قمة دمشق تتمحور حول مفاوضات سورية مع إسرائيل والملف النووي الإيراني ولبنان والعراق والسودان

الأسد: "على الرغم من الصورة المعقدة في المنطقة، بدأت تظهر مؤخراً بعض البقع المضيئة أو البيضاء في المشهد السياسي. نأمل أن نجعلها أكبر من خلال لقاءات مماثلة"..

قمة دمشق تتمحور حول مفاوضات سورية مع إسرائيل والملف النووي الإيراني ولبنان والعراق والسودان
تمحورت قمة دمشق الرباعية التي عقدت صباح اليوم على عدد من الموضوعات بينها المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، والأوضاع في لبنان، وفي العراق، وكذلك الملف النووي الإيراني وقضية إقليم دارفور السوداني.

وقد اختتمت أعمال القمة التي جمعت الرئيسين السوري بشار الأسد والفرنسي نيكولا ساركوزي، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وتركزت على دعم عملية السلام وسبل حل أزمات المنطقة.

وقال مدير مكتب الجزيرة في دمشق عبد الحميد توفيق إن الارتياح كان واضحا لما تم بحثه في جلسة القمة، مشيرا إلى أن ما تمت مناقشته سيكون محور عمل في الأيام المقبلة.

وأشار إلى بدء عمل مشترك لهذه المجموعة (سوريا وقطر وتركيا وفرنسا)، في إطار أجندة عمل خاصة بالأقطاب الذين حضورا القمة.

يشار في هذا السياق إلى أن سوريا تترأس الدورة الحالية للقمة العربية، فيما تترأس قطر حاليا مجلس التعاون الخليجي، في حين تترأس فرنسا الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي.

وفي مؤتمر صحفي مشترك للقادة الأربعة أعقب القمة -التي عقدت تحت شعار "حوار من أجل الاستقرار"- قال الرئيس السوري إن تغييرات حدثت في المنطقة أملت عقد هذه القمة في بلاده.

وأعرب عن تفاؤله بتحقيق السلام في المنطقة ليس على المستوى الرسمي فحسب بل بين الشعوب وقال "على الرغم من الصورة المعقدة في المنطقة، بدأت تظهر مؤخراً بعض البقع المضيئة أو البيضاء في المشهد السياسي. نأمل أن نجعلها أكبر" من خلال لقاءات مماثلة.

وأكد الأسد أهمية الدور القطري والفرنسي في البحث عن سبل إرساء السلام في المنطقة، مشيدا بالوساطة التركية، ومشيرا إلى أن موضوع القمة الأساسي هو الاستقرار ويعني الحديث عن السلام.

وقال إنه "لايكفي الحديث عن المسار السوري فالمسار الفلسطيني هو حيوي جدا لعملية السلام ونتمنى أن يكون هناك دعم دولي لكي يتقدم هذا المسار.. لكي لانتحدث فقط عن توقيع عملية سلام وإنما نتحدث عن سلام يتحقق على الواقع ويكون بين الشعوب وليس فقط بين المسؤولين أو بين المفاوضين وبين الحكومات".


أما رئيس الوزراء التركي فأعرب عن ثقة بلاده بأن خليفة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت سيستمر في عملية المفاوضات السورية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن مواقف الأسد في إطار المفاوضات كانت فعالة وبناءة.

أما الرئيس الفرنسي فقال إن قطر ستقوم بدور مهم في موضوع تسليم رسالة والد الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وفي الموضوع الإيراني تحدث ساركوزي عن دور سوري لإقناع طهران لحل الخلاف بشأن أزمة ملفها النووي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تدرك ما وصفه بالدور الكبير الذي تقوم به دمشق في هذا الإطار.

وكان الرئيس الفرنسي اعتبر في كلمته أمام القمة في وقت سابق أن إيران "تجازف كثيرا عبر محاولتها امتلاك السلاح النووي لأن إسرائيل يمكن أن توجه "ضربة" إليها، وحينها –وفق ساركوزي- ستحل الكارثة، داعيا إلى تجنب حلول كارثية.

من جانبه قال أمير دولة قطر في المؤتمر الصحفي إنه لا توجد مشاكل بين دول الخليج وإيران باستثناء الخلاف الإماراتي الإيراني على الجزر الثلاث، رغم أن علاقاتهما الاقتصادية قوية، مؤكدا رفض دول الخليج محاولات الزج بهم في صراع مع إيران.

وأشار إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تؤيد إحالة الخلاف الإماراتي الإيراني بشأن الجزر الثلاث إلى محكمة العدل الدولية للبت فيه.

وقد تمحورت القمة الرباعية التي عقدت صباح اليوم على عدد من الموضوعات بينها المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، والأوضاع في لبنان، وفي العراق، وكذلك الملف النووي الإيراني وقضية إقليم دارفور السوداني.

وأمام القمة قال الرئيس السوري إن بلاده بصدد البحث في ورقة مبادئ تكون أساسا للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وأوضح أن جولة حاسمة من المحادثات غير المباشرة تأجلت بسبب استقالة كبير المفاوضين الإسرائيليين.

وبخصوص الوضع في لبنان وصفه الرئيس السوري أنه مازال هشا، معربا عن قلقه لما يحدث في طرابلس شمالي لبنان، معتبرا أن هذه المشكلة هي "مشكلة التطرف والقوى السلفية" التي قال إن دولا تدعمها، دون أن يذكر اسمها.

وفيما يخص العراق أعرب الرئيس السوري عن قلقه إلى جانب تركيا فيما يخص الأزمة في كركوك وموضوع الفدرالية واحتمال تفجر الوضع.

من جانبه وافق أمير قطر في كلمته أمام القمة على دعوة الأسد بخصوص السودان وتأجيل المحكمة الدولية لمدة عام لإعطاء مهلة.

أما ساركوزي فأعرب عن امتنان الاتحاد الأوروبي لتركيا على وساطتها بين إسرائيل وسوريا.

التعليقات