الحكومة اللبنانية تقر بشرعية سلاح‮ ‬حزب اللـه ‬ببيانها الوزاري

لقاء مصالحة بين ميشال عون ومجلس المطارنة الموارنة * حضر زعيم التيار الوطني الحر النائب ميشال عون، الاربعاء للمرة الاولى اجتماع مجلس المطارنة الموارنة برئاسة البطريرك نصر الله صفير

الحكومة اللبنانية  تقر بشرعية سلاح‮ ‬حزب اللـه ‬ببيانها الوزاري
تبنت الحكومة اللبنانية الاربعاء مشروع البيان الوزاري الذي يرسم خطوط سياستها العامة وستطلب ثقة البرلمان على اساسه، كما اعلن وزير الاعلام طارق متري.

واوضح الوزير متري ان خمسة وزراء من الاكثرية النيابية ابدوا تحفظهم على البند المتعلق بالمقاومة، ما يعني ضمنا سلاح حزب الله.

وقال في ختام جلسة للحكومة استغرقت اربع ساعات "اقر مجلس الوزراء مشروع البيان الوزاري"، مشيرا الى ان وزيرا اعترض واربعة اخرين تحفظوا على الفقرة المتعلقة ب"حق لبنان بحكومته وشعبه وجيشه ومقاومته باسترجاع او تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي تحتلها اسرائيل".

والوزراء هم بطرس حرب الذي اعترض، وسليم الصايغ وابراهيم النجار وسليم وردة وميشال فرعون، وجميعهم يمثلون القوى المسيحية في الاكثرية النيابية.

وقال متري ان التحفظ اقتصر على فقرة محددة وتم "تسجيله في محضر الجلسة وهو كان متوقعا وامر مشروع".

وكانت لجنة صياغة البيان الوزاري التي ضمت 13 عضوا من الحكومة بمن فيهم رئيسها سعد الحريري قد انجزت مشروع البيان في 27 تشرين الثاني/نوفمبر بعد عشرة اجتماعات خلال 15 يوما احتل الحيز الاكبر منها حسم الخلاف حول البند المتعلق بسلاح حزب الله.

وتحفظ الوزيران اللذان مثلا مسيحيي الاكثرية في لجنة الصياغة على البند نفسه.


وسلاح حزب الله هو من المواضيع الخلافية التي ادت الى ازمة سياسية استمرت نحو عام ونصف العام وانتهت باتفاق الدوحة الذي ابرم في 21 ايار/مايو 2008 وسمح بانتخاب رئيس للجمهورية بعد فراغ استمر ستة اشهر في سدة الرئاسة.

من ناحية اخرى، اشارت معلومات صحافية الى ان البرلمان سيبدأ الاثنين مناقشة البيان الوزاري وذلك لمدة ثلاثة ايام في جلسات تنقلها مباشرة شاشات التلفزة المحلية.

وتشكلت حكومة الوفاق الوطني بعد اكثر من اربعة اشهر من المفاوضات الشاقة وبعد خمسة اشهر من انتخابات نيابية نالت فيها الاكثرية المدعومة من الغرب ودول عربية، بينها السعودية، 71 مقعدا مقابل 57 مقعدا للاقلية التي تدعمها دمشق وطهران ويعتبر حزب الله ابرز اطرافها.


وعلى صعيد متصل، حضر زعيم التيار الوطني الحر النائب ميشال عون، من الاقلية النيابية التي يعتبر حزب الله ابرز اطرافها، الاربعاء للمرة الاولى اجتماع مجلس المطارنة الموارنة برئاسة البطريرك نصر الله صفير الذي دأب على انتقاد مواقفه المؤيدة للاكثرية النيابية وذلك "لفتح صفحة جديدة" كما صرح عون. وتأتي هذه الزيارة في اطار تعميم مناخ الوفاق على القيادات المتخاصمة بعد تشكيل حكومة وفاق وطني.

وقال عون للصحافيين لدى مغادرته الاجتماع "كان توضيح للمواقف وخلفياتها والشرح كان من الجميع وليس من فريق واحد. الاجتماع كان مغلقا وهناك نقاط توافق وبحثنا نقاط التباين". ووصف عون الاجتماع بانه "تاريخي" معربا عن امله في ان "تكون نتائجه ايجابية لمصلحة المسيحيين بشكل خاص واللبنانيين بشكل عام".

وقال "تحدثنا بامور لبنان والاحداث خلال الفترة الاخيرة وما سبقها من احداث تتعلق بلبنان مضيفا "هي صفحة جديدة (...) سيكون لها نتائج ممتازة" . ووصف عون البطركية المارونية بانها "مرجع تاريخي لها دور مميز في حياة وتاريخ لبنان".

من جهته رحب مجلس المطارنة الموارنة بزيارة عون. وقال في بيان صدر اثر اجتماعه الشهري الدوري "رحب الآباء بزيارة العماد ميشال عون الذي عرض لهم نظرته الى الأوضاع الراهنة، وتداولوا وإياه شؤونا وطنية مختلفة، عسى أن تعود بالخير وبالوفاق على جميع اللبنانيين".

كما رحب المجتمعون "بما تم من مصالحات على الصعيد السياسي والوطني، وسألوا الله ان تشمل الجميع، وان تأتي بما ينتظر منها من تفاهم على الصعيد الوطني وذلك لخير الشعب اللبناني ونهضة الوطن مما يتخبط فيه من مشاكل".

ومن ابرز المصالحات التي جرت حتى الان المصالحتان اللتان تمتا برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان بين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط (اكثرية) وعون وقبله بين جنبلاط وزعيم تيار المردة (اقلية) النائب سليمان فرنجية.

يذكر ان البطريرك الماروني دأب على دعم مواقف قوى الاكثرية النيابية التي يساندها الغرب ودول عربية بارزة وانتقد على الدوام احتفاظ حزب الله بسلاحه مشددا على حصرية مرجعية الدولة في كل الامور.



(AFP)


التعليقات