إغلاق مراكز الاقتراع في لبنان و"إسرائيل" تشوش على شبكة الاتصالات الخليوية في جنوب لبنان وتخشى نتائج لا تلائمها

زج سياسيون وإعلاميون إسرائيليون بأنفسهم كطرف في الانتخابات اللبنانية، واعتبروها مصيرية. وحذروا مما أسماه «وقوع لبنان تحت سيطرة حزب الله» .

إغلاق مراكز الاقتراع في لبنان و
أغلقت مراكز الاقتراع قبل قليل أبوابها في 26 دائرة انتخابية نيابية في لبنان، بعد نهار طويل لمعركة انتخابية شهدت إقبالا كبيرا من قبل المواطنين لانتخاب مجلس نيابي جديد.

وقال وزير الداخلية اللبناني زياد بارود حول سير عملية الاقتراع في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة بيروت مساء يوم 7 يونيو/حزيران إن المخالفات والمشكلات كانت نادرة، وإن الوزارة ستتكفل باعلان النتائج الرسمية فقط. ، مشيرا الى ان اعلان هذه النتائج سيكون يوم الاثنين في حال عدم حصول اي معوقات.

وقال بارود انه قبل اربع ساعات من اقفال صناديق الاقتراع عند الساعة السابعة مساء وصلت نسبة الاقتراع الى 40 بالمئة مما يشير الى أنها ستتجاوز نسبة 45 بالمئة التي سجلتها الانتخابات في العام 2005

وشهدت صناديق الاقتراع التي فتحت أبوابها صباح اليوم إقبالا شديدا، وتحدثت وكالات الأنباء عن طوابير طويلة وضغط شديد على صناديق الاقتراع، وبلغت نسبة التصويت الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم حوالي 50% في عدد من الدوائر. وستغلق صناديق الاقتراع أبوابها الساعة السابعة مساء.

وقد انطلقت الانتخابات التي تشهد تنافسا حادا بين قوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية الحالية وقوى 8 آذار، الساعة السابعة من صباح الأحد، لاختيار 125 نائبا بعد أن حصل ثلاثة نواب على تزكية في دوائرهم. وتشير التوقعات إلى أن الفارق بين القوتين سيكون طفيفا لصالح المعارضة.

وكان الحكومة اللبنانية قد اشتكت يوم أمس من عمليات تشويش على شبكة الاتصالات الخلوية في جنوب لبنان، ثبت أن مصدرها الأراضي الفلسطينية المحتلة وتسبب بسوء الخدمة وترد في الجودة على شبكتي شركتي الهاتف الخليوي في منطقة جنوب لبنان. وبحثت تقديم شكوى ضد إسرائيل للأمم المتحدة.

وزج سياسيون وإعلاميون إسرائيليون بأنفسهم كطرف في الانتخابات اللبنانية، واعتبروها مصيرية. وحذروا مما أسماه «وقوع لبنان تحت سيطرة حزب الله» . واعتبرت صحيفة يديعوت أحرنوت أن المنافسة هي بين الولايات المتحدة وفرنسا من جانب، وإيران من الجانب الآخر. وأن «نتائجها ستحدد إذا ما كانت الجارة الشمالية ستخطو خطوة أخرى في طريقها إلى التحول إلى فرع (امتداد) إيراني تحت حكم حزب الله». وقالت الصحيفة على لسان محررها السياسي شمعون شيفر إن إسرائيل «تخشى حدوث انقلاب تاريخي في بلد الأرز».

وتوقع البروفيسور إيال زيس، رئيس مركز "ديان" لدراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب، فوز حزب الله بأغلبية طفيفة وتشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة. إلا أنه لا يتوقع أن يتغير الواقع اللبناني على ضوء تلك التغييرات. وأشار إلى أن الدعم الذي يحظى عليه رئيس التيار الوطني الحر ميشيل عون في الشارع المسيحي مثير للاهتمام. ويرى أن المعركة الانتخابية في لبنان تتجاوز حدودها، وهي معركة بين محور الاعتدال بقيادة مصر والسعودية، وبين المحور الراديكالي الذي يضم إيران وسوريا. وقال إن نتائج الانتخابات سيكون لها انعكاسات على المنطقة بأسرها، ولكن بالأساس على الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي سعى في خطابه في القاهرة لتعزيز محور الاعتدال في العالم العربي. وينهي زيس مقالته بالقول: يوم غد سيتضح هل نسير نحو شرق أوسط جديد، أم أنه الشرق الأوسط القديم الذي لم نعتاده والذي تلعب إيران دور قوة عالمية مؤثرة.

وقال وزير المالية يوفال شتاينيتز للصحافيين "اذا فاز حزب الله بالانتخابات فان ذلك سيوجد كيانا ايرانيا في الشرق الاوسط بعد كيان حماس" التي تسيطر على قطاع غزة.

واضاف الوزير المقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "ان ايران بصدد محاولة السيطرة على لبنان وهذا يشكل تطورا بالغ السلبية".

وتابع الوزير وهو من اعضاء حزب ليكود اليميني "ان التهديد الايراني يتوسع ما يجبرنا والبلدان العربية المعتدلة والولايات المتحدة على التحرك" دون المزيد من التوضيح.

اما وزير الداخلية ورئيس حزب شاس المتطرف ايلي يشائي فاعتبر انه اذا حصل حزب الله "على الاغلبية في البرلمان فان ذلك سيعني ان لبنان تحول الى دولة ارهابية".

اما يوسي بيليد الوزير بدون حقيبة والقائد السابق للمنطقة الشمالية التي تشمل الحدود مع لبنان فقال للاذاعة ان حزب الله "هو راس حربة ايران في لبنان".

وكان وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان دعا في 24 ايار/مايو المجتمع الدولي الى اصدار مذكرة توقيف دولية بحق زعيم حزب الله حسن نصر الله متهما اياه باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في 2005.

ودعا وزير النقل اسرائيل كيتز المقرب من نتانياهو في نيسان/ابريل الى تصفية الشيخ حسن نصر الله معتبرا انه "يستحق الموت".

وعلى صعيد سير العملية الانتخابية، دعا الرئيس ميشال سليمان الى خفض وتيرة الخطاب السياسي مشددا على اهمية الحفاظ على الديموقراطية معتبرا انها "نعمة" يتميز بها لبنان. وقال الرئيس سليمان بعد الادلاء بصوته في مدرسة بعمشيت مسقط رأسه (40 كلم شمال بيروت) "ادعوهم (كل الاطراف) الى خفض وتيرة الخطاب السياسي المتشنح والانطلاق معا الى بناء لبنان" لانه لن يكون "هناك رابحا اذا ابقينا على التوتر الموجود حاليا".

واعرب عن دعمه كل المرشحين وقال "انا اؤيد المصلحة اللبنانية العامة، وهذا ظاهر في كافة اعمالي (...) الرئيس يدعم كل المرشحين".

من جانبه قال رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال الادلاء بصوته في بلدته تبنين (جنوب) ان الانتخابات في الجنوب تعتبر "استفتاء على خطة المقاومة". واوضح "كما قلت ورددت دائما، بالنسبة للجنوب الاقتراع هو استفتاء على خط المقاومة والوحدة الوطنية والتحرير".

من جهته عبر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الاحد بعد الادلاء بصوته في صيدا حيث هو مرشح عن احد المقعدين السنيين في المدينة عن اطمئنانه لسير العملية الانتخابية مشيرا الى انه يجب "الانحناء" امام النتائج مهما كانت.
وقال "انا مطمئن لسير العملية الانتخابية، ولتوزيع القوى الامنية والعسكرية في كل لبنان" مضيفا "هذا يوم مشهود ويوم اساسي. نريد ان نوجه رسالة الى اللبنانيين والعالم اجمع اننا نستطيع ان نمارس حقنا الديموقراطي بشكل سلمي وآمن".

واكد وزير الداخلية زياد بارود الاحد ان الاقبال على الاقتراع في الساعات الاولى لليوم الاحد كان "كثيفا" معتبرا انه "دليل عافية" ولافتا الى ان الاشكالات حتى الان "نادرة جدا".
وقال بارود بعد الادلاء بصوته في مسقط راسه في جعيتا (شمال شرق بيروت) "الاقبال الكثيف على الاقتراع دليل عافية، المهم ان نفسح المجال ليتمكن اكبر عدد من الاقتراع".
وفتحت صناديق الاقتراع عند الساعة 7,00 بالتوقيت المحلي (4,00 ت.غ) صباح الاحد على ان تقفل عند الساعة السابعة مساء وسط اجراءات امنية مشددة لضمان الامن خلال يوم الانتخابات.

ويتولى حوالى خمسين الف عنصر من الجيش وقوى الامن الداخلي الحفاظ على الامن ضمن خطة امنية كبرى.
ويجري التنافس على 125 مقعدا في البرلمان اللبناني من اصل 128 مقعدا بعدما فاز ثلاثة مرشحين بالتزكية فيما يبلغ عدد الناخبين ثلاثة ملايين و257 الف ناخب.

وفي مدينة زحلة (53 كلم شرق بيروت) التي تشهد احدى المعارك الانتخابية الاكثر حدة وتتنافس فيها لائحتا الاقلية والاكثرية، سجلت حركة اقتراع كثيفة غير اعتيادية في مثل هذا الوقت. كما سجل انتشار امني لعناصر الجيش وقوى الامن الداخلي الذين كانوا يجوبون الشوارع في دوريات.
وفي دائرة كسروان (20 كلم شمال بيروت) ذات الغالبية المسيحية والتي تشهد تنافسا حادا بين المعارضة والاكثرية سجلت نسبة اقتراع كثيفة ايضا. وتتركز المعركة على حوالى ثلاثين مقعدا فقط، اذ يجمع المحللون على ان المقاعد الاخرى محسومة او شبه محسومة بسبب الاصطفافات الطائفية الحادة لا سيما في المناطق ذات الغالبية السنية والغالبية الشيعية.

وتتوزع المقاعد المتنازع عليها في الدوائر الانتخابية ذات الغالبية المسيحية، كون المسيحيين مقسومين بين الاكثرية والمعارضة. ويرى المحللون ان الاغلبية في البرلمان ستحدد بالاستناد الى عدد ضئيل جدا من المقاعد.

ومقاعد البرلمان موزعة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين يتم انتخابهم وفق النظام الاكثري البسيط. ومدة ولاية المجلس النيابي اربع سنوات.

ويبلغ عدد اقلام الاقتراع حوالى 1700 في 26 دائرة انتخابية.
ويشارك في مراقبة الانتخابات حوالى 2200 مراقب محلي واكثر من مئتي مراقب اجنبي، ابرزهم من الاتحاد الاوروبي ومنظمات دولية غير حكومية.

وينتظر ان تعلن النتائج الرسمية للانتخابات اعتبارا من بعد ظهر الاثنين، علما انها المرة الاولى في تاريخ لبنان التي تجري فيها الانتخابات في كل المناطق اللبنانية في يوم واحد.

يشار الى ان قوى 14 آذار تشغل 67 مقعدا في المجلس النيابي الحالي بينما حصة المعارضة فيه 55، وهناك خمسة نواب مستقلين، بالاضافة الى مقعد شاغر في البرلمان منذ اغتيال النائب انطوان غانم في ايلول/سبتمبر 2007.
وركزت قوى 14 آذار حملتها على التحذير من سلاح حزب الله والمد الإيراني في حال فوز المعارضة بقيادة حزب الله. في المقابل، اكد حزب الله على أهمية "اسقاط المشروع الاميركي"، بينما دعا التيار الوطني الحر بزعامة النائب ميشال عون الى تغيير الاكثرية الحالية محملا اياها كل مسؤولية الفساد والديون التي ترهق لبنان.


....

التعليقات