استبعد الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأربعاء إمكانية نشوب حرب مع إسرائيل إلا أنه قال في الوقت ذاته أن سوريا تستعد لكافة السيناريوهات الممكنة.
وقال الرئيس السوري في لقاء جمعه مع المشاركين في مؤتمر «تجديد الفكر القومي والمصير العربي» المنعقد في دمشق، أعرب الرئيس السوري، بشار الأسد، عن تفاؤله بالمستقبل السوري إن "الوضع العام أفضل من السابق". وعن أجواء التوتر وإشاعات الحرب مع إسرائيل قال الاسد إنه "لا أحد منا يستبعد خيار الحرب، ولكن هناك نقاش في ما إذا كانت إسرائيل ستشنّ حرباً على لبنان وسوريا أو أن أميركا ستشن حرباً على إيران. علينا قراءة الموقف من زاوية المصلحة الاميركية، لأن حرب لبنان الاخيرة أظهرت أن إسرائيل كانت تريد التوقف في لحظة معينة، ولكن الإدارة الاميركية كانت تجبرها على مواصلة الحرب"، وأضاف "نحن نعرف أن في الادارة الاميركية من يريد هذه الحرب، ونحن نستعد للأسوأ، ونتصرف على أساس أن الحرب مقبلة ونستعد لها، ولكننا نقرأ في المعطيات ولا نرى أن في الأفق حرباً قائمة"،
واستبعد الرئيس السوري حرباً تشنها إسرائيل حيث اوضح أن "المعطيات تقول بأن احتمالات الحرب ضئيلة، وهذا ما يترافق مع سعي الاميركيين الى خلق الفتنة المذهبية بديلاً من الحرب لتمزيق الدول العربية"، وأضاف الأسد "بعد حرب لبنان، ظهر أننا نحن العرب نجدّد شبابنا وأن إسرائيل تدخل مرحلة الشيخوخة، وبعد هذه الحرب ارتفع في إسرائيل السؤال عن الوجود ومصير الكيان، لنتركهم في سؤالهم، الامر لا يعالج عاطفياً، ولكن الوضع الآن أفضل بكثير مما كان عليه قبل عشر سنوات"، مشيراً في الوقت نفسه أنه "علينا عدم المبالغة في الأمر، إن منطقنا يستند الى الانتصارات التي حققتها المقاومة في لبنان وفلسطين، لنترك الإسرائيليين يطرحون السؤال الوجودي، ولكن لنعمل نحن وفق مصالحنا".
الأسد أكد انه رفض مفاوضات سرية عرضها الإسرائيليون مراراً عليه وأشار "بعد حرب لبنان، لاحظت كثرة الوفود الغربية وخصوصاً اليهود منهم، حتى إنه زارني مرة مسؤول أجنبي قال إن ابنه كان يخدم في الجيش الإسرائيلي، وشعرت بأن الحديث تبدل بقوة من مرحلة الضغط والضرب الى مرحلة البحث عن السلام.
وبعضهم قال لي صراحة إن نتائج حرب لبنان توجب الإسراع في تحقيق السلام. لقد عرض الاسرائيليون علينا مفاوضات سرية. ونحن رفضنا الأمر، ولن نقبل بأي نوع من التفاوض السري، ليس لدينا ما نخفيه عن شعبنا. ولن نتنازل عن ثوابتنا"، وحول فرص السلام مع إسرائيل أوضح الأسد أن الأخيرة "تريد التطبيع مع العرب كاستراتيجية بديلة من السلام الذي يعيد الحقوق"، لافتاً انه "عندما كان يحاول البعض أن يفرض علينا التطبيع شرطاً للسلام، كنا نقول له ونكرر الموقف الآن، إن استرجاع الأرض والحقوق يمكن أن يؤدي الى علاقات عادية، ولكنه لا يؤدي بالضرورة الى تطبيع"، واكد "أنا أعرف أن الشعب السوري يرفض التطبيع ولن نفرض عليه ذلك".
فيما يتعلق بلبنان أوضح الأسد إنّ "سوريا تعرف ما يجري في لبنان"، مشيراً في الوقت نفسه أنها "ليست على مسافة واحدة من الجميع. لكنّنا تصرفنا بمسؤولية في موضوع دعوة الرئيس فؤاد السنيورة إلى القمة العربية، رغم كل ما يوجه إلينا من إساءات من الفريق الذي ينتمي إليه السنيورة. وهي حملة مستمرة"، وأضاف الأسد "نحن لا نمانع في المبادرة، ولكن ما الفائدة إذا كانت الاطراف التي تملك تأثيراً في لبنان لا تريد ذلك. لقد التقيت وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل هنا في سوريا، وقلت له إننا مستعدون للتعاون، ولكن أنتم تملكون تأثيراً أكبر منا في لبنان. ففي فريق السلطة قيادات أساسيّة نمت في حضنكم، وتعيش من دعمكم، وتخضع لتأثيركم المباشر. أمّا قيادات المعارضة اللبنانية فلم تخرج الى السياسة من القصر الرئاسي السوري، وليس صحيحاً أننا نملك تأثيراً على فريق المعارضة أقوى من تأثيركم على فريق السلطة"، وشدد الأسد على ان جهود سوريا وحدها لا تكفي، مشيراً "نحن نرى الأمور بوضوح، إنّ أي مبادرة من جانبنا تحتاج الى علاقة جيدة مع الأطراف الأخرى المؤثرة في لبنان، مثل السعودية ومصر"، ولفت في الوقت نفسه "إننا نشعر بأن الولايات المتحدة راضية عن الوضع الحالي، ولا تريد التوصل الى حل في لبنان. نحن لا نعتقد بوجود خلاف دائم مع فريق سياسي، بل هو خلاف مؤقّت".
اما حول العلاقات العربية الإيرانية أكد الأسد أن "هناك رغبة أميركية وإسرائيلية في جعل إيران عدواً للعرب"، مشيراً إن "ما قالته وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في قطر قبل أيام يصبّ في هذه الغاية"، وذكر الرئيس السوري أنه يعرف "أن إيران دولة لديها سياسات ومصالح، وقد تكون هناك أخطاء في متابعة بعض الامور، ولكن السؤال لا يجب أن يقوم على قاعدة أن إيران دولة عدوة"، وتابع "قلت لقادة عرب يلومون سوريا على علاقتها بإيران، إن علينا أن نطرح الموضوعات والقضايا التي تهمّنا، مثل ملف المقاومة، ونرى، هل إيران معنا أم ضدنا، لا أن نتخذ منها موقفاً مطلقاً".
31/10/2010 - 11:02
الأسد: احتمالات الحرب ضئيلة والأمريكيون يسعون إلى خلق فتنة مذهبية بديلاً عن الحرب..
الأسد: "بعد حرب لبنان، ظهر أننا نحن العرب نجدّد شبابنا وأن إسرائيل تدخل مرحلة الشيخوخة، وبعد هذه الحرب ارتفع في إسرائيل السؤال عن الوجود ومصير ..

التعليقات