ترحيب عربي ودولي باتفاق الدوحة وانتخاب الرئيس الأحد القادم..

المعلم: "نأمل أن يكون هذا التفاهم مدخلا لحل الأزمة السياسية في لبنان وسورية لأن أمن واستقرار لبنان مهم وحيوي بالنسبة لأمن واستقرار سورية"..

ترحيب عربي ودولي باتفاق الدوحة وانتخاب الرئيس الأحد القادم..
لقي اتفاق الدوحة الذي أنهى الأزمة السياسية بين أطراف الموالاة والمعارضة اللبنانية ترحيبا عربيا ودوليا واسعا.

فقد أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية دعم المجلس للاتفاق ووصفه بالإنجاز التاريخي. وأضاف أن دول المجلس تعتبر اتفاق الدوحة "نجاحا للبنانيين وتأكيدا على السلم الأهلي ليفتحوا صفحة جديدة من التفاهم السياسي وليعيدوا للبنان مكانته في العالم العربي".

وفي تعليقه على ما تم التوصل إليه، قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى "أؤكد أننا وصلنا إلى صيغة لا غالب ولا مغلوب"، و"أثبتنا أن الصيغة اللبنانية التاريخية هي الوحيدة التي يمكن أن تصل بنا إلى بر الأمان".

وبدوره أعرب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين أوغلو عن "عميق ارتياحه وابتهاجه بالإنجاز". وأشاد أوغلو بجهود قطر وأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وبجهود الجامعة العربية.

ومن جانب آخر أعلنت وكالة الأنباء القطرية أن الرئيس السوري بشار الأسد اتصل بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني و"هنأه بالاتفاق".

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال إن بلاده تدعم "كل ما يتوافق عليه الأشقاء في لبنان". كما أعرب عن أمله في "أن يكون هذا التفاهم مدخلا لحل الأزمة السياسية في لبنان وسوريا" لأن "أمن واستقرار لبنان مهم وحيوي بالنسبة لأمن واستقرار سوريا".

من جهته قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن "الاتفاق ينهي أزمة معقدة كادت تعصف باستقرار لبنان لولا حكمة بعض السياسيين اللبنانيين وسرعة التدخل العربي لاحتواء الموقف".

كما رحب الأردن باتفاق الدوحة "التاريخي". وعبر وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال ووزير الخارجية بالوكالة ناصر جودة عن "ارتياح الأردن الكبير لما أفضت إليه نتائج الحوار الوطني اللبناني الذي استضافته دولة قطر الشقيقة".

من جانب آخر رحبت حركة حماس بالاتفاق. وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم في بيان صحفي إن حركته "تثمن حرص جميع الأطراف اللبنانية وقيادات الشعب اللبناني على المصالح العليا لشعبهم المتمثلة في حالة التوافق الوطني بين جميع مكونات الشعب اللبناني وقياداته".

كما رحب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش في بيان "بالتوافق الوطني واتفاق المصالحة اللبنانية"، معتبرا أنه "إنجاز أكد أن الشعوب العربية لا تقبل القسمة ولن تسمح بتمرير مشاريع التبعية للغير، وأن بإمكاننا رسم مستقبل شعوبنا المسلمة والحفاظ على مصالحها الحيوية".

وفي ذات السياق أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أن بلاده "ترحب بالاتفاق وتهنئ الأطراف اللبنانية واللجنة الوزارية في الجامعة العربية وحكومة قطر".

دوليا أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باتفاق الدوحة. وأعرب بان في بيان عن أمله بأن يمثل الاتفاق "مقدمة لفترة دائمة من المصالحة الوطنية والاستقرار السياسي والسلم والتقدم لكافة اللبنانيين ولمستقبل بلادهم".

كما رحبت واشنطن بالاتفاق. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إن اتفاق الدوحة "خطوة إيجابية نحو حل الأزمة السياسية الراهنة من خلال انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة جديدة والتصدي لمسألة القانون الانتخابي اللبناني".

وبدوره أشاد وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند باتفاق الفرقاء اللبنانيين، واعتبره تقدما مقارنة بصدامات الأسبوع الماضي. وأضاف ميليباند "أحيي قطر والجامعة العربية اللتين عملتا بجهاد لجعل هذا الاتفاق ممكنا".

أما الاتحاد الأوروبي فدعا الفرقاء اللبنانيين إلى تطبيق الاتفاق "الشجاع" في أسرع وقت. ودعا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد خافيير سولانا "كل الأطراف إلى بذل كل ما بوسعهم من أجل تطبيق كل بنود اتفاق الدوحة، بدءا بانتخاب الرئيس في أسرع وقت ممكن بنية حسنة وبكل شفافية".

كما عبر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني عن ارتياحه للاتفاق الذي من شأنه "إخراج لبنان من أزمته"، مطالبا بسرعة تنفيذه.

وفي وقت سابق رحب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بيان صدر عن قصر الإليزيه بالاتفاق، مشيرا إلى أنه ينبغي "تنفيذه بالكامل". وقال ساركوزي إن هذا الاتفاق يشكل "نجاحا كبيرا للبنان ولجميع اللبنانيين الذين لم تنقصهم يوما الشجاعة والصبر رغم المحن التي مروا بها".بدأ الفرقاء اللبنانيين في العودة إلى بيروت بعد توقيعهم على اتفاق الدوحة، فيما يستعد مجلس النواب اللبناني للانعقاد الأحد القادم لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا جديدا للبلاد.

وكان الزعماء اللبنانيون قد خططوا لانتخاب الرئيس اليوم الخميس، لكنهم قرروا تأجيله إلى الأحد ليتمكن رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وكبار الشخصيات الأخرى من الحضور.

وفي تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية، قال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة إن حكومته ستستقيل بمجرد انتخاب رئيس للبلاد طبقا للدستور.

وفور انتخابه سيرأس سليمان محادثات بين الزعماء اللبنانيين للبحث في سبل تعزيز سلطة الدولة اللبنانية.

وقال زعيم تيار المستقبل سعد الحريري إن الاتفاق فتح صفحة جديدة بتاريخ لبنان نحو المصالحة رغم ما وصفه بعمق الجراح، مشددا على أن اللبنانيين ليس لهم إلا بعضهم البعض.

وقال رئيس وفد حزب الله في محادثات الدوحة محمد رعد إن الاتفاق سيساعد على تعزيز التعايش السلمي وبناء الدولة.

وفور إعلان اتفاق الدوحة، شرع أنصار المعارضة اللبنانية في إنهاء اعتصامهم الذي بدؤوه قبل نحو ثمانية عشر شهرا في ساحة الشهداء في وسط بيروت تنفيذا للدعوة التي وجهها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.

وفي المقابل تجمع أصحاب بعض المتاجر والمقاهي في ساحة الشهداء حاملين باقات من الورد الأبيض، ثم أطلقوا مئات البالونات البيضاء في سماء العاصمة تعبيرا عن تمسكهم بالسلام وإيذانا بعودة الحياة مجددا إلى وسط المدينة بعدما أصابها الشلل جراء اعتصام المعارضة.

التعليقات