اختتام قمة شرم الشيخ وسط خلافات اميركية - عربية حول تطبيع العلاقات مع اسرائيل

بوش ومبارك يؤكدان: المرجعية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط هي مقررات مؤتمر مدريد وقرارات الأمم المتحدة ومبدأ الارض مقابل السلام إضافة إلى المبادرة السعودية

اختتام قمة شرم الشيخ وسط خلافات اميركية - عربية حول تطبيع العلاقات مع اسرائيل
أكد الرئيسان الامريكي جورج بوش والمصري حسني مبارك في بيانين مقتضبين أدليا بهما في ختام اعمال قمة شرم الشيخ، اليوم، الثلاثاء، ضرورة إقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً الى جنب مع دولة اسرائيل وترتبط معها بعلاقات سلام.

وأكدا أن المرجعية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط هي مقرارات مؤتمر مدريد وقرارات الأمم المتحدة ومبدأ الارض مقابل السلام إضافة إلى مبادرة ولي العهد السعودي التي أقرتها قمة بيروت العربية في مارس-أذار 2002.

وقال بوش ومبارك إن السلطة الفلسطينية "تعهدت ببذل كل ما في وسعها لوقف "العنف" من قبل كافة الفصائل الفلسطينية، وذلك في سياق خطة (خريطة الطريق).

وحسب ما قاله بوش، اتفق المشاركون في القمة على أن يقدم العون حصرا للسلطة الشرعية الفلسطينية، وعدم تحويل أموال الى التنظيمات الفلسطينية المقاومة للاحتلال.

وقال بوش ان القمة التي عقدها مع الرؤساء العرب، حققت تقدما فيما يخص المبادرة الاميركية المسماة خارطة الطريق.
واشاد بما اسماه "تعهد الزعماء بالتصدي للعنف" وقال انه "اذا وفت جميع الاطراف بالتزاماتها فسيمكن تحقيق تقدم مطرد نحو اقامة دولة فلسطينية وضمان امن اسرائيل".

وتابع "في هذا الاجتماع حققنا تقدما بخصوص جدول اعمال واسع. ونحن مصممون على مواصلة التحرك الى الامام."
وأردف قائلا "نحن نجتمع في سيناء في وقت يوجد فيه امل لنجاح السلام في الشرق الاوسط. نرى امكانية للوحدة ضد "الارهاب".. نرى امكانية لميلاد دولة فلسطينية جديدة. نرى امكانية لتحقيق سلام اوسع نطاقا بين شعوب المنطقة. وسيتطلب تحقيق هذه الاهداف شجاعة ورؤية اخلاقية في كل جانب لدى كل زعيم. أمريكا ملتزمة وأنا ملتزم بمساعدة كل الاطراف على الوصول الى القرارات الصعبة والبطولية التي ستؤدي الى السلام."

وأضاف انه نال تأييد الزعماء العرب فيما يتعلق بمقترحاته بشأن السلام الاسرائيلي الفلسطيني.

واعتبر الرئيس مبارك ان "الرئيس بوش اعطى دفعة لعملية السلام بطرح رؤيته لاقامة دولتين اسرائيل وفلسطين تعيشان في سلام وامن. وتعني هذه الرؤية انه ستقوم الى جانب دولة اسرائيل دولة للفلسطينيين."

واضاف "اننا نرحب بخارطة الطريق التي انبثقت عن هذه الرؤية وتبنتها المجموعة الرباعية...ونعرب بصفة خاصة عن تقديرنا لالتزام الرئيس بوش الشخصي القوي بتطبيقها تطبيقا كاملا".

واعلن مبارك تأييد العرب "لاصرار السلطة الفلسطينية على الوفاء بمسئولياتها في انهاء "العنف" وحفظ الامن والنظام الذي اعلنه رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس" وقال ان الدول المشاركة في القمة " ستواصل دعم جهود السلطة الفلسطينية نحو الالتزام بتعهداتها لتمكينها من تثبيت سلطاتها في اطار مؤسسات ديمقراطية مسئولة."

ومضى قائلا "وسوف نتأكد من ان مساعداتنا للفلسطينيين سوف توجه فقط الى السلطة الفلسطينية. كما سنستمر في دعم الجهود الهادفة الى تحسين الاوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني."

وقال مبارك "ونحن نطالب اسرائيل بالوفاء المتزامن بمسؤولياتها لاعادة بناء الثقة واعادة الحياة الطبيعية للفلسطينيين وتنفيذ سائر التزاماتها المنصوص عليها في خارطة الطريق الامر الذي سيسهم في تحقيق تقدم في اتجاه رؤية الرئيس الامريكي."
واضاف "ونؤكد مرة اخرى مواقفنا ضد "الارهاب والعنف" .. وسوف نستمر في محاربة ويلات "الارهاب" الموجه ضد الانسانية وفي رفض ثقافة التطرف والعنف في اي شكل كان ومن اي مصدر او انطلاقا من اي مكان بصرف النظر عن التبريرات والدوافع ادراكا منا لمخاطرها كوباء يهدد الامن والاستقرار في العالم اجمع.
وكان بوش قد دعا إسرائيل في الجلسة الافتتاحية للقمة إلى النظر في قضية المستوطنات اليهودية. وطالبها بتمكين الفلسطينيين من اقامة وطنهم على اقليم متواصل.

وكانت قمة منتجع شرم الشيخ المصري قد بدأت اليوم بهدف التوصل إلى موقف موحد حول خطة سلام قبيل انعقاد قمة العقبة، غدا الاربعاء، بمشاركة بوش وأبو مازن وشارون.

وانعقدت القمة وسط اجراءات امنية صارمة حيث تم نشر أعداد كبيرة من القوات الخاصة والأمن الرئاسي ووحدات الحرس الجمهوري لتأمين المدينة.

وسبق بدء القمة لقاء ثنائي بين بوش والرئيس المصري حسني مبارك . اتبعه بوش بلقاءات منفردة مع القادة العرب الاخرين، ما ادى الى تأخير افتتاح القمة لساعتين عن موعدها الرسمي.

لكن القمة ما لبثت ان اختتمت اعمالها على عجل، بعد نصف ساعة فقط من افتتاحها. وتبين ان هناك خلافات حادة بين القادة العرب والرئيس بوش حول مضمون البيان الختامي حيث طلب الرئيس بوش من الزعماء العرب الاعلان عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل واعادة السفيرين المصري والاردني الى إسرائيل. وفي النهاية اضطر مبارك وبوش الى القاء بيانين منفصلين، وانتهت القمة دون صدور بيان رسمي.


وقد جمعت القمة الرئيس الأمريكي جورج بوش و الرئيس المصري حسني مبارك والامير عبد الله بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية والملك عبد الله عاهل الاردن والشيخ حمد بن عيسى ال خليفة ملك البحرين ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس.


وكان مبارك قد افتتح القمة، مرحبا بخطاب الرئيس بوش، في يونيو 2002 ، عندما دعا الى اقامة دولة فلسطينية بجوار دولة اسرائيل.

وقال: "من هذا المنطلق اجتمعنا اليوم هنا حتى نبحث في قضية السلام حتى يستقر الوضع في المنطقة وتعيش كل الشعوب في امان واستقرار."

وبعد كلمة الرئيس المصري وبدء كلمة الرئيس الأمريكي جورج بوش تم قطع البث المباشر لتحويل الجلسة المفتوحة الى جلسة سرية. وقد يشير هذا الأمر الى نقاط الخلاف التي لا يريد الزعماء التصريح بها.

التعليقات