الحكومة العراقية المؤقتة وضعت مؤتمر شرم الشيخ امام امر واقع استباقا للتحفظات

-

الحكومة العراقية المؤقتة وضعت مؤتمر شرم الشيخ امام امر واقع استباقا للتحفظات
استبقت الحكومة العراقية المؤقتة مؤتمر شرم الشيخ باعلان موعد الثلاثين من كانون الثاني للانتخابات في العراق في محاولة لوضعه امام امر واقع فيما يتحفظ عدد من المشاركين ومن بينهم مصر على التسرع في تحديد موعد ويؤكدون ان المسالة "مازالت بحاجة الى تفكير اضافي".

واكد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط للصحافيين في شرم الشيخ الاثنين ان مصر تؤيد انهاء العملية السياسية في العراق في نهاية 2005 طبقا لما نص عليه قرار مجلس الامن 1546 مشددا على انه "سيتم على ضوء المناقشات التي ستجري في المؤتمر تحديد ما اذا كان من الممكن اجراء الانتخابات في الموعد المحدد" مؤكدا ان "الامر يحتاج الى تفكير اضافي".

وقال ان "المناقشات التى ستدور بين رؤساء الوفود ووزراء الخارجية وما سيتحدث به ممثل سكرتير عام الامم المتحدة القادم من العراق (اشرف قاضي) تعد كلها أمور مهمة لانها ستشير الى موضوع الانتخابات وهل هناك امكانية فعلا لاجراء هذه الانتخابات فى الموعد المحدد ام أن الامر سيحتاج لتفكير اضافي".

وقال ان "مقاطعة الانتخابات من قبل بعض القوى السياسية فى العراق وكيفية تسجيل اسماء الناخبين سيكونا محل نقاش مع سكرتير عام الامم المتحدة" كوفي انان الذى سيشارك فى مؤتمر شرم الشيخ مشيرا الى انه "سيطلب منه اعطاء فكرة عما سيتم فى ذلك الشأن تحديدا باعتبار الامم المتحدة مكلفة بالمساعدة فى الاعداد للانتخابات العراقية".

واكد أبو الغيط انه "سيتم خلال مؤتمر دول الجوار ومصر الاستماع الى وزير خارجية العراق (هوشيار زيباري) بغرض معرفة كيفية الاستعداد للانتخابات فى العراق وكيفية تأمينها وكيفية مشاركة كافة القوى بشكل يؤدى إلى خروج الانتخابات بالتمثيل الصحيح لكافة اطياف الشعب العراقي".

ويصل كوفي انان مع وفد الامم المتحدة بعد ظهر الاثنين الى شرم الشيخ حيث يبدا على الفور سلسلة من الاجتماعات مع عدد من وزراء الخارجية المشاركين في المؤتمر.

ويؤكد مشروع القرار الذي سيصدر عن مؤتمر شرم الشيخ على نسخة منه "الدور القيادي" للامم المتحدة في تنظيم الانتخابات ويدين الارهاب بكل اشكاله وكذلك الاستخدام المفرط للقوة ويطالب بحماية المدنيين.

وكان الوزير المصري يشير بشكل ضمني بصفة خاصة الى القوى السنية العراقية التي اعلن العديد من ممثليها مقاطعة الانتخابات العراقية.

وتتبنى جامعة الدول العربية وامينها العام عمرو موسى موقفا مماثلا.

وقال دبلوماسي رفيع المستوي في الجامعة العربية، امس الاثنين، ان الامين العام، عمرو موسى، سيعرض خلال المداولات التي ستتم في شرم الشيخ وجهة نظره بشان مسالة الانتخابات في العراق خاصة انه التقى امس الاول وفد من القوي التي اعلنت مقاطعتها للانتخابات ومن بينهم بصفة خاصة ممثل لهيئة علماء المسلمين السنة.

واضاف الدبلوماسي "من المهم تامين مشاركة كافة القوى العراقية في الانتخابات حتى لو كان ذلك يتطلب اعادة التفكير في موعد الانتخابات".

وشدد على انه "لو اجريت الانتخابات في ظل مقاطعة الانتخابات فسوف يكون هناك خلل في التمثيل السني" في الجمعية التأسيسية (البرلمان) الذي سينبثق عن هذه الانتخابات والذي سيكلف وضع دستور دائم للعراق.

وتابع الدبلوماسي ان عددا اخر من الدول العربية تتبنى نفس الموقف وتخشي من خلل في تمثيل السنة في العراق "حتى لو تعبر عن موقفها هذا بشكل علني".

وتؤيد فرنسا مشاركة كل القوى العراقية في العملية السياسية في العراق وعدم استبعاد اي منها. وكانت اقترحت عقد اجتماع مواز لمؤتمر شرم الشيخ (الحكومية) يضم كافة القوى السياسية العراقية المستعدة للتخلي عن العنف وممثلي المجتمع المدني ولكن أمام الرفض القاطع للولايات المتحدة وللحكومة العراقية المؤقتة تم التوصل الى حل وسط اذ تم تضمين مشروع البيان الختامي للمؤتمر فقرة تدعو الي عقد مؤتمر وطني شامل داخل العراق.

التعليقات