الأسد: لا يحق لأحد مناقشة حق العودة لأنه من حق الفلسطينيين اللاجئين..

وينفي وجود أي اتصالات مع إسرائيل، ويعتبرها غير مهيأة سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي للسلام العادل والشامل الذي يحتاج تحقيقه إلى قيادات قوية تستطيع اتخاذ القرارات الحاسمة..

الأسد: لا يحق لأحد مناقشة حق العودة لأنه من حق الفلسطينيين اللاجئين..
في كلمته التي ألقاها في الجلسة الأولى لمجلس الشعب في دوره التشريعي التاسع، قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه لا يحق مناقشة موضوع حق العودة للاجئين الفلسطينيين، لأنه حق للاجئين الفلسطينيين أنفسهم وليس حقا للفلسطينيين من غير اللاجئين، وانه لن تكون في العالم قوة قادرة على الغاء هذا الحق مادام اللاجئ يريد ان يتمسك به ويجب عليه ان يدافع عنه بكل قوة.

وأكد الرئيس السوري أن سورية بذلت كل الجهود الممكنة لوأد الفتنة الداخلية الفلسطينية وعملت مع الاخوة الفلسطينيين من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية. وأوضح أنه في مقدمة الأولويات، كدول عربية، تقديم العون لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ورفع الحصار الدولي المفروض عليها وعلى الشعب الفلسطيني. كما أكد خلال كلمته .. أن ممارسات اسرائيل توءكد عدم مصداقيتها في التوجه نحو السلام وان نواياها تتجاوز حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق الشعب العربي بصورة عامة.

وقد استعرض الأسد في كلمته المخاطر والتهديدات الموجهة للأمتين العربية والاسلامية بشكل عام، مؤكدا أن سورية رفضت كل الأسس والمبررات التي قدمت بهدف إشاعة الفوضى العمياء في المجتمع العربي وصولا الى التشكيك والضياع الكلي.

وقال.. "ومن هنا كان رفضنا لغزو العراق وما نجم عنه من مآثم وآلام نرى فداحتها كل يوم، ومن هذا المنطلق عملنا بكل إمكانياتنا في مواجهة المحاولات الرامية لتصفية معاقل المقاومة والتصدى لمشاريع التسوية المهينة لشعبنا والمناقضة لمصالحه، وغيرها من المشاريع التي أتت تحت عنوان الشرق الأوسط الجديد أو الكبير وما تتضمنه من إعادة تشكيل منطقتنا ليلبي المتطلبات الاسرائيلية".

وأضاف.. إن سورية كانت هدفا للضغوطات التي لم تنقطع خلال الفترة الماضية، وذلك بمحاولة لثنيها عن مواقفها ودفعها للتراجع عن خياراتها الاستراتيجية، وفي حال فشل ذلك لحصارها وضرب استقرارها من خلال اتخاذ ساحات الصراع المفتوحة حولها ذريعة من جهة، وأداة من جهة اخرى للنيل من مكانتها ودورها في محيطها العربي والإقليمي. وكانت سياسات الإغراء والوعيد أسلوبا مطروحا باستمرار عبر وسائل متنوعة مباشرة او غير مباشرة".

وأكد الأسد أن سورية تدعم أي خيار يحقق التوافق اللبناني ويمثل لبنان الشعب والدولة لتجاوز الأزمة الراهنة، وأن الاستقرار في لبنان هو استقرار لسورية، والسلام في لبنان هو سلام لسورية.. وخاصة بعد الحرب على العراق والتداعيات الأخيرة في العراق أصبح السلام في لبنان هو سلام للمنطقة ولم يعد محصورا في الاطار الجغرافي الضيق.

وقال "ان سورية ستظل امينة فى العمل من اجل مصلحة لبنان بجميع فئاته ولن تتخلى عن واجبها القومي في تقديم كل المساعدة للشعب اللبناني الشقيق، فوشائج القربى وروابط التاريخ المشترك وحقائق الجغرافيا أكبر من ان تؤثر فيها بعض الأصوات الموتورة أو بعض السياسات المأجورة، ونؤكد لكل من لم يتعلم من دروس الماضي وخاب أمله في سير الأحداث في الحاضر ان هذه العلاقة بين البلدين أقوى من أن يتم النيل منها .

وأضاف الرئيس السوري أن "الإغراء لم يكن ليلبي متطلباتنا الوطنية والقومية، وما كان للوعيد أن يرهبنا بالتخلي عن ثوابتنا، على الرغم من كل ما رافق ذلك من حملات إعلامية مزيفة وتصريحات مسعورة لتشويه صورتنا وتزييف موقفنا، ولمواجهة ذلك كان موقفنا ثابتا وسياستنا واضحة والنتائج كما توقعناها عندما كنا نتحدث بالتفاصيل عما سيؤول اليه الوضع".

وقال.. "في المسألة العراقية وقفنا ضد الحرب ورفضنا الاحتلال، وأعلنا ضرورة وضع جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال، وأكدنا حق الشعب العراقي في المقاومة مع دعم العملية السياسية في العراق على قاعدة عدم استبعاد أي مكون من المكونات الوطنية للشعب العراقي، كما عبرنا عن استعدادنا لأداء دورنا في إقامة الحوار الوطني العراقي ليس ارضاء لأحد، بل لإيماننا في تحقيق الاستقرار لأبناء الشعب العراقي وفي المنطقة". وأكد أن سورية تعمل من أجل مساعدة الشعب العراقي لتجاوز محنته وليس من أجل مساعدة قوات الاحتلال للخروج من ورطتها.

وأضاف "أن المحكمة ذات الطابع الدولي موضوع خاص بين لبنان والأمم المتحدة ولا نرى أننا معنيون بها بصورة مباشرة". وقال إنه بالنسبة للمحكمة الدولية وأي قرار يصدر عن مجلس الأمن فـ"إن أي قرار وطني هو أعلى من القرار الدولي، ولكن بنفس الوقت نوضحها بشكل أكبر لأن هناك من يقول سورية وقعت على ميثاق الأمم المتحدة.. وهنا هي النقطة بأننا وقعنا على ميثاق الأمم المتحدة ولم نوقع على مصالح الولايات المتحدة وباقي حلفائها".

وأضاف "أؤكد مرة أخرى أننا غير معنيين بأي ملاحظات وبأي رأي تجاه هذه المحكمة".

كما أكد أن "أسلوب إسرائيل في التعامل مع السلام غير مستغرب لنا في سورية حيث أن تجربتنا مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اثبتت ذلك".

ونفى الرئيس الاسد وجود أي اتصالات مع إسرائيل في هذا الشأن سرية أو علنية أو غيرها، لإن إسرائيل غير مهيأة سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي للسلام العادل والشامل الذي يحتاج تحقيقه إلى قيادات قوية تستطيع اتخاذ القرارات الحاسمة، بالاضافة الى رأي عام ناضج في إسرائيل لدفع الحكومات بهذا الاتجاه.

وقال: "إن موقفنا من عملية السلام كان ولا يزال واضحا وحاسما وثابتا، فتحقيق السلام يجب أن يرتكز إلى مجموعة من الأسس، وفي مقدمتها وجود معايير لعملية السلام واستعداد جميع الأطراف للإلتزام بمرجعية هذه العملية منذ انطلاقتها في مدريد عام 1991، وهي مبدأ الأرض مقابل السلام والقرارات الدولية /242/ 338/ الصادرة عن مجلس الأمن".

كما أكد الرئيس الأسد أن محاولات عزل سورية فشلت وأثبتت الوقائع أن من يريد أن يعزل سورية فهو يعزل نفسه عن قضايا المنطقة، لأن سورية لها دورها ومكانتها، وهذا لم يأت منة من أحد بل فرضه موقعها وتاريخها ونضالات شعبها.

وأكد أن عملية السلام تتطلب وجود راع نزيه ومهتم بإنهاء بؤر التوتر في المنطقة، ويمتلك رؤية واضحة وموضوعية لقضاياها. وقال إن هذا الراعي الآن غير موجود بهذه المواصفات.

وأشار الأسد إلى أن سورية تشجع من يريد أن يلعب دورا في عملية السلام، وتشرح له موقفها المبني على وجود راع نزيه ومعايير معينة وعودة الأرض حتى خطوط عام /1967/ وهذا موضوع لا تفاوض بشأنه، موضحا أن جميع الوسطاء لم يستطيعوا أن يأخذوا من إسرائيل تعهدا بالمطالب السورية.
وقال "لم نكلف أحدا بأن يفاوض نيابة عنا".

وأضاف الرئيس الأسد أن السلام لدى سورية هو هدف استراتيجي وليس تكتيكا، وأن السلام عندنا دعوة مبدئية تعبر عن إرادتها ويقينها وعملها على استعادة ارضها. وقال إن سورية مع الانفتاح على الجميع، وتسعى لعلاقات جيدة ومتوازنة مع الجميع، وأنها مع "الحوار الذي يحترم عقولنا وإرادتنا والعلاقات التي تحترم سيادتنا".

وأضاف .. إننا مع الحوار دون شروط مسبقة ودون التنازل عن الحقوق والكرامة.. الحوار الذي لايحتمل الخضوع للإملاءات أو مسايرة الاخرين على حساب مصالحنا.

وأوضح الرئيس السوري أن "قوى أمتنا الحية تمكنت من كسر شوكة المؤامرات، غير أن المؤامرات لم تنته بل تتجدد فصولا يوما بعد يوم، لذلك لا بد من اليقظة والحذر ورص الصفوف ودرء أسباب الفرقة والانقسام داخل صفوفنا، ولابد من التصدي لكل الأصوات الخارجة على إجماع شعبنا، والتي ترمي الى الخنوع والإستكانة والإرتباط بمشاريع الآخرين.. علينا أن نعزز علاقاتنا مع أشقائنا العرب الذين يقاسموننا آلامنا ومصيرنا".
.

التعليقات