وزراء الخارجية العرب: "قمة الجزائر لن تكون قمة التطبيع"

الامين العام للجامعة، عمرو موسى: اسرائيل لا تستحق أن تقام معها علاقات طبيعية. فحتى هذه اللحظة تستمر في بناء المستوطنات وبناء الحائط ولم تنفذ انسحاباتها التي تعهدت بها في شرم الشيخ

وزراء الخارجية العرب:
يبدأ اليوم الاثنين توافد القادة العرب على الجزائر لحضور القمة العربية المقرر ان تبدأ اعمالها يوم غد الثلاثاء، في وقت اكد فيه وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعاتهم التحضيرية ، الليلة الماضية، ان قمة الجزائر لن تكون قمة للتطبيع مع اسرائيل وان مباديء مبادرة قمة بيروت عام 2002 للسلام مع اسرائيل ما زالت قائمة.

وقال وزراء لدى خروجهم من قاعة الاجتماع ان المجلس وافق على جميع مشروعات القرارات المعروضة عليه تمهيدا لرفعها الى القمة التي تستمر أعمالها يومين.

وتعهد وزير الخارجية الجزائري ورئيس الدورة الجديدة لمجلس وزراء الخارجية، عبدالعزيز بلخادم، في مؤتمر صحفي بعد الاجتماعات بأن قمة الجزائر لن تكون قمة للتطبيع بين الدول العربية واسرائيل في اشارة منه الى تعديل أدخله وزراء الخارجية على مشروع قرار أردني طالب بالتطبيع مع اسرائيل قبل الوصول الى سلام شامل بين العرب والدولة اليهودية.

وقال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في المؤتمر الصحفي ان من غير الممكن أن يقبل العرب تطبيعا كاملا مع اسرائيل في وقت تواصل فيه بناء المستوطنات في الضفة الغربية وتواصل بناء الجدار العازل.

وأوضح بلخادم ان انتهاء الصراع بين العرب واسرائيل مرهون طبقا لمبادرة قمة بيروت بانسحاب اسرائيل الكامل من الاراضي العربية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة الى حدود 5 يونيو (حزيران) عام 1976 واقامة الدولة الفلسطينية "المتواصلة جغرافيا" والكاملة السيادة ثم الحل العادل لقضية اللاجئين وألا يجري توطينهم في الدول التي يقيمون فيها.

وأضاف "عندئذ تقام علاقات طبيعية بين اسرائيل والبلدان العربية... هذه هي مبادرة السلام العربية ولا ينبغي أن تشوه أو أن تؤول." وتابع "جزائر الشهداء لن تكون محطة للتطبيع. وقمة الجزائر لن تكون قمة التطبيع."

وكان الوزراء قد أقروا يوم السبت المشروع الاردني للسلام بعد ادخال تعديلات عليه ليتفق مع مبادرة السلام العربية.

وقال موسى "لا يمكن أن يتم التنازل عن القدس الشرقية. ولا يمكن أن يتم التنازل عن التفاوض على موضوع اللاجئين... لا يمكن أن يتم التنازل عن الارض العربية. ثم هناك الطرح (الذي يذهب الى) أنه اذا قمت يا اسرائيل بتنفيذ التزاماتك طبقا لهذه القرارات والوثائق والمفاوضات والمحاضر فستكون الدول العربية على استعداد لاقامة سلام شامل والتطبيع.

"هذا هو اطار المبادرة. هذا الاطار لم يتبدل ولا مليمترا واحدا. وهنا في قمة الجزائر سوف يصدر قرار بالتفعيل وقرار بالتأكيد بالنسبة لهذه المبادرة."

وأضاف أن اسرائيل لا تستحق أن تقام معها علاقات طبيعية. "اسرائيل حتى هذه اللحظة تستمر في بناء المستوطنات. وحتى هذه اللحظة تستمر في بناء الحائط. وحتى هذه اللحظة لم تتم انسحاباتها التي تعهدت بها في اطار تفاهمات شرم الشيخ. وحتى هذه اللحظة لم نر التزاما حرفيا بتنفيذ (خطة) خارطة الطريق (للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين)."

وقال ان رسالته لاسرائيل "خطوة مقابل خطوة وتقدم مقابل تقدم وتنفيذ مقابل تنفيذ."

وتعهدت اسرائيل في قمة رباعية في شرم الشيخ في الشهر الماضي ضمتها مع مصر والاردن والفلسطينيين بوقف عملياتها العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزو وتسهيل حياة المواطنين الفلسطينيين والانسحاب من المدن.

وقال الامين العام للجامعة العربية "لم يكن هناك مشروع بتعديل المبادرة ولم يكن هناك مشروع لتمييع المبادرة. وانما كان هناك مشروع لتفعيل المبادرة من وجهة نظر معينة. ومن هنا كان النقاش.

"لن يطرح في لحظة من اللحظات على القمة العربية أي مشروع يغير أو يبدل من مبادرة القمة العربية في بيروت."

وفي تصريحات للصحفيين قبيل بدء الاجتماع الختامي أوضح وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط ان الوزراء اتفقوا في الجلسة الصباحية على مشروعي قرارين بشأن عملية السلام في الشرق الاوسط أحدهما يؤكد مبادرة قمة بيروت والثاني يتضمن المشروع الاردني للسلام بعد تعديله.

وكذلك ذكر أحمد بن حلي الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية أن الوزراء اتفقوا على قرارين بشأن مبادرة بيروت ومبادرة الاردن. وقال بن حلي للصحفيين "هناك قراران... وتم التوافق بشأنهما."

وكانت تقارير صحفية ذكرت أن المبادرة الاردنية تقترح تطبيع العلاقات بين اسرائيل والدول العربية دون شروط في حين تربط المبادرة العربية التي وافقت عليها قمة بيروت بين التطبيع والخطوات الاسرائيلية باتجاه الحل النهائي.

وأشار مندوبون الى أن وزراء الخارجية ابقوا على المبادرة الاردنية وتعديلها حتى لا يغضب الاردنيون من تجاهل مشروعهم.

وكانت قمة بيروت أقرت المبادرة العربية باعتبارها مرجعية للحل النهائي للصراع العربي الاسرائيلي.

ويذهب الاقتراح الاردني الذي نشر نصه في عمان الى أن السلام الشامل في الشرق الاوسط هو خيار استراتيجي يمكن تحقيقه بما يتمشى مع الشرعية الدولية ويتطلب التزاما مماثلا من جانب اسرائيل. ويضيف أن الدول العربية مستعدة لانهاء الصراع مع اسرائيل وتطبيع العلاقات معها في حالة تحقيق سلام شامل يتمشى مع القرارات الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام. ويفيد أيضا بأن العرب مقتنعون بأن الحل العسكري لن يساعد في احلال السلام على الجانبين.

وقال مندوبون ان الفلسطينيين أصروا على أن تكون الصياغة أكثر تحديدا بشأن حدود الدولة الفلسطينية وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة ووضع القدس كعاصمة لفلسطين.

وقال بلخادم ان وزراء الخارجية أقروا في أربعة اجتماعات مغلقة على مدى يومين مشاريع قرارات تتعلق بتعديل بعض مواد ميثاق الجامعة العربية وتخص انشاء برلمان العربي والية لتنفيذ قرارات الجامعة العربية الية للتصويت على قراراتها.

وأضاف أن هناك مجموعة من مشروعات القرارات متعلقة بالصراع العربي الاسرائيلي والتضامن العربي مع سوريا والتضامن مع لبنان والوضع في العراق و"احتلال ايران للجزر العربية الثلاث".

وتقول دولة الامارات العربية ان لها حقوق سيادة على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى التي تقول ايران أيضا ان لها حقوق في الجزر الثلاث.

وقال بن حلي ان الوزراء أقروا أيضا ثلاثة مشروعات قرارات بدعم سوريا ولبنان. وأضاف "المجلس وافق على قرار بدعم لبنان. وهناك قرار خاص بدعم سوريا في استعادة أراضيها المحتلة وقرار برفض الدول العربية للاجراءات الاحادية الجانب التي اتخذت من قبل الولايات المتحدة ضد سوريا."

وشملت مناقشات وزراء الخارجية أيضا مساندة مصر في سعيها للحصول على عضوية دائمة في مجلس الامن. وقال أبو الغيط عقب انتهاء اجتماعات الوزراء ان المجلس وافق على دعم مصر للحصول على عضوية دائمة في مجلس الامن.

التعليقات