الرد الإسرائيلي على تصريحات الأسد: الظروف غير ناضجة بعد للمفاوضات مع سوريا

"مادام الدعم الشعبي لحزب الله بهذه الصورة القوية فحظر وصول الأسلحة إليه مهمة مستحيلة. فالغالبية ترى أن المقاومة مشروعة. وأنا أقول للأوروبيين لا تضيعوا وقتكم وابحثوا عن أصل المشكلة"

الرد الإسرائيلي على تصريحات الأسد: الظروف غير ناضجة بعد للمفاوضات مع سوريا
نقلت أسبوعية دير شبيجل الألمانية، عن الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، قوله أن سوريا تريد السلام مع إسرائيل لا إبادتها. وقال " لكن رأيي الشخصي وآمالي تجاه السلام قد تتغير ذات يوم. وإذا تلاشى هذا الأمل فربما تكون الحرب فعلا هي الحل الوحيد".

وقال الرئيس الأسد إن الولايات المتحدة وسياساتها في الشرق الأوسط هي السبب وراء الهجوم الفاشل الذي استهدف في الآونة الأخيرة السفارة الأمريكية في دمشق. ويبدو أن خلفية الهجوم هي رد فعل على السياسة الأمريكية في العراق وفلسطين وأفغانستان.

وقال الرئيس السوري إن الولايات المتحدة اقترفت كثيرا من الأخطاء في العراق، وأنه كان قد حذر الولايات المتحدة بالقول بأنها ستفوز في الحرب بالعراق ولكنها ستغرق في مستنقعه.

إلا أنه أضاف"اتضح أن الأمر أسوأ مما كنت أتوقع."

وقال الاسد ان العراق يحتاج الى سلطة مركزية قوية، ويمكن ان تكون علمانية، ولا يحتاج العراق أحدا "جاء على دبابات أمريكية".

وفيما يتعلق بالحرب التي خاضتها اسرائيل مع حزب الله في الآونة الاخيرة قال الرئيس السوري إنه سيكون من المستحيل منع وصول الاسلحة الى حزب الله بسبب ما يحظى به من تأييد عام قوي.

وأضاف" مادام الدعم الشعبي لحزب الله بهذه الصورة القوية التي نراها اليوم فهذه (مهمة مستحيلة). فالغالبية ترى أن المقاومة ضد إسرائيل مشروعة. وأنا أقول للأوروبيين لا تضيعوا وقتكم وابحثوا عن أصل المشكلة."

وعندما سألته المجلة عن رأيه في تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد التي دعا فيها الى محو اسرائيل من على الخريطة قال الاسد ان سوريا تريد السلام مع اسرائيل لا إبادتها. ولكن رأيي الشخصي وآمالي تجاه السلام قد تتغير ذات يوم. وإذا تلاشى هذا الأمل فربما تكون الحرب فعلا هي الحل الوحيد.

جاء الرد الإسرائيلي سريعا ومتسرعا على تصريحات كل من الرئيس السوري ووزير خارجيته، وكأن سوريا تستجدي السلام، فالعنجهية تأبى إلا أن ترافق الثنائي أولمرت بيرتس.

ففي رد على تصريحات الرئيس السوري، بشار الأسد، ووزير الخارجية السوري، وليد المعلم، حول استعداد سوريا لمفاوضات سلام مع إسرائيل، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مساء الأحد أن "الظروف غير ناضجة بعد للمفاوضات مع سوريا". وجاء في رد مكتب أولمرت تكرار لتصريحات أولمرت من يوم الجمعة الماضي التي اعتبر فيها سوريا " محرك الإرهاب الرئيسي في المنطقة".

وجاء أيضا أنه وفق الرسائل التي تأتي من الولايات المتحدة بهذا الشأن، فإن الولايات المتحدة تعترض على تجديد الحوار الإسرائيلي مع سوريا وتتهم سوريا بـ" نقل أسلحة للعراق ودعمها لحزب الله وللتنظيمات الفلسطينية". وجاء أيضا " ان تقديرات المخابرات الأمريكية تفيد أن الأسد أضعف من أن يتوصل إلى تسوية دائمة مع إسرائيل"

وجاء رد مكتب وزير الأمن، عمير بيرتس متعاطيا مع أنصاف الجمل وأنصاف المعاني: "إن إسرائيل مستعدة وجاهزة لكل تهديد، وستكون مستعدة للرد على كل استفزاز من جانب سوريا. إن التصريحات الحربية للرئيس السوري لا تتفق مع حديثه عن السلام . إذا كان لدى الرئيس السوري نية حقيقية، يمكنه إثبات ذلك عن طريق عدة خطوات في عدة مجالات، كوقف الدعم لخالد مشعل ووقف إرسال السلاح لحزب الله ". وأنهى بـ " إن إسرائيل تسعى للسلام مع جيرانها حينما تكون الظروف ملائمة ".

التعليقات