أردوغان: إسرائيل لم تطبق حوالي 100 قرار للأمم المتحدة ولا نقبل بانتهاك اجواء لبنان

رئيس الحكومة التركية رجب طيب إردوغان دعا الاثنين الى الضغط على اسرائيل لوقف خروقاتها الجوية والبحرية في لبنان، معتبرا ان تركيا "لا يمكن ان تقبل ابدا" بهذا الامر،

 أردوغان: إسرائيل لم تطبق حوالي 100 قرار للأمم المتحدة ولا نقبل بانتهاك اجواء  لبنان
هاجم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بشدة عقب استقباله نظيره اللبناني سعد الحريري يوم أمس الاثنين، الانتهاكات سلطات الاحتلال الاسرائيلي المستمرة لسيادة لبنان وانتهاكها القرارات الدولية، مؤكدا "اننا لن نستمر بالصمت ازاء ذلك".

وأجاب اردوغان ردا على سؤال "في مؤتمر صحفي مشترك مع الحريري"، حول ما اذا كانت تركيا ستمارس ضغطا على حكومة الاحتلال الاسرائيلي التي تستمر في خروقاتها الجوية والبحرية والبرية للبنان، قال: ان "القرارات التي التزمت بها اسرائيل ولم تطبقها قد تجاوز عددها المئة قرار، وهذا من شانه ان يولد مسارا اخر، وهو ضرورة القيام بالاصلاح في الامم المتحدة، لانه اذا كان يتم اتخاذ هذه القرارات وليس لها مجال للتطبيق فلا معنى ولا قيمة لها، وهذا يعني ان هناك مشكلة فعلية".

واذ اعرب اردوغان عن عدم تاييده موقف اسرائيل هذا، اكد انه "لن نبقى صامتين ازاء ذلك".

كما دعا رئيس الوزراء التركي الى ضرورة ممارسة الضغط على الكيان الاسرائيلي لانه يستمر في انتهاكاته الجوية والبحرية، وقال: "هذا امر لا يمكن ان نقبله ابدا"، مشددا على ان "من شان هذه المشكلة ان تلحق ضررا كبيرا بالسلام العالمي والدولي".

وتساءل اردوغان "في اشارة الى استشهاد ثلاثة فلسطينيين مساء الاحد بقصف اسرائيلي على قطاع غزة"، قائلا: "لماذا تهاجم اسرائيل قطاع غزة الان وتدعي ان هناك قصفا من الطرف الفلسطيني في حين اننا نعرف نحن انه ليس هناك اي قصف".

واتهم الكيان الاسرائيلي بانه "يلجأ دائما الى استخدام القوة المفرطة لان لديه القوة".

وحول استئناف المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وحكومة الاحتلال الاسرائيلي، كشف اردوغان ان الرئيس السوري بشار الاسد رفض وساطة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين سوريا والكيان الاسرائيلي، وقال: "لقد توقفت هذه المفاوضات في الجولة الخامسة ويسالوننا عن كيفية استئنافها"، موضحا "هناك راي يقول ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هو الذي سيؤدي هذا الدور فيما الرئيس بشار الاسد يقول (اننا لا نقبل وساطة الرئيس ساركوزي انما نريد ان تكون تركيا هي الوسيط وان تتواصل المفاوضات في اطار وساطتها)".

وتابع اردوغان: "اهم شيء هنا ان نعرف هل تريد اسرائيل السلام ام لا".

من جانبه، لفت الحريري الى ان "اسرائيل تواصل حاليا انتهاكاتها اليومية لمجالنا الجوي ومياهنا الاقليمية، ناهيك عن خرق قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701"، مضيفا: "كما تعيق اسرائيل كل الجهود الايلة للتوصل الى سلام عادل، يقوم بنظر لبنان وتركيا على حل الدولتين مع القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، واننا نشاطر تركيا ايضا وجهة نظرها حول اهمية دعم الشعب الفلسطيني وقضيته".

الى ذلك، اشار الحريري الى انه تكلم مع اردوغان بشان الخروقات سلطات الاحتلال الاسرائيلي للقرار 1701، وطلب منه الضغط على اسرائيل في هذا المجال، مضيفا: "من الواضح ان اسرائيل تقوم يوميا بهذه الخروقات، وحتى عندما يقوم الجيش اللبناني او الـ "يونيفل" بواجبهم بكشف بعض المتفجرات في الجنوب، فان اسرائيل تتهم الحكومة اللبنانية بخرق القرار 1701".

وشدد الحريري على "وجوب قيام اسرائيل باتخاذ قرار في ما يخص السلام في المنطقة، فهي لا تستطيع الاستمرار في الضرب بعرض الحائط بكل القرارات الدولية المتعلقة بعملية السلام".

واشار الحريري الى انه "بعد ثلاث سنوات على صدور القرار 1701، ليس لدينا وقف لاطلاق نار شامل بين لبنان واسرائيل، لذا فعلينا ان ننتقل الى وقف اطلاق نار شامل وفقا لهذا القرار".

واكد الحريري ان "الارهاب لا يكون بالدفاع عن الارض، ولكن العكس صحيح، فالهجوم على لبنان هو الارهاب الحقيقي الذي لا يغتفر، واسرائيل دولة عدوة بالنسبة لنا في لبنان".

وكان الحريري وصل الى تركيا مساء الاحد على راس وفد وزاري كبير. وتم خلال هذه الزيارة توقيع ثلاث اتفاقيات هي اتفاق حول الغاء تأشيرة الدخول لمواطني البلدين، واتفاق حول التدريب والتعاون التقني في المجال العسكري، واتفاق حول التعاون في مجال الصحة.

وتمخض إجتماع الوفدين التركي واللبناني الذي عقد هذا اليوم برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ونظيره اللبناني سعد الحريري عن رفع تأشيرات الدخول بشكل متقابل بين البلدين.

وفي معرض إتصالاته بأنقرة التي وصلها أمس الأحد, أجرى الحريري لقاءا مع أردوغان على المستويين الثنائي أولا والوفود ثانيا أعقبهما مؤتمر صحفي مشترك أعرب الأخير عن بالغ سروره لإستضافة الضيف اللبناني, وسعادته لتجاوز لبنان مرحلته الصعبة التي عاشها سابقا ونجاحه في تشكيل حكومته

وأشار أردوغان الى أن إجتماعات الوفدين أسفرت عن توقيع 6 إتفاقيات تعاون في مجال الدفاع والتعليم والمواصلات والصحة والزراعة وأضاف:" لقد وقعنا على قرار رفع سمات الدخول بشكل متقابل, كما سبق أن وقعنا مثيلاتها مع كل من سوريا والأردن وليبيا. إن هذه الإتفاقيات ستفتح الباب على مستقبل جديد مشترك بين تركيا وشعوب الدول العربية الأربعة".
وشدد أردوغان على ضرورة تعزيز التبادل التجاري بين تركيا ولبنان بما يخدم مصلحة البلدين مشيرا الى أن مقدار حجمه في عام 2002 لم يتجاوز 225 مليون دولار, إرتفع الى 900 مليون دولار في نهاية عام 2008 واصفا المقدار بانه لايتناسب مع آواصر الصداقة القائمة بين الدولتين.

وأعرب أردوغان عن رغبتهم في عقد إتفاقية التجارة الحرة بين البلدين آملا أن يتحقق ذلك حتى إفتتاحه مع الحريري المستشفى التي تنشأه تركيا في مدينة صيدا وأشار الى قرب بدء رحلات السفر البحرية بين مدينتي مرسين وبيروت وتعهد بمساعدة لبنان خلال مشروعي تزويده بالغاز الطبيعي والطاقة الكهربائية

التعليقات