عبد العال الباقوري: المقاومة في العراق وفلسطين هي قاطرة الامة العربية وسبيلها للنهوض والتحرير

-

 عبد العال الباقوري: المقاومة في العراق وفلسطين هي قاطرة الامة العربية وسبيلها للنهوض والتحرير
عقد الملتقى العربي لمواجهة الصهيونية ندوة فكرية بعنوان "الأوضاع الحالية في فلسطين والعراق " كان المحاضر الرئيسي فيها الكاتب المصري عبد العال الباقوري .

وبدأت الندوة بكلمة ترحيب من الأستاذ احمد شرف الأمين العام للملتقى والذي أشاد فيها بدور المقاومة العراقية والفلسطينية .

تحدث عبد العال الباقوري في البداية عن الوضع العربي عموما واعتبر أن هناك مثلثاً عربياً معتدى عليه وهو فلسطين والعراق والسودان التي تستعد الولايات المتحدة للاعتداء عليه.

عن الوضع في العراق قال الباقوري إن الأداء الأمريكي هناك اقل من المتوسط وذلك وفق دراسة كتبها الخبير الأمريكي اسييه ويلسون عضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية والذي قال ان هذا الأداء المتردي للقوات الأمريكية يؤكد خسارة الولايات المتحدة للحرب في العراق، وأهمية هذا التصريح انه يأتي من شخصية بوزن ويلسون وهو الخبير الاستراتيجي الهام والمقرب من دوائر القرار الأمريكي واحد المطلعين على المخططات شديدة السرية .

كما ان كاتبا أمريكيا آخر هو كوتسمان كتب في إحدى المقالات ما نصه "أن المتحدثين باسم الإدارة الأمريكية يعيشون في الوهم برواياتهم عن الأحداث في العراق ،فالقوات الأمريكية تواجه هجمات اشد خطرا وفتكا مما يسبب الكثير من الخسائر في الأرواح ويجب علينا أن نقدم صورة واقعية لما يحدث في العراق كما حصل في فيتنام " .

وفي مصر فان كاتبا معروفا باتجاهاته الأمريكية هو الدكتور عبد المنعم سعيد كتب مقال له بالأهرام العربي بعنوان :ماذا بعد الفشل الأمريكي في العراق " كما اعترف وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد أثناء زيارته الأخيرة للموصل بان الوضع في العراق صعب ويصيب البعض بالتشاؤم دون أن يحدد هذا البعض المقصود.

وفي مجلة" شؤون خارجية "الأمريكية كتب جيمس دوبلس مقالا هاما بعنوان " ربح الحرب التي لا يربح " أكد فيه على أن الوضع في العراق يسير من سيئ الى أسوا وكاتب المقال هو المبعوث الأمريكي للصومال وكوسوفا وأفغانستان والعراق على مدى السنوات العشر الأخيرة .

وانتقل الباقوري إلي الوضع في فلسطين مؤكدا أن المار ينز الفكري العربي والذي يبشر دوما بالعصر الأمريكي القادم _ وفق زعمهم _ يقولون أن المقاومة لم تفعل شيئا سوى إعادة احتلال المناطق (أ) والتي كانت تحت سيطرة السلطة الفلسطينية .ومن هؤلاء المار ينز العرب كتبت رغده ضرغام في جريدة الحياة اللندنية مقالا تطالب فيه القيادات الفلسطينية بانتهاج أسلوب وحيد في التعامل مع إسرائيل وهو أسلوب التفاوض بدلا من انتهاج الأسلوب القديم والمزاوجة بين أسلوبي التفاوض والمقاومة ووصفت هذه المزاوجة بالبدعة المؤذية!! وانه يجب على القيادات الفلسطينية أن تعطي التفاوض فرصة لحل القضية الفلسطينية دون تعكير صفو المفاوضات باستخدام الانتفاضة المسلحة أو "العمليات الانتحارية" _حسب تعبيرها _من ناحية أخرى تجري حاليا في المحطات التليفزيونية الفلسطينية الخاصة تجري حملة واسعة للترويج لوثيقة جنيف والتي تعد ابرز مخاطرها وهو إسقاط حق العودة. ووفق صحيفة هآرتس الإسرائيلية فان خمس محطات تليفزيونية تقوم بهذه الحملة، وتتعهد بها شركة سكاي والتي يملكها طارق وياسر نجلي محمود عباس (ابو مازن ) رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وابرز المرشحين لرئاسة السلطة الفلسطينية. ووفق الصحيفة نفسها _يؤكد الباقوري _أن شخصيات إسرائيلية وفلسطينية تروج لهذه الحملة منهم من الجانب الإسرائيلي أفراهام بورغ (رئيس كنيست سابق عن حزب العمل )، يولي تامير ،عمرام ميتسناع (رئيس حزب العمل السابق ) ومن الجانب الفلسطيني ياسر عبد ربه ،قدوره فارس، جبريل الرجوب ،عبد القادر فيصل الحسيني ،زهيرة كمال ،وصائب عريقات.

وتأتى هذه الجهود من اجل إسقاط حق العودة بالرغم من المأزق الإسرائيلي بسبب استمرار الانتفاضة والتي خلقت وضعا اقتصاديا سيئا، وتسببت في انخفاض معدل الهجرة إلى إسرائيل وارتفاع عدد النازحين منها .

أكد الباقوري إن الانسحاب المزمع من غزة لم يأت باختيار شارون بل أجبرته على ذلك المقاومة الفلسطينية وسيحاول البعض إن يظهر شارون بمظهر رجل السلام الذي اجبر المستوطنين على الانسحاب من مستوطنة ياميت في سيناء مطلع الثمانينيات، والرجل الذي أخرجهم مرة أخري من قطاع غزة. وستحاول وسائل الإعلام الرسمية العربية تسويق مشاهد تمثيلية عن مواجهات بين المستوطنين والجيش الإسرائيلي وهو ما تشبهه صحيفة هآرتس العبرية بالسيرك، وان ثلثي المستوطنين اليهود لن يفكروا في مقاومة السلطات الإسرائيلية لإخراجهم من غزة ، وعدد المستوطنين حوالي ثمانية آلاف وخمسمائة مستوطن وهو عدد قليل للغاية لن يمثل آدني مشكلة لشارون.

وتحدث الباقوري عن الضلع الثالث في مثلث العدوان على الأمة العربية وهو السودان. وقال أن توني بلير في آخر تصريحاته طلب من قواته المسلحة أن تكون مستعدة لإرسال ثلاثة آلاف جندي بريطاني إلي السودان في أي لحظة، وهو ما يعني أن التدخل العسكري ليس مستبعدا في المستقبل القريب . ولا يخفى على أحد الأصابع الإسرائيلية التي تعبث في جنوب السودان من سنوات طويلة وتعرقل أي جهد لاقرار السلام هناك .

وبعد هذه الجولة قال الباقوري أن عام 2005 لن يحمل في طياته سلاماً حقيقياً او حتى سعياً جاداً لهذا السلام، بل ربما نجح صقور الإدارة الأمريكية ومعهم اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة في توسيع دائرة العدوان على سوريا أو إيران كمخرج للازمة الخانقة التي تواجهها في العراق المحتل، وهو حل قد يلجا أليه بوش كنوع من الهروب. وهذا الحل يرضي كثيرا أطماع إسرائيل التي تريد من الولايات المتحدة ان توجه ضربة ساحقة للمنشات النووية الإيرانية .

وستحاول الولايات المتحدة أن تشعل نار حرب أهلية في العراق كحل يخفف الضغط على قواتها وكذلك ستحاول إسرائيل أن تشعل نار الحرب الأهلية داخل المجتمع الفلسطيني .

وطالب الباقوري من القوى العربية الشعبية الفاعلة ألا تعتمد على النظم العربية المهاودة مع الولايات المتحدة والتي ستضغط اكثر على هذه الأنظمة من اجل تمرير مخططاتها واجبار النظام العربي الرسمي على إقرار معاهدات سلام مع إسرائيل. ولعل ابرز معالم هذا الضغط حدثت في مصر قبل أيام قلائل، وهي توقيع مصر والولايات المتحدة وإسرائيل على اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة (الكويز ) وذلك في إطار ما تسميه أمريكا بتشجيع السلام في الشرق الأوسط .وكذلك يجب على القوى العربية دون استثناء تشجيع ودعم المقاومة العراقية ودعم صمودها ومقاومة مشاريع التطبيع مع إسرائيل ولعل المقاومة في العراق وفلسطين ستكون هي القاطرة التي تسحب المجتمع العربي كله إلي طريق النهوض والتحرير، لا أقول أن ذلك سيحدث بين يوم وليلة ولكن ما يحدث ألان في العراق وفلسطين هو بداية جيدة وعلينا أن نستمر في نفس الطريق .

التعليقات