تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان

تلا أمين عام مجلس الوزراء اللبناني، سهيل بوجي، مساء اليوم، مرسوم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية وبذلك يتجاوز لبنان أطول أزمة حكومية منذ انتهاء الحرب الأهلية فيه عام 1990.

تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان
صدرت من القصر الجمهوري مساء اليوم الاثنين مراسيم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية بعد اكثر من 4 اشهر من تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيلها. وتلا مراسيم التشكيل امين عام مجلس الوزراء سهيل بوجي، وبذلك يتجاوز لبنان أطول أزمة حكومية منذ انتهاء الحرب الأهلية فيه عام 1990.
وجاء تشكيل الحكومة وفق الصيغة التي تمنح 15 حقيبة وزارية للأكثرية و10 للمعارضة وخمسة لرئيس الجمهورية.

وقد ضمت الحكومة : الياس المر نائب رئيس الحكومة ووزيرا للدفاع - بطرس حرب (العمل) – اكرم شهيب (المهجرين) - غازي العريضي (الاشغال العامة والنقل)- ميشال فرعون (وزير دولة لشؤون مجلس النواب)- علي حسين عبدالله (الشباب والرياضة)- عدنان القصار (وزير دولة) –محمد خليفة (الصحة)- محمد الصفدي (الاقتصاد والتجارة) – طارق متري (الاعلام) – محمد فنيش (وزير دولة لشؤون التنمية الادارية) – جان اوغاسابيان ( وزير دولة) – ابراهيم نجار ( العدل)- وائل ابو فاعور (دولة)- زياد بارود (الداخلية والبلديات)- جبران باسيل (الطاقة) – حسين الحاج حسن (الزراعة) - ابراهام داديان (الصناعة) – منى عفيش (دولة) – علي الشامي (الخارجية)- حسين منيمنة (التربية والتعليم)-عدنان السيد حسين ( دولة)- شربل نحاس (الاتصالات)-فادي عبود (سياحة)- سليم الصايغ (شؤون اجتماعية)- ريا حفار (المالية)- يوسف سعادة (دولة)-سليم وهبة (الثقافة)- محمد رحال (البيئة).

وجاء هذا التطور بعد أن أعلن زعماء أحزاب المعارضة بمن فيهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، موافقتهم على الانضمام للحكومة المقترحة بعد اجتماع عقدوه مساء الجمعة.
وضم الاجتماع إضافة إلى نصر الله، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تكتل الإصلاح والتغيير ميشال عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية. وقالت المعارضة إنها اتفقت على المضي في تشكيل حكومة وحدة وطنية في البلاد وفق قواعد تم الاتفاق عليها مع الحريري.

وقد قدم رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري الذي وصل مساء الى قصر بعبدا الى الرئيس ميشال سليمان تشكيلة الحكومة الجديدة. كما وصل الى قصر بعبدا رئيس مجلس النواب نبيه بري حيث التقى الرئيس سليمان والرئيس المكلف وغادر دون الادلاء بتصريح.

وكان الحريري قد زار اليوم رئيس تكتل التغيير والإصلاح في البرلمان اللبناني النائب ميشال عون وتسلم منه اسماء وزرائه في الحكومة العتيدة. واكد عون عقب اللقاء أنّ المرحلة النهائية من تشكيل الحكومة انتهت آملا أن يتمّ التأليف الليلة قبلا الغد.

واعتبر العماد عون بعد تسليمه الحريري قائمة الوزراء أنّ هناك صفحة جديدة من التعاون ستفتح بين الأفرقاء، لتخطّي الأشياء الجيدة والسيئة التي كانت في الماضي، ولكن سيكون هناك مواجهة للمستقبل في لبنان.

وأعلن عون عن أسماء الوزراء المقترحين وهم "جبران باسيل لوزارة الطاقة، فادي عبود لوزارة السياحة، شربل نحاس لوزارة الإتصالات، إبراهيم دادايان لحقيبة الصناعة ويوسف سعادة وزير دولة، وتمّ الإتفاق عليهم بعد أن حصل تبديل طفيف في الأسماء بعد الإطّلاع على السيرة الذاتية لكلّ شخص".

ورأى عون أنّ الوضع لم يحلّ حتى الأخير، فلا يزال هناك باقي الأفرقاء، وقال "الحريري بحث معهم الأسماء التي يريدون اقتراحها، ومن المهم أن تجتمع لجنة فرعية لكتابة كل الإقتراحات التي يقدّمها الفرقاء".

واعتبر أن "لا وجود لرابح وخاسر في هذه الحالة بل الوطن هو الرابح، والشيء الحسن والجيد يجب أن يتقاسمه الجميع، الذين يتحمّلون سويًّا مسؤولية السيّء".

وشدد العماد عون على أنّ "موضوع سلاح حزب الله متروك لطاولة الحوار، التي ستستأنف كافة المواضيع التي لا تستطيع الحكومة والبيان الوزاري حلّه، والسلاح هو من بين هذه المواضيع، لأنّه متعلّق بظروف إقليمية وبالإحتلال الإسرائيلي لأرضنا".
وجدّد التأكيد على أنّ "الجواب الإيجابي على تأليف الحكومة، كان منتهيا قبل زيارة وزير الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الى سوريا، وزيارته لتقديم واجب العزاء الى مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، ونحن أجّلنا الزيارة أسبوعًا حتى يصدر الإتفاق قبلها".

وقد توجه بعد ذلك الرئيس المكلف سعد الحريري الى بكركي للقاء البطريرك مار نصرالله بطرس صفير لمدة نصف ساعة تقريبا ورفض بعد اللقاء الادلاء بأي تصريح، واكتفى بالتشديد على ان البطريرك هو «ضمير لبنان دائماً».

وقال "لقد استمعنا الى توجيهاته فهو رجل حكيم في تصرفاته وطريقة وعمله وان شاء الله نشكل هذه الحكومة بإذن الله. بدوره هنأ البطريرك صفير الحريري على مساعيه متمنيا له التوفيق وان تعمل الحكومة لمصلحة لبنان وأبنائه".

الى ذلك اعلن المجلس الاعلى للروم الكاثوليك في لبنان في بيان له انه لن يقبل بأن يأتي أي توزيع للحقائب على حساب الطائفة، مذكراً بمضمون بياناته السابقة لجهة تمسك الطائفة بحقها بتمثيل وزاري يتناسب ودورها الوطني بحيث تُسند حقائب رئيسية لوزراء الطائفة.

هذا ولفت اليوم زيارة النائب بطرس حرب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى قصر بعبدا، وتطرق البحث الى اخر المستجدات والتفاصيل المتعلقة بتشكيل الحكومة بالحكومة ومن زوار قصر بعبدا عضو كتلة لبنان اولا النائب عقاب صقر، والسفير التركي سيردار كيليك وعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقد اطلع رئيس الجمهورية على عدد من التقارير السياسية والامنية والدبلوماسية الواردة واعطى التوجيهات اللازمة الى المعنيين في شأنها.

ولم يتوقع إبراهيم الموسوي، المتحدث باسم حزب الله أن تطرأ خلافات حول البيان الوزاري، ووافقه في ذلك نادي غصن، المتحدث باسم القوات اللبنانية، إحدى أبرز القوى المسيحية في تكتل الأكثرية.
وذكر الموسوي في حديث لشبكة "سي إن إن" أن حزب الله لم يحاول الحصول على ضمانات خلال المفاوضات مع زعيم الأكثرية، سعد الدين الحريري، المكلف بتشكيل الحكومة، حول قضايا مثل سلاح الحزب وموقعه، مضيفاً أن الكثير من التفاصيل جرى نقاشها في العمق بين الطرفين ولكنها بقيت بعيدة عن الإعلام.
أما غصن فقد علّق على قضية البيان الوزاري المرتقب بالقول إنه ليس من المفترض نظرياً "حصول خلافات" حول الملفات التي سيتناولها البيان، مضيفاً أن القوات اللبنانية سيكون لها رأي بكل قضية تطرح وستقوم بمناقشتها انطلاقاً من قناعاتها.
ونفى غصن ما يتردد عن وجود أزمة داخل قوى الأكثرية النيابية في لبنان، خاصة المسيحية منها، على صعيد توزيع الحقائب، مضيفاً أن ما تشهده الأمور على هذا الصعيد مجرد "تشاور" وتوقع أن تنتهي النقاشات بنتائج إيجابية الليلة أو صباح الثلاثاء على أبعد تقدير.
وكان الحريري قد كُلف بتشكيل الحكومة للمرة الأولى في 27 يونيو/حزيران الماضي، في أعقاب الانتخابات النيابية التي أعادت منح الأغلبية للقوى التي يقودها.



"عرب48، موقع قناة المنار"

التعليقات