القضاء العراقي يبدأ بمحاكمة الزيدي وسط اتساع حملات التضامن

* عائلة الزيدي تقول إنه أصيب بكسر في ذراعه وجرح في رأسه من ضربة بمؤخرة بندقية * توقعات بالإفراج عنه بكفالة مالية..

القضاء العراقي يبدأ بمحاكمة الزيدي وسط اتساع حملات التضامن
يبدأ القضاء العراقي اليوم النظر في قضية الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأميركي، جورج بوش، بحذائه أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأحد الماضي.

وقال مسؤول عراقي إن قاضي التحقيق في المحكمة الجنائية المركزية سينظر في الأدلة المتعلقة بقضية الزيدي لتقرير ما إذا كان سيقدم للمحاكمة أم لا.

وكان المسؤولون العراقيون قد أوصوا بتوجيه تهمة إهانة رئيس دولة زائر، وهي تهمة تحتمل عقوبة سجن أقصاها عامان أو أقلها غرامة مالية.

يشار إلى أن قاضي التحقيق في العراق يملك صلاحيات واسعة، ويمكنه تعديل أو تغيير التهم بل وإلغاؤها نهائيا. وإذا ما وصلت قضية الزيدي إلى المحكمة فسيكون هناك ثلاثة قضاة ينظرون في القضية أمامهم.

وتوقع النائب في البرلمان العراقي عن التيار الصدري بهاء الأعرجي أن يتم إخلاء سبيل الزيدي بكفالة خلال الأيام القليلة المقبلة.

وقالت قناة البغدادية التي يعمل بها الزيدي مراسلا صحفيا إن هيئة الدفاع التي ستترافع عنه يترأسها رئيس نقابة المحامين العراقيين ضياء سعدي.

وقالت عضوة الهيئة المحامية أحلام اللامي إن الهيئة ستلتقي بالزيدي اليوم لأخذ التوكيل الرسمي منه تمهيداً للدفاع عنه. كما قال رئيس نقابة المحامين الأردنيين صلاح العرموطي إن عددا من المحامين العرب تطوعوا للدفاع عن الزيدي.

من جانبها أعربت أسرة الزيدي عن قلقها من إساءة معاملة الصحفي العراقي على أيدي الشرطة وأنهم لا يعلمون مكان احتجازه.

وقال شقيقه عدي الزيدي لوكالة الأنباء الألمانية إنهم لا يعلمون مكانه، معربا عن مخاوفه من أن يكون تعرض للاعتداء بعدما رأوا لقطات توضح أسلوب سحبه من القاعة على شاشات التلفزيون.

وقال شقيق آخر للزيدي إن أخاه أصيب بكسر في ذراعه وجرح في رأسه من ضربة بمؤخرة بندقية.

ومن جانبها قالت قناة البغدادية إن مراسلها أصيب بجروح خطرة، ودعت الحكومة العراقية إلى السماح لهيئة الدفاع وأفراد الهلال الأحمر بمقابلته.

يأتي ذلك في وقت اتسعت فيه موجة التضامن والتأييد مع الزيدي داخل العراق وخارجه مطالبة السلطات العراقية بالإفراج عنه.

ففي العراق أيد مواطنون استطلِعت آراؤهم الزيدي، واعتبروا سلوكه رد فعل طبيعيا على الألم الذي سببه احتلال العراق. وتظاهر المئات في بغداد في ساحة الفردوس الشهيرة حيث أسقط تمثال صدام حسين. وفي البصرة والنجف وصلاح الدين والموصل والناصرية والفلوجة ومدن أخرى، طالب مواطنون بالإفراج عنه.

عربيا حيا مجلس الشعب السوري ما قام به الصحفي العراقي ورأى فيه ردا مثاليا على ما وصفه بسياسات إدارة بوش الإجرامية.

وقال رئيس المجلس محمود الأبرش إن ما قام به الزيدي أقل ما يوجه إلى من وصفه بالطاغية، وهو موقف يترك صورة الولايات المتحدة في أسوأ حالاتها.

وفي بيروت دعت منظمة مراسلون بلا حدود للدفاع عن الصحفيين إلى إطلاق سراح الصحفي العراقي.

وعلى الصعيد الرسمي الدولي اعتبر وزير الخارجية الإسباني أن قذف الصحفي العراقي حذاءه على الرئيس الأميركي ما هو إلا إعراب عن غضب العالم الإسلامي حيال الإدارة الأميركية.

التعليقات