الأسد: مقاومة الاحتلال واجب وطني ودعمها واجب أخلاقي

بدأت في مدينة إسطنبول التركية اليوم قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي ستركز على الملفات الاقتصادية دون تجاهل بعض القضايا السياسية كالقضية الفلسطينية والأزمة بين إيران والغرب وأفغانستان.

الأسد: مقاومة الاحتلال واجب وطني ودعمها واجب أخلاقي
قال الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الاثنين إن "مقاومة الاحتلال هي واجب وطني، ودعمها من قبلنا هو واجب أخلاقي وشرعي ومساندتها شرف نفاخر به".

وأضاف الأسد في كلمة له في الجلسة الافتتاحية للقمة الاقتصادية الإسلامية (كومسيك) في مدينة اسطنبول التركية إن "هذا لا ينفي أبداً رغبتنا الثابتة بتحقيق السلام العادل والشامل, ولكن فشل المفاوضات في إعادة الحقوق يعني بشكل آلي حلول المقاومة كحل بديل".

وأشار الأسد إلى أن الإرادة السياسية هي الأساس للنهوض بالتعاون بين الدول الإسلامية، ولكن ينبغي أن تكون مستقلة. وأكد على أهمية البحث العلمي الذي يشكل أساس اقتصاديات الدول المتطورة.

وأضاف قائلا إنه "بمقدار ما يرتبط الاقتصاد بالمعرفة بمقدار ما يرتبط بالسياسة فما قيمة الحديث عن الرفاهية أمام إنسان لا يعرف الأمان وحياته مهددة مع مطلع كل صباح", متسائلا "كيف يمكن تحقيق الازدهار في منطقتنا وبؤر الانفجار تدمر كل أمل في حلول قريبة ولا تنتج سوى الألم والإحباط لدى شعوبنا".

وأضاف الأسد أن "المحاولات تتكرر بشكل أكثر تصميماً من أجل إزالة المسجد الأقصى بشكل نهائي بالتوازي مع بدء عملية تهويد القدس عبر طرد الفلسطينيين من منازلهم وإحلال المستوطنين محلهم في عملية منظمة تترافق مع العدوان اليومي وارتكاب المجازر الجماعية وتدمير البنى التحتية", موضحا أن "هذه الإجراءات تهدف لدفع الفلسطينيين لليأس المطلق وبالتالي الهجرة خارج أرضهم فلسطين كسياقٍ طبيعي يؤدي في محصلته النهائية إلى تحقيق الدولة اليهودية الصافية".

وأشار الرئيس الأسد إلى أن "الأحداث أثبتت أن بيانات الإدانة والشجب لم تعد لها أي قيمة فعلية إن لم تترافق بخطوات عملية تبدأ بالضغط على إسرائيل بدلاً من مجاملتها أو مكافأتها وتستمر بدعم صمود السكان الأصليين من العرب في وجه الاحتلال الإسرائيلي بمختلف الوسائل من دون استثناء".

ولفت الرئيس الأسد إلى أن "مقاومة الاحتلال هي واجب وطني, ودعمها من قبلنا هو واجب أخلاقي وشرعي ومساندتها شرف نفاخر به", مشيرا إلى أن "هذا لا ينفي أبداً رغبتنا الثابتة بتحقيق السلام العادل والشامل, ولكن فشل المفاوضات في إعادة الحقوق يعني بشكل آلي حلول المقاومة كحل بديل".

وفيما يخص إيقاف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية كأساس للعودة للمفاوضات, قال الرئيس الأسد إن "إيقاف الاستيطان ليس هدفاً بحد ذاته بل مرحلة أو خطوة لا أكثر", داعيا إلى "إبقاء المشكلة في إطارها الأساسي, التي يشكل الاحتلال الإسرائيلي السبب الحقيقي لها".

وأضاف الأسد "علينا أن نبدأ بالعمل من أجل إزالة الاحتلال الذي يضمن لنا إيقاف ومن ثم إزالة المستوطنات وليس العكس".

وكان الأسد قد اجتمع يوم أمس الأحد مع نظؤيره التركي عبد الله غول في اسطنبول العلاقات وقال بيان رئاسي إن "الرئيس الأسد جدد ثقته بدور الوسيط التركي ونزاهته بعملية السلام", لافتا إلى أن "عملية السلام متوقفة حاليا بسبب عدم وجود شريك إسرائيلي".

وأضاف البيان إن "الرئيسين الأسد وغول أكدا في مباحثاتهما في مدينة اسطنبول على إن العلاقات السورية التركية أصبحت نموذجا يحتذى به لأفضل العلاقات بين الدول", مشيرا إلى أن "الرئيس التركي نوه بجهود الرئيس الأسد في العمل من اجل تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط".

وكان الرئيس الأسد وصل إلى تركيا ليل الأحد للمشاركة في القمة الاقتصادية الإسلامية غدا الاثنين.

وزيارة الرئيس الأسد إلى تركيا هي الثانية بعد زيارته إلى أنقرة في أيلول الماضي, والتي أثمرت عن الاتفاق على تأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى السوري التركي, وإلغاء سمات الدخول بين البلدين.

وشهدت العلاقات السورية التركية تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة في كافة المجالات, وذلك من خلال التنسيق السياسي المستمر بين قيادتي البلدين, وارتفاع حجم التبادل الاقتصادي إلى مستويات قياسية تجاوزت 2 مليار دولار.

انطلاق القمة الإسلامية بإسطنبول

وقد بدأت في مدينة إسطنبول التركية قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي ستركز على الملفات الاقتصادية دون تجاهل بعض القضايا السياسية كالقضية الفلسطينية والأزمة بين إيران والعالم الغربي والوضع في أفغانستان.

وقد افتتح الرئيس التركي عبد الله غل اليوم الاثنين بمشاركة أكثر من 40 دولة إسلامية قمة اللجنة الاقتصادية والتعاون التجاري الدائمة في منظمة المؤتمر الإسلامي (كومسك) التي ستبحث تطوير التجارة بين الدول الأعضاء وأثار الأزمة الاقتصادية العالمية ومشاكل الفقر في العالم الإسلامي.

وعلى الرغم من الطابع الاقتصادي، من المنتظر أن تبحث القمة -التي تستغرق يوما واحدا- عددا من الملفات السياسية من بينها القضية الفلسطينية والبرنامج النووي الإيراني والوضع في أفغانستان حيث من المقرر أن يعقد على هامش القمة اجتماع لدول الجوار الأفغاني.

ويشارك في القمة العديد من رؤساء الدول من بينهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ونظيره السوري بشار الأسد والأفغاني حامد كرزاي الذي يتوقع أن يلقي اليوم الاثنين خطابا يدعو فيه الدول الأعضاء للمشاركة في مساعدة بلاده للخروج من أزمتها السياسية والاقتصادية.

وبينما يشارك رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض ممثلا للرئيس محمود عباس، أكد مصدر رسمي في وزارة الخارجية التركية الأحد تلقي الوزارة ما يفيد بإلغاء مشاركة الرئيس السوداني عمر حسن البشير في أعمال القمة.
وأوضحت مصادر سودانية أن الرئيس البشير هاتف نظيره التركي غل الأحد وأبلغه باعتذاره عن الحضور لأسباب داخلية تتصل بالمساعي الجارية في الخرطوم لحل الخلافات القائمة بين شريكي الحكم.

وجاء قرار الرئيس البشير إلغاء مشاركته في أعمال قمة كومسك في أعقاب ردود فعل دولية طالبت تركيا الطامحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بإلغاء الدعوة الموجهة للبشير أو اعتقاله تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية التي أدانته بالتورط في ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور.

بيد أن تركيا التي لم توقع على اتفاقية روما التي أنشئت بموجبها المحكمة الدولية، ردت على هذه الدعوات بالتأكيد على أن حضور البشير يأتي في إطار تجمع إقليمي وليس لقاء ثنائيا بين السودان وتركيا.

وشكك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في هذه الاتهامات بقوله إنه لا يمكن لأي مسلم أن يتورط بجرائم حرب، وإن تركيا كانت ستحادث البشير وجها لوجه لو كان هناك شيء من هذا القبيل.

أردوغان: أُفضّلُ لقاء البشير على ان التقي بـ نتنياهو

وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية تناقلت مساء أمس، الأحد، تصريحات لرئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، قال فيها إنه "يفضل لقاء الرئيس السوداني عمر حسن البشير، على لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو".

ونقلت عنه قوله لوكالة الأنباء التركية، الاحد، إن "اسرائيل قامت بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة أكبر من تلك التي في السودان".

وقال: "لا استطيع ان اتحدث عن هذه القضايا مع نتنياهو ، ولكنني استطيع مناقشتها مع البشير " واضاف: "من غير المعقول ان تقوم دولة اسلامية بإبادة شعب".

يذكر ان الاتحاد الأوروبي دعا أنقرة إلى إعادة النظر في دعوتها الرئيس السوداني لزيارة تركيا. ما حدا بالرئيس التركي، عبد الله غل الى اتهام الاتحاد الأوروبي بالتدخل في شؤون بلاده.


وقال إن البشير تلقى دعوة لحضور قمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وليس لإجراء محادثات ثنائية مع المسؤولين الأتراك.

ويذكر أن المحكمة الجنائية الدولية قد وجهت اتهامات إلى الرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب جرائم حرب في دارفور. إلا أنها تغفل مثل هذه الاتهامات بحق الدول العظمي وإسرائيل.



"عرب48، الجزيرة نت، سيريا نيوز"

التعليقات