمانيا "أهمية إستراتيجية كبرى بالنسبة إلى الولايات المتحدة واليوم هو فرصة للرئيس لتطوير العلاقات".

شولتس ("أ ب")

وردّا على سؤال حول خط أنابيب "نورد ستريم 2"، قالت ساكي إنّ موقف الولايات المتحدة واضح، وهو أنّ هذا الخطّ "لا ينبغي أن يمضي قدما إذا أقدمت روسيا على غزو" أوكرانيا.

بوريل: الأمن الأوروبيّ يمرّ بأخطر مرحلة منذ انتهاء الحرب الباردة

في السياق، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الإثنين، إن "أوروبا تمر بمرحلة هي الأخطر على أمنها منذ نهاية الحرب الباردة".

وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن "أوروبا تمر بمرحلة هي الأخطر على أمنها منذ نهاية الحرب الباردة، حتى لو كان الحل الدبلوماسي مع روسيا لا يزال ممكنا"، بحسب موقع "يورو نيوز" الأوروبي.

من جهته، أكد بلينكن أن "بلاده لا تتحدث عن غزو روسي لأوكرانيا من باب التهويل، وإنما من باب الوقائع التي بحوزتها".

وبالتزامن مع هذه التصريحات، أعلنت كل من وزارتي الدفاع في ألمانيا وبريطانيا إرسال مئات العسكريين الإضافيين إلى ليتوانيا وبولندا ضمن مهمات يقودها حلف شمال الأطلسي "الناتو".

"الناتو": ندرس نشر وحدات قتاليّة في الجناح الجنوبيّ الشرقيّ للحلف

وفي سياق ذي صلة، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، ينس ستولتنبرغ، إن الحلف يدرس إمكانية نشر وحدات قتالية إضافية في الجناح الجنوبي الشرقي للحلف لمواجهة التهديد الروسي.

جاء ذلك في تصريح صحافي الإثنين، عقب اجتماعه مع الرئيس البولندي، أندريه دودا في مقر الناتو في بروكسل.

ستولتنبرغ مع الرئيس البولندي ("الأناضول")

وأوضح ستولتنبرغ أن الناتو عزز وجوده في الجناح الشرقي، مشيرا إلى أنهم يدرسون نشر وحدات قتالية إضافية في الجناح الجنوبي الشرقي.

وأعرب عن امتنانه من إرسال الولايات المتحدة المزيد من القوات إلى بولندا وألمانيا ورومانيا.

بدوره، ذكر الرئيس البولندي أن روسيا نشرت جنودا في بيلاروسيا وكذلك على الحدود الأوكرانية، مشيرا إلى احتمال عدم سحب هذه القوات بعد نشرها.

وشدد دودا على أن بلاده لا تريد توترا عسكريا في المنطقة، مضيفا أنه يتعين على الناتو عقد اجتماعات مع أوكرانيا وجورجيا ومواصلة وجودها على الحدود الشرقية والجنوبية للحلف.

بوتين: "يمكن لبعض مقترحات" ماكرون أن تساهم في حلّ الأزمة

وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إنّ بعضا من مقترحات نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون لنزع فتيل الأزمة بين روسيا والغرب في ملف أوكرانيا يمكن أن يسهم في حلحلة الأزمة، وذلك إثر لقاء جمع بينهما في موسكو، استمرّ أكثر من خمس ساعات.

وقال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع ماكرون إنّ "بعضا من هذه الأفكار، هذه المقترحات... يمكن أن تشكّل أساسا لإحراز تقدم مشترك"، معتبرا في المقابل أنّه من السابق لأوانه، الخوْض علنا في هذه المقترحات.

ومؤخرا، وجهت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، اتهامات إلى روسيا بحشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، وهددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو إذا شنت هجوما على أوكرانيا.

وترفض روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.

التعليقات