الرئيس السوري يفتتح أعمال القمة العربية العشرين في دمشق..

يؤكد على عروبة العراق ووحدة أراضيه، ووحدة السودان، وسيادة لبنان واستقلاله ويثني على المبادرة اليمنية، ويعتبر إرهاب الاحتلال الإسرائيلي أشد أشكال الإرهاب فظاعة..

الرئيس السوري يفتتح أعمال القمة العربية العشرين في دمشق..
في كلمته في افتتاح أعمال القمة العربية في دمشق، السبت، أكد الرئيس السوري بشار الأسد على ضرورة الحوار في تجاوز الخلافات وأنه لا بديل عن التضامن والتشاور العربي العربي، وأن التعاون يكون "مثمرا عندما نعتمد على أنفسنا". كما أكد على أن القمة العربية هي أساسية في تحديد الاتجاه الصحيح والسرعة الضرورية لكل ما سيتم القيام به لاحقا.

وقال: "على الرغم من اتفاقنا على الأهداف فإنه ثمة مشكلة في اتفاقنا ولكن حتى هذا ليس مشكلة عندما تتوفر النية الصادقة للحوار العربي الصريح "، "وإذا كان الوضع العربي غير مرض حاليا ً فهذا لا يرتبط بالقمم العربية وحدها وإنما يعود للعلاقات العربية العربية".

ولفت الرئيس الأسد في كلمته إلى الرد الإسرائيلي على مبادرة السلام العربية، والذي تمثل في اجتياح الضفة الغربية، وارتكاب المجازر، ومجزرة جنين خير دليل على ذلك، علاوة على بناء الجدار العازل، والعدوان على سورية ولبنان والاغتيالات. ولك ذلك تحت أنظار العالم.

كما أثنى على المبادرة اليمنية، وعبر عن دعمه للمبادرة من أجل إنهاء حالة الإنقسام، مشيرا في هذا السياق إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف جميع الفلسطينيين. ودعا إلى فك الحصار عن قطاع غزة، مشيرا إلى أن الدول العربية يجب أن تبدأ بذلك، قبل التوجه إلى العالم.

و أكد الرئيس الاسد أن الأمن لن يتحقق لأحد إلا من خلال السلام العادل والشامل، وليس من خلال العدوان والحروب وقال: "أؤكد أن السلام لن يأتي إلا من خلال استعادة الأراضي العربية المحتلة" ، " إسرائيل انتهزت كل الفرص لتثبت غطرستها ورفضها تطبيق القرارات الدولية. وهنا نتساءل هل نترك عملية السلام رهينة للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ونضع مبادرات دون قيود أو شروط وبالتالي هي دعوة لمراجعة مضامين خياراتنا الإستراتيجية ".

وقال: "إننا نؤكد على ضرورة ضمان الحقوق وعودة الأراضي العربية المحتلة وضمان الحد الأدنى من عناصر المقاومة والصمود ". وبالنسبة للقضية الفلسطينية قال الرئيس الاسد : " إننا نرى أن الأولوية ستكون للحوار بين الفلسطينيين كما أننا نطالب بكسر الحصار المفروض على غزة وبالتالي علينا نحن أن نكسر الحصار على غزة حتى نطالب العالم بكسر هذا الحصار ".

وعن الجولان قال :" بالنسبة للجولان فإن السلام لن يتحقق إلا بعودة الأرض المحتلة حتى خط الرابع من حزيران في عام 1967 وإننا نؤكد أنه مالم يتمكنوا من الحصول على التنازلات سابقا ً فلن يحصلوا عليه لاحقا ً ".

وبينما أكد على تمسك سورية باستعادة الجولان كاملا، فقد أشار إلى حرص سورية على سيادة لبنان واستقلاله، ونفى وجود أي تدخل سوري في لبنان، وإنما على العكس، حيث أشار إلى أن هناك ضغوطا تمارس على سورية لكي تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان. وفي هذا السياق أكد على أن الحل بيد اللبنانيين أنفسهم، وأن اي دور آخر هو مساعد وليس بديلا. وقال إن سورية على استعداد تام للعمل مع اي جهد لحل ازمة لبنان شريطة ان تراعي الوفاق الوطني.

وفي حديثه عن العراق، أكد الرئيس السوري على وحدة العراق وعروبته، وعلى ضرورة تضافر الجهود من أجل تحقيق سيادته وأمنه واستقراره، وتحقيق المصالحة الوطنية، وخروج آخر جندي محتل.

كما أكد على وحدة السودان بعيدا عن التدخلات الخارجية، ورفض فرض الحلول تحت شعار المساعدات الإنسانية.

وفي حديثه عن الإرهاب أدان الرئيس الأسد الممارسات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء، وفي الوقت نفسه أكد على حق الشعوب في مقاومة الاحتلال، مشيرا إلى أن إرهاب الاحتلال الإسرائيلي هو أشد أشكال الإرهاب فظاعة.


وفي تعقيبه على كلمة الرئيس السوري، قال د.عزمي بشارة، في حديث على قناة الجزيرة، إن الكلمة كانت دقيقة ومختصرة ومتماسكة، يخاطب فيها الرأي العام العربي بشأن الثوابت، لوقف حالة البعثرة في الخطاب العربي والتدهور باتجاه التسوية مع إسرائيل، وكأنه تجري هناك عملية سلام، في حين أن ما يجري هو حالة حرب.

وتطرق إلى أهمية التاكيد على عروبة العراق ووحدة أراضيه، وذلك في مواجهة السياسات الأمريكية. وأن هذا الموقف يكتسب أهمية في ظل الاستقبال والاوسمة التي حظي بها نائب الرئيس الأمريكي، ديك تيشيني، لدى زيارته للمنطقة مؤخرا.

أما بالنسبة للبنان، فقال د.بشارة إن حديث الرئيس السوري كان مختصرا في التأكيد على قبول المبادرة العربية في لبنان، والتأكيد على سيادة لبنان واستقلاله، لافتا إلى أنه كان من الممكن أن يحتدم النقاش في هذا الشأن، لو شاركت لبنان في القمة، وهو نقاش اعتبره مفيدا للبنان.

واعتبر د. بشارة الكلمة موجهة إلى الرأي العام العربي، مع التأكيد على المشتركات والتشديد عليها بحيث لا يستطيع معسكر الاعتدال تجاهلها. مشيرا إلى أن المعركة هي على الرأي العام العربي، حيث أن الوضع العربي الحالي ليس أردأ وضع عربي، وأنه قد سبق وأن عقدت عدة قمم عربية في ظل أوضاع أسوأ مما هي عليه اليوم.

ولفت في هذا السياق إلى أن الجديد في هذا الشأن هو أن التوازن الدولي قد انتهى، وأن الولايات المتحدة تستفرد بالمنطقة، وتوجه إملاءات لعدم حضور القمة، وتمارس سياسيات ممواجهات ودعوات إلى عزل دول عربية، وهذا ما يقلق المواطن العربي.

التعليقات