وولفويتز: النظام السوري يحتاج إلى التغيير !

وولفويتز: النظام السوري يحتاج إلى التغيير !
صعّدت الولايات المتحدة أمس من ضغوطها على سوريا، حيث وصف مساعد وزير الدفاع بول وولفويتز النظام في سوريا بأنه <<نظام غريب.. وقاس للغاية>> مشيرا الى ضرورة حدوث <<تغيير في سوريا ايضا>> في اعقاب الحرب على العراق، من دون ان يتطرق بالتفصيل الى ما يعنيه بمثل هذه التحذيرات التي جاءت بعد اتهامات وجهها مسؤولون أميركيون في الايام الماضية لسوريا بدعم العراق عسكريا، وهي اتهامات رفضتها دمشق بقوة.

ويعتبر وولفويتز من أكثر المسؤولين الاميركيين تشددا في موقفه من العراق ومن دول أخرى في المنطقة مثل سوريا وإيران، ومن أكثر المسؤولين نفوذا في الحكومة بالنسبة الى التأثير على رسم السياسة العامة لاميركا في الشرق الاوسط.

وجاءت مواقف وولفويتز هذه في مقابلات اجراها مع عدد من البرامج السياسية المهمة التي تعرضها شبكات التلفزيون الاميركية صباح الاحد، حيث كان المسؤول الوحيد البارز الذي تحدث باسم الحكومة في الوقت الذي أحكمت فيه القوات الاميركية حصارها على بغداد وبعد الغارات العنيفة التي شنتها ضد بعض احياء العاصمة العراقية.

وخلال اشارته الى ان الحكومة الاميركية ترغب بالقبض على أكبر عدد ممكن من المسؤولين العراقيين وليس السماح لهم بالهروب من العراق. أضاف انه لا يعتقد انهم يسعون الى اللجوء الى ايران كما يقال، بل الذهاب في اتجاه مختلف. وحين سؤاله عما اذا كان يقصد سوريا اجاب <<نعم>>.

وحول رأيه في ما تفعله سوريا الآن، قال وولفويتز في مقابلة مع شبكة <<فوكس>>: <<عليهم ان يدركوا ان الوقت قد حان لكي يفعلوا ما هو صحيح>>. وحول ما اذا كان بذلك يشير الى ضرورة وقفهم لشحن الاسلحة الى العراق وإغلاق حدودهم وعدم السماح للمقاتلين بالوصول الى العراق، أجاب وولفويتز <<كل ما ذكرته أعلاه>>. وحول مدى تأثير تصريحات الوزير دونالد رامسفيلد حول سوريا، قال وولفويتز إن أميركا تراقب سوريا بدقة <<والمصادر الاستخباراتية لا تتحدث عن تغيير في تصرفاتهم حتى الآن>>.

وجوابا على سؤال حول ما اذا كانت سوريا تدرك انها تجازف بالدخول في مشكلة كبيرة مع أميركا قال وولفويتز <<آمل ان يفهموا ذلك. هذا نظام غريب، وكما تعلم انه قاس للغاية بحد ذاته. لا اعلم ما هي اللعبة التي يمارسونها، ولكن عليهم ان يتوقفوا>>.

وفي مقابلة اخرى مع شبكة التلفزيون (إن بي سي) كرر وولفويتز الاتهامات والانتقادات ذاتها وإن وسعها أكثر. وقال ان السوريين <<يفعلون أشياء يجب الا يفعلوها وكلما اسرعوا بوقفها كلما كان ذلك من الافضل لهم>>. وحول كيفية وقف ما تفعله سوريا، قال وولفويتز <<نركز الآن على الانتصار في الحرب. وأعتقد أن على السوريين أن يدركوا اننا سنحملهم مسؤولية ما يفعلونه الآن>>.

وحول معنى هذه العبارة بالنسبة إلى سوريا في المستقبل، قال وولفويتز <<هذا يعني انه سيكون من الاصعب عليهم ان يكون لهم ذلك النوع من العلاقات التي سيحتاجونها بعد الحرب. ويجب ان يكون هناك تغيير في سوريا أيضا. لكنني أعتقد ان العديد من الدول بما فيها سوريا ستتلقى في النهاية الرسالة حول ما حدث (في العراق) أي انه من الافضل التعامل مع المجتمع الدولي بشكل سلمي، وعدم امتلاك اسلحة الدمار الشامل، وعدم استخدام الارهاب كوسيلة في السياسة الوطنية، والاهتمام باحتياجات شعوبهم>>. وأضاف <<الحقيقة الباهرة هي ان الدول التي ترهب شعوبها وتسيء معاملة مواطنيها، هي التي تدعم الارهاب ايضا. هذا النوع من السياسات يجب ان يتغير...>>.

ومع ان وولفويتز انتقد دولا اخرى مثل ايران وكوريا الشمالية تتهمها اميركا بامتلاك اسلحة دمار شامل ودعم الارهاب، الا انه قال ان اميركا ستتعامل مع كل دولة على حدة وبشكل منفصل مؤكدا ان العراق يمثل حالة فريدة من نوعها تطلبت استخدام القوة العسكرية المباشرة.

وحول الطروحات التي تتحدث عن استراتيجية أميركية تنفذ اولا في العراق ولكنها ستشمل دولا اخرى مثل سوريا وإيران وكوريا الشمالية، وفقا لكتابات محللين مثل وليام كريستول (وغيره من المحافظين الجدد)، قال وولفويتز ان هذه حالات تختلف عن بعضها البعض، وتابع <<ولا نستطيع التعامل معها انطلاقا من عقيدة أو موقف فلسفي مسبق>>.

من ناحية ثانية أظهر استطلاع للرأي اجرته صحيفة <<لوس انجلس تايمز>> يومي الثاني والثالث من نيسان، ونشرت نتائجه امس الاول ان حوالى 42 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع رأوا أن الولايات المتحدة يجب ان تتخذ اجراء ضد سوريا اذا كانت تساعد العراق، فيما عارض 46 في المئة عملا عسكريا ضد سوريا.

وقال 52 في المئة من بين 745 اميركيا جرى استطلاع آرائهم انهم يعتقدون ان الحرب ستساعد على اشاعة الاستقرار في الشرق الاوسط. وقال اكثر من 60 في المئة ان العالم سيصبح اكثر امانا بعد الحرب على العراق.

وقال 11 في المئة فقط انهم سيعتبرون الحرب على العراق حربا ناجحة اذا ظل الرئيس العراقي صدام حسين في الحكم حتى في حال تدمير اسلحة الدمار الشامل المزعومة.

______________________________________________

هشام ملحم ( عن "السفير" )

التعليقات